تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

موسيقى الراب ..آخر صرعات الشباب السوري

مصدر الصورة
SNS

تجمع نحو 100 شاب وشابة ممن يغلب عليهم سن المراهقة في دار الفنون يوم أمس الخميس ليدعموا فرقة موسيقية جديدة تحمل اسم فرقة (شام إم سيز) تعتمد موسيقى الراب في إطلاق ألبومها (كلمات متقاطعة).

وتميز هؤلاء الشباب بلباسهم غير التقليدي من سراويل الجنيز الهابطة عن الخصر والـ (تي شيرتات) التي تحمل كتابات باللغة الإنكليزية مثل (Drug Leader, Death Row) فضلاً عن البيرسينغ وهو عبارة عن حلقات من المعدن قد يكون من الذهب أو الفضة أو غيرها تعلق في الشفاه أو اللسان أو الأذن وغيرها من الأماكن التي لا يمكن رؤيتها.
وما إن بدأت الفرقة بعبارة Put Your Hands Up حتى أخذت أيادي المتجمهرين بالارتفاع والهبوط للأمام وعلت صيحات الإعجاب بحركات البريك دانس التي قام بأدائها أحد أعضاء الفرقة الثمانية.
ثم قدمت الفرقة أغاني الألبوم الثمانية والتي تتألف من (أهلا وسهلا، عكس الموج، صغرنا، بنت الكوبا، مجهول، عقارب، سكيتش، سجون، أهلا وسهلا) والتي تداخلت بين اللغتين العربية والإنكليزية مع موسيقا صاخبة جداً فضلاً عن الفواصل الإعلانية للفرقة (شام إم سيز).
وكانت الأغاني التي تعالج عدداً من المواضيع الشخصية والاجتماعية والعاطفية سريعة لدرجة لم نستطع اللحاق بما يقال، وقام مؤدوها بترديدها بشكل إيقاعي فيه عدد كبير من القوافي.
ويقول (نضال عبدو) مدير فرقة (شام إم سيسز) في تصريح خاص لـ (محطة أخبار سورية SNS)إن " الفرقة المكونة من ثمانية شباب وفتاة تأسست عام 2007 لكنها اليوم تطلق من خلال هذا الحفل ألبومها الأولى (كلمات متقاطعة)".
ويضيف (عبدو) الذي تلفتك قطعة الحديد الموضوعة في منتصف لسانه:" إن الألبوم يتضمن ثماني أغان تتناول مشكلات بسيطة يعاني منها الشباب السوري مشيراً إلى أن الهدف منه هو توضيح فكرة الراب وكيفية توصيلها للشباب السوري".
وقال (عبدو) كل الشباب السوري يسمع راب أميركي أو روسي أو ألماني أو إنكليزي لكنه لا يسمع راب سوري، متسائلاً: لماذا لا يسمع راب سوري؟
وأوضح مدير الفرقة أن مشكلات الشباب السوري ليست كمشكلات الشباب الأميركي في المخدرات والسلاح فمشكلاتنا جداً بسيطة مثلاً البنت التي تتدلل على الشاب وتنظر إليه نظرة استكبار.
وتلعب (لين لوقا) دور البوكر في الفرقة وتقول عن مشاركتها:" إنني انتسبت للفرقة لأن مؤسسيها هم أصدقائي وما يستهويني في هذا النوع من الموسيقا هو الكلمات ذات المستوى العالي مع أنك لا تستطيع فهمها من الاستماع الأول لكنك عندما تركز في الأغاني فستفهمها".
وتوضح (لوقا) التي تبلغ من العمر 19 عاماً أن لكل" شخص مشكلات مهما كان عمره مشيرة إلى أن موسيقا الراب هي شكل من أشكال التفريغ وأفضل من باقي الحلول كالتدخين أو التحشيش والعلاقات الجنسية غير السوية (مع أن الكثير من الحضور يدخن)".
في حين يعتبر (بيان بيرقدار) الذي جاء لسماع أغاني الفرقة بعد أن حضر حفلها في بيت كايد لمناسبة عيد الموسيقى "أننا تأخرنا في إطلاق موسيقا الراب وقال: إننا نسمع موسيقى راب منذ زمن وأصدقاؤنا يغنون هذا النمط لكن الناس لم تتقبله حتى أشكالنا لم تستطع أن تتقبله".
ويضيف بيرقدار الذي ملأ وجهه بالبيرسينغ (في لسانه وجبينه وأذنه وشفته)" لست من مناصري الراب إلا أني (كريزي) وأحب أن أسمع أي شيء".
ويعمل بيان في حياته العادية في محل للألبسة مع خاله ويقول عن نمط لباسه" إن أهلي تقبلوا أفكاري واعتادوا على ما أضعه من إكسسوارات بعد أن أوصلت إليهم وجهة نظري"، مضيفاً " لكن الناس حتى الآن لم يتقبلوا أفكارنا ومع هذا تلاحظ أن الكثير من الشباب والشابات يضعون البيرسينغ ويتفنون في لباسهم".
أما (شادي خزاعي) الذي يضع على أذنه خرزة سوداء وافتعل خطوطاً في جبينه وعلى جانب من رأسه أن ما يشده للراب أنها تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية وقال: يستطيع الإنسان من خلالها أن يفرغ الكثير من الطاقات.
ويضيف شادي البالغ من العمر 19 عاماً: إن معظم أعضاء الفرقة هم أصدقائي ويحاولون تغيير النظرة لهذا الفن في سورية موضحاً أني أجد نفسي في كل الأغاني المؤداة.
واعتبر شادي أن المجتمع السوري يحوي الكثير من المشكلات ومنها الحرب التي قد تدور بين الشباب والبنات وتكبّر الفتاة على الشاب وتفضيلها لصاحب المال على صاحب القلب النظيف.
يشار إلى أن الراب هو عنصر أساسي من عناصر موسيقا الهيب هوب الأربعة ونشأت الهيب هوب عام 1970 على أيدي أميركيين من أصول إفريقية كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية ولإظهار ثقافة وفن مستقل فيهم وكنوع من التعبير عن انفسهم وعن المشكلات من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم.
ويتمتع الهيب هوب بسمعة سيئة إذ إن الكثيرين يعتقدون أنه يتكون من الفاحشة والعنف.
أما عناصر الهيب هوب الثلاثة الأخرى فهي الدي جي وهو فن تشغيل الأقراص الموسيقية والتلاعب بها إضافة إلى الكتابة على الجدران وهو فن التعبير البصري لموسيقى الراب والذي نشأ عندما كان أوائل فناني الشعارات والكتابة على الجدران عناصر في فرق الهيب هوب والتي كانت في مناطق فيها عناصر أخرى من الهيب هوب.
أما العنصر الأخير فهو رقص البريك دانس وهو التعبير الجسدي لموسيقى الراب وقد أصبحت له في الفترة الأخيرة منافسات ومسابقات متخصصة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.