تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

شـركة "م.ب. س" للأعمال القذرة..

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بالأمس، حاضر المندوب الدائم للنظام السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المُعَلّمِي حول حقوق الإنسان وحمايتها، وشرح من وجهة نظر نظامه ما يجب أن يكون في سورية وما لا يجب أن يكون؛ تحدث عن "ضرورة صياغة دستور جديد يضمن الحرية والمساواة والعدالة لجميع المواطنين السوريين، وإتاحة الفرصة للشعب السوري لكي يقرر مصيره بنفسه".

لكن المشكلة أنّ سفير النظام الوهابي لم يعطِ خلال مرافعته أمثلة عن كيفية حماية حقوق الإنسان في بلاده، وترك لنا أن نفهم ذلك من خلال الواقع العملي؛ ربما أراد المعلمي الحديث عن حقوق لا توجد إلا لدى نظام بلاده، سنتحدث عن أهمّها؛

قبل عدة أشهر نشرت إحدى صحف النظام السعودي مسابقة لتعيين سيّافين (أي من يستخدمون السيف للقتل) للعمل لدى النظام السعودي ولاسيما في سجونه؛ هل تقدّم أحدٌ للوظيفة؟! ما هي مؤهلاته يا ترى؟! هل الخبرة مطلوبة؟! هل هؤلاء الذين أرسلهم النظام السعودي إلى تركيا لقتل الصحافي جمال خاشقجي ممن تم تعيينهم بعد نجاحهم في المسابقة؟! ربما. وربما أيضاً أنّ القتل يحتاج إلى تدريب ومهارات خاصة وقسوة، وربما أكثر من ذلك؛

فالنيابة العامة السعودية أكدت في بيانها حول اغتيال خاشقجي أنه تم "تجزئة" جثة القتيل بعد قتله؛ نعم "تجزئة" الجثة وليس "تقطيعها"، ما الفرق بين الأمرين؟! الفرق كبير: عندما تقول تقطيع فإن ذلك قد يؤذي مشاعر المستمع والقارئ والمتابع؛ أما التجزئة فكلمة ملطّفة وكأن أمام الجُناة ــ  "السيّافين" مشكلة صعبة قاموا "بتجزيئها" ليسهل حلّها، وبالتالي فإن استخدام التجزئة يخفف عن أهل القتيل والناس من وقع "الحادثة البسيطة": تجزئة المواطن؛ لذلك هم جزأوا جثة "المواطن" السعودي؛ كم جزء؟ وبأي وسيلة تمت التجزئة؛ بالمنشار أم بالسكين أم بالساطور؟! هل يذكركم هذا بأعمال تنظيم "داعش" الإرهابي، مثلاً، ضد الشعب السوري، ومن أين استوحى التنظيم المجرم أفكاره وأين تدرب سيّافوه؟!! ثم، هل لاحظتم الرحمة لدى النظام السعودي واهتمامه "بالمواطن" السعودي؟!

ربما أراد النظام السعودي أن تقلّد سـورية ممارساته تجاه شعبه، وفي اليمن؛ في كيفية تطبيق حقوق الإنسان وحماية الحريات وتحقيق العدالة؛ كيف يقوم "بتجزئة المواطن"، وكيف يقوم بتجويع الشعب اليمني وقتله وتشريده وتحويل اليمن ــ باعتراف العالم كله ولا سيما داعمي النظام السعودي ــ إلى كارثة بشرية.

ما قاله سفير النظام السعودي في الأمم المتحدة هو أنه حاول فاشلاً، إسباغ صفات نظامه العفن على الآخرين واتهامهم بالممارسات التي يقوم بها النظام الوهابي المقيت، ولكن أحداً لم يعد يصدّق آلة الكذب والنفاق السعودية؛ فالعرب وغيرهم يدركون أنّه لا يحقّ للعاهرة أن تحاضر في الشرف والعفّة والفضيلة.

أضف، إنّ داعمي النظام السعودي يدركون مدى خطورة الممارسات القذرة التي يقوم بها كلّ لحظة، وهم عن عمد، يتركون له المساحة والوقت لمواصلة هذه الأعمال المقرفة بالنيابة عنهم؛ هم يريدون المال السعودي فقط، وليغرق بن سلمان ونظامه في الجرائم والممارسات المشينة أكثر فأكثر، فهذا مريح للغرب ولقابضي الأموال السعودية؛ لقد أصبح الأمر مكشوفاً تماماً: يقولون علناً أنهم يريدون المال السعودي، وليقم هذا النظام بكل أنواع الجرائم وأبشعها؛ يوماً ما عندما تنتهي الأموال سيكون النظام السعودي قد وضع حبل المشنقة حول رقبته بنفسه..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.