تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قاضي :الفيلم القصير هو الطريق للطويل

مصدر الصورة
الثورة

سامر قاضي مخرج سوري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يحمل هم وطنه وغربته لدرجة أنهما شكلا لديه هاجساً حاول من خلال السينما التعبير عنه ،أنجز حتى اليوم أربعة أفلام قصيرة إخراجاً وإنتاجاً وشارك عبرها في العديد من المهرجانات فحقق حضوراً طيباً في بعضها ونال الجوائز في بعضها الآخر ، وقد شارك مؤخراً في مهرجان دمشق السينمائي الدولي عبر أحدث أفلامه (نشأ وحيداً ـ Raised Alone) ..‏

انطلق من المسرح الجامعي في حلب عام 1991 ومن ثم قدم عرضاً مسرحياً من خلال فرقته الخاصة ، ولكنه ما لبث أن سافر إلى أمريكا بدعوة من فرقة مسرحية أمريكية لتقديم أحد نصوصه المسرحية ، وهناك عمل في الإذاعة عبر برنامج يبث للجالية العربية ، ولكن الحلم السينمائي لديه دفعه للدراسة السينمائية فحصل على دبلوم في الإنتاج والإخراج السينمائيين ، وبدأ بإنتاج الأفلام القصيرة وأنجز منها حتى الآن أربعة أفلام .‏
 
ـ أين تكمن خصوصية فيلمك القصير (نشأ وحيداً) الذي شاركت فيه في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان دمشق ؟‏
 
هو فيلم أمريكي يناقش صراع الأجيال بين الآباء والأبناء في المهجر ، فالأب من أصل عربي ولكنه ليس ذاك المهاجر الضعيف وإنما هو الذي بنى الثروة والمال بالكد والتعب وانهماكه بالحياة أخذه من أسرته ، توفيت زوجته عندما كان عمر ابنه أربع سنوات فنشأ الابن وحيداً وبات (الكمان) رفيق دربه ، يحب الأب الاستماع لآسمهان وللموسيقا العربية ، إلا أن صراعاً يظهر جلياً ونحاول معالجة الموضوع من خلال رؤيا موسيقية للطفل الذي كبر وأصبح موسيقياً معروفاً ، وفي حفل يعزف فيه يأخذنا (فلاش باك) لطفولته عبر رحلة موسيقية وأسرية. وقد جسد دور الأب ممثل أمريكي من أصل عربي وملامحه عربية . ونال الفيلم أربع جوائز في أمريكا ، وهو مدعو لمهرجانات أخرى .‏
 
ـ ما مصدر تمويل أفلامك ؟‏
 
قد يظن البعض أن المنتج هو الممول ولكن هناك منتج وممول ، فالمنتج هو منتج منفذ يساهم في وضع العناصر كلها والممول هو مدير الإنتاج .. والمنتج يعمل للحصول على المال للإنتاج ، فأنا في شركتي يأتي من يقول لي أن لديه فكرة فأساعده لتأمين المال لتحقيق هذه الفكرة وأضع العناصر كلها وأوفر المعدات والاتصالات .‏
 
ـ هل أخذت أفلامك السابقة التوجه نفسه الذي تطرحه في فيلمك الأخير ؟‏
 
حرصت على التنويع فأول تجربة قدمتها كانت عام 2006 في فيلم (خيارك) وهو موجه لخدمة الجالية العربية في أمريكا بغرض بناء مجمعات ثقافية ومدرسة للجالية وحقق الفيلم ضجة كبيرة خاصة أنه قصير جداً (سبع دقائق) وجمعوا من خلاله ما يقارب الأربعة ملايين دولار في ساعة واحدة ، وعندما وصل الخبر إلى مسامع الصحافة الأمريكية تكلموا عنه باهتمام ، وهناك فيلم وثائقي تناولت فيه مدرسة تقدم لغتين (العربية والانكليزية) وهي من أوائل المدارس في أمريكا التي تعنى باللغة العربية . فرصدنا أهمية تجربتها لتعميمها بولايات أخرى في أمريكا . أما فيلم (شيزوفرينيا) فكان من النوع المشوق ويحكي عن الجريمة والانفصام في الشخصية وقد عُرض في مهرجان (كان) .‏
 
ـ إلى أي مدى تتيح لك الولاية التي تعيش فيها فرصة إيجاد التمويل لأفلامك ؟‏
 
أعيش في ولاية ميتشيغان ، وفي فترة سابقة فكرت بالانتقال إلى لوس أنجلس إلا أنه صدر في الولاية في العامين الأخيرين قرار يمنح نسبة 40% من قيمة الفيلم لصانعيه والسبب في إصدار هذا القانون إدراكهم أهمية السينما ما شكل حافزاً على إنجاز سينما في الولاية وهي تجربة يُحتذى بها .‏
 
ـ تنتج أفلاماً قصيرة رغم عدم وجود سوق للفيلم القصير ؟‏
 
الفيلم القصير هو الطريق للفيلم الطويل ، وإيجاد مُنتج له أمر صعب لأنه لا يحقق مردوداً كبيراً . ولكن ينبغي أن تجد شخصاً يثق بإمكانياتك قبل أن يثق أن المال الذي سيضع في الإنتاج سيعود إليه من الفيلم ، بمعنى أن الكثير من الأفلام القصيرة عندما يقرؤها الممولون ويجدون موهبة حقيقية فيها يساعدوك على أمل أن يكونوا معك عندما تكبر وتقدم الأهم ، وهذا فكر يخلق الفرص .‏
 
إلا أن الأفلام الطويل هي المشروع الحقيقي بالنسبة إلي فقد توقفت الآن عن إخراج الأفلام القصيرة لأن لدي مشروعين لفيلمين طويلين ، أولهما هو فيلم (نشأ وحيداً) فسأقدمه في فيلم طويل بروح جديدة .‏
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.