تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غـاز.. مازوت.. كهرباء... وحكومـة..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديــع عفيــف

كنا في زيارة إحدى العائلات في محافظة طرطوس، وكان الوقت مساء. وعندما حان موعد تقنين الكهرباء، تم قطع التيار الكهربائي عن تلك المنطقة وضمنها منزل العائلة. أحدث الأمر بعض الإرباك، وبدأت الأم تشتم  من قام بقطع التيار، لكنّ ابنها الأكبر نهرها ونهاها عن ذلك لأن الشتيمة تعود إليها وبناتها، حيث كانت فترة مناوبة ابنها الثاني في محطة التشغيل المعنية.

وأمس قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي عدة رسائل كتبها أشخاصٌ، بعضهم معروفون جداً، موجهة للسيد رئيس الجمهورية تطالبه القيام بخطوة حاسمة لمواجهة النقص الحاصل في تزويد المواطنين بالمازوت والغاز والكهرباء... الخ، لاسيما وأنّ سورية تواجه شتاء قطبياً في بعض أيامه. تجاوز هؤلاء الكتّاب الحكومة ومجلس الشعب وتوجهوا في رسائلهم للسيد الرئيس، لسبب محدد على ما أعتقد، وهو ثقتهم الكاملة بالسيد رئيس الجمهورية، أنه لن يخذلهم وسيفعل المستطاع.

يمكننا شتم واتهام الحكومة ومجلس الشعب حتى نملّ ونتعب، ولكن ذلك لن يؤمن المواد المفقودة أو الناقصة التي يحتاجها المواطنون؛ المطلوب البحث الجدّي عن أسباب الأزمات المتتالية والمتكررة ومعالجتها؛ هل هناك نقص في كمية الكهرباء المنتجة؟ إذا كان الجواب نعم، وهو كذلك على الأغلب، فلتعلن وزارة الكهرباء ذلك وتضع الحقيقة بين أيدي المواطنين. وإذا كانت غير قادرة على تأمين وسائل إنتاج جديدة تسدّ الحاجة المتزايدة للطاقة، فلماذا لا تفتح الباب أمام القطاع الخاص لإنشاء محطات توليد الكهرباء؟ أعلم أنها هي سمحت للقطاع الخاص بذلك، وهي تقوم بشراء الكهرباء المنتجة منه، ولكن لم يتم الإعلان عن الأمر بشكل واسع، وما زال الكثيرون يجهلون أنه باستطاعتهم المشاركة في توليد الطاقة الكهربائية عبر إنشاء محطات توليد الكهرباء من الطاقة البديلة كما جرى في ريف طرطوس، مثلاً.

أما بالنسبة لتأمين الغاز والمازوت، فإن المعنيين بالأمر يدركون أنّ الشتاء قادم وأنّ البرد سيكون شديداً، وأنّ كمية استهلاك الغاز والمازوت سوف تزداد، وهذه حالة متواترة تتكرر كل عام، فلماذا لم يستورد المعنيون كميات إضافية من الغاز والمازوت قبل بدء الشتاء تحسباً لمثل هذه الظروف. ليس من المعقول ولا المنطق أن ينتظر المواطنون انتهاء العاصفة لتتمكن سفينة في عرض البحر من الوصول إلى المرفأ لتفريغ حمولتها؛ هناك أطفال وعجزة ومرضى وهؤلاء لا يمكنهم تحمّل البرد والجوع والقلق بانتظار سفينة بعيدة، أو استدراج عروض أسعار، أو عدم قيام وزارة معينة بأخذ الاحتياطات المطلوبة واللازمة.

عندما تتكرر الأزمة ويتكرر السيناريو ذاته في كل شتاء؛ عندما لا تعمل الوزارات المعنية على خدمة المواطنين بالشكل المطلوب، فإن السؤال يصبح منطقياً عن المسؤول عن استمرار التقصير والخلل، والسماح لتجار الأزمات باستغلال الظروف وحاجة المواطنين وابتزاز الفقراء والوصول إلى حالة التذمر والشكوى وحتى الإهانة التي يشعر بها الكثيرون..؟!!! 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.