تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ملتقى الدراما يؤكد على دور الدولة في الإنتاج الدرامي

مصدر الصورة
SNS

 افتتح صباح اليوم في دمشق ملتقى الدراما السورية الأول بمشاركة صناع الدراما السورية من فنانين وكتاب ومخرجين ومنتجين إضافة إلى نقاد ومعنيين بالإنتاج الدرامي من الدول العربية .

 وأكد وزير الإعلام الدكتور محسن بلال دعم كل ما يساعد على تطوير الدراما في سبيل ارتقائها لتصبح صناعة مشيراً إلى أنه تتم الآن دراسة تشريع قانون لإحداث مؤسسة عامة للدراما السورية .
 وأوضح بلال في كلمته أن سورية ساهمت في تطوير وصناعة الدراما بشكل جيد وأن الإبداعات الدرامية كعلم وإبداع وثقافة وصناعة باتت من خير الرسل للتعريف بالامة العربية آملا الوصول إلى دراما مبدعة بمشاعر وطموحات ولغة عربية مع ضرورة ترجمة تلك الدراما إلى كل اللغات في ظل تحول العالم الى قرية كونية.
 وأشار وزير الإعلام إلى أهمية الدراما بأنواعها المختلفة في مواجهة ثقافة الإسلاموفوبيا بمسؤولية ثقافية وفكر مبدع وبتسامح حقيقي بما يتوافق مع أيديولوجيتنا وثقافتنا المبنية على التسامح وقبول الآخر واحترامه.
 
ورأى الدكتور بلال أن إيصال رسالتنا وطموحاتنا مرهون بتوحيد كل الجهود آملاً من هذا الملتقى أن يعطي دفعاً للمناخ الدرامي في الوطن العربي في سبيل الوصول إلى دراما عربية مؤثرة على مستوى العالم.
 
وأوضح الدكتور ممتاز الشيخ مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن الدراما السورية ولدت في مشغل التلفزيون السوري وأن عائدات الدراما باتت جزءاً مهماً من الاقتصاد الوطني رغم محتواها الثقافي لافتا إلى أن هذا الملتقى يناقش القطاع الدرامي كإعلام ثقافي وتربوي مهم يجب رعايته وحماية مستقبله مشيراً إلى أن لدى مديرية الإنتاج خطة جديدة للتعاون مع أي جهةجادة للتنفيذ من أجل فتح باب الإنتاج المشترك.
 
وتناولت ورقة العمل الأولى موضوع " الإنتاج العربي المشترك " قدم فيها المخرج هيثم حقي رؤيته عن الواقع الذي مر فيه هذا الإنتاج منذ بداياته الأولى نهاية سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينيات.
 
ولفت إلى أن أهم الأسباب الداعية إلى ضرورة الإنتاج الدرامي المشترك تندرج ضمن الحاجة إلى تمويل إنتاجات كبرى لا تستطيع قناة واحدة أو شركة واحدة تحقيقها إضافة إلى الحاجة لمستوى فني عالٍ وأيضاً إمكانية ذلك في فتح أسواق لإنتاجنا غير السوق العربية فضلاً عن حاجة الشاشات العربية لوجود مثل هذه النوعية العالية من الإنتاج كما تم في تجربة فيلم "عز الدين القسام " وبين حقي ان النتائج التي ستترتب على تحقيق هذا الإنتاج المشترك تؤدي إلى الإفلات من قبضة الرقابات وزيادة الإمكانات للوصول إلى مستوى فني عالمي "بيست سيللر" كما في فيلم "يد إلهية" لإيليا سليمان داعياً المحطات العربية إلى دعم الإبداع الدرامي العربي.
 
وأوضح المخرج مأمون البني في مداخلة له أن إشكالية الإنتاج المشترك تكمن في أنها كانت نتيجة علاقات شخصية وينبغي أن تتطور إلى علاقات وطنية وقومية وأنه لا بد من لجنة تلاحق وعود الإنتاج المشترك ضمن صراعنا الفني عبر مواضيع قومية وفنية مشتركة كمسلسل الاجتياح مركزاً على أن الإنتاج المشترك لا يتعلق باللهجات فقط بل بالمواضيع والاهتمامات العربية المشتركة.
 
يذكر أن هذا الملتقى هو الأول من نوعه في سورية ويناقش قضايا تتعلق بتشخيص الوضع الحالي للدراما السورية ويستعرض أهم محطاتها بالنقد والتحليل وصولا لوضع رؤى مستقبلية من شأنها المساعدة في الوصول إلى خطط علمية منهجية واقعية تسهم في دفع عجلة الإنتاج الدرامي في سورية وتطويره إضافة إلى قضايا تتعلق بالإنتاج العربي المشترك والتأسيس الأكاديمي للصناعة الدرامية ومشكلات توزيع الأعمال الدرامية وغيرها من المواضيع والمحاور ذات الصلة.
 
ناقشت الجلسة الثانية في ملتقى الدراما السورية الأول التي عقدت بعد ظهر اليوم تحت عنوان " الإنتاج العربي المتشرك تجارب بين النجاح والإخفاق " دور الدولة والإنتاج المشترك في تدعيم الانتاج الدرامي وتعزيز صناعة الدراما وتسويقها.
 
وتطرقت المناقشات في الجلسة التي شارك فيها عدد من صناع الدراما ومديري برامج القنوات الفضائية وكتاب ومخرجين ونقاد وفنانين من مختلف الدول العربية إلى مسائل الانتاج المشترك بين الدول العربية سواء أكان على صعيد المؤسسات أو الأفراد مؤكدة ضرورة وضع القواعد والأطر الناظمة لذلك.
 ورأى الفنان مظهر الحكيم الذي ترأس الجلسة أن الدراما العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص هي للبناء والرقي وأن الإنتاج المشترك يجب أن يشمل كافة المسلسلات وليس الأعمال التاريخية والدينية فقط . وأشار الحكيم إلى أن القطاع الخاص في سورية حقق نجاحات ملحوظة في سورية وأثبت نفسه في كل المجالات الإنتاجية التي تطرق إليها لافتاً إلى التجارب السورية الهامة التي أنتجت سابقا سواء داخل سورية أو خارجها كاليونان وغيرها.
 
وقال الحكيم إن معوقات الإنتاج الفني معروفة وقد وضعنا على سبيل المثال خطة في غرفة صناعة السينما على شكل مقترحات لتخطي هذه المعوقات ونأمل بتنفيذها.
 وأشار مفيد الرفاعي مدير البرامج في قناة أبو ظبي الفضائية الى أن الإنتاج هو عملية تجارية، وإن أي إنتاج من دون عوائد مالية هو إنتاج فاشل وسيتوقف بالتأكيد. وبالتالي يجب وضع الخطط والجدوى الاقتصادية المناسبة لكل عمل سوف يتم انتاجه، مؤكداً أن على الدولة أن تدعم الجهات الإنتاجية لمساعدتها على الاستمرار في عملها.
 واستشهد الرفاعي على التجربة المصرية في الإنتاج التلفزيوني قائلاً: إن السوق المصرية من خلال المحطات الفضائية المصرية تستطيع إنجاح عملية الإنتاج من خلال شراء حقوق العرض لأي مسلسل مصري يتم انتاجه قبل أن يوزع في السوق العربية وإنه بقدر ما تدعم الدولة قيام محطات فضائية وسوق إعلامية لديها بقدر ما تؤسس لقيام إنتاج درامي ناجح.
 من جهته قال ابراهيم العقرباوي من شركة صوت القاهرة للإنتاج الفني المصرية: إننا في مصر نفصل ما بين الإنتاج المشترك وسوق العمل، وأيضا مسألة العرض في المحطات.. كل منهم أمر يختلف عن الآخر. فالمشاركة في الإنتاج شيء والعرض في المحطات التلفزيونية المصرية شيء آخر.
 وأشار العقرباوي إلى أن الانتاج منفصل تماماً في مصر عن المحطة بمعنى أن الانتاج مستقل استقلالاً تاماً إدارياً واقتصادياً عن المحطة حتى في القطاع الحكومي.
 وأكد جمال دوبا من لبنان أهمية فكرة أن تكون الدولة هي الراعية للإنتاج وهي الحاضنة له من خلال إطلاق العديد من المحطات الفضائية وتشجيعها لكي تكون السوق التي تؤمن سبل الإنتاج أو المصدر الذي يمكن أن يشكل عائداً مادياً للإنتاج وإلا فإنها ستكون عرضة لسوق اخرى تفرض شروطها عليها.
 وأضاف دوبا المنتج ليس جمعية خيرية حتى ينتج أعمالاً ويخسر فيها ولا يحقق غاية ربحية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.