تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"إسرائيل" نمر من ورق..

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بديــع عفيــف

منذ سنوات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ الكيان الإسرائيلي أوهن من بيت العنكبوت. وقبل أشهر أكد المسؤولون الإيرانيون أنّ كيان العدو الإسرائيلي دخل في طور الانحدار وحددوا مدة عشرين عاماً لنهاية الكيان الإرهابي المحتل. البعض من "الأشقاء" العرب حاول رفع معنويات كيان العدو، أو رفع معنوياته هو وتكذيب المقاومة، لكن الوقائع والتطورات في كل يوم تؤكد اضمحلال القوة الإسرائيلية وتآكل الردع الإسرائيلي، ومحاصرة الكيان بسبب سياساته العدوانية الإجرامية؛ ولنقرأ بالتفصيل الجبهات والواقع الميداني فماذا نجد؟

أولاً، منذ سنوات وتحديداً منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، والكيان الإسرائيلي في حالة ردع في لبنان بسبب جهوزية المقاومة وتصاعد مقدراتها؛ الحديث الإسرائيلي عن ضرورة وقف تسليح حزب الله مستمر ولا يتوقف ولكن، في المقابل، فإن الحديث الإسرائيلي عن تزايد القدرات الصاروخية للحزب وتطورها نوعياً وزيادة دقتها ومداها لا يتوقف أيضاً، فيما وجود الحزب في أقصى جاهزيته يمنع الكيان المعادي من التفكير بأي مغامرة في لبنان!! أضف، وباعتراف العدو الإسرائيلي، أنّ حزب الله اكتسب خبرة قتالية فائقة الأهمية من خلال مشاركته في مواجهة الحرب على سورية. بكلام موجز حققت المقاومة معادلة "توازن الرعب" مع العدو المتغطرس الذي يتباهى بقوته؛ العمق الإسرائيلي كله مقابل العمق اللبناني، وهذا ما لا يحتمله كيان العدو الإرهابي.

ثانياً، الوضع المتغير في سورية لصالح الصمود وزيادة دعم المقاومة؛ فمنذ أن بدأت نتائج الحرب على سورية تتضح، وأنّه لا يمكن إسقاط الدولة السورية، وأنّ كل الأحلام بانهيار سورية تبخرت، بدأت التحليلات والتعليقات والتصريحات الإسرائيلية السياسية والعسكرية والأمنية ــ منذ أوائل الصيف الماضي ــ وعلى أعلى المستويات بالتأكيد على أنّ الأمور في سورية لا تسير باتجاه المصالح الإسرائيلية. ولذلك حاول كيان العدو استغلال المرحلة الفاصلة قبل نهاية الحرب على سورية لتحقيق أي إنجازات ميدانية لتغيير قواعد الاشتباك وفرض قواعد جديدة تناسب ما يريده، ولكنه فشل تماماً؛ ذروة الأمر كان في الرد الصاروخي السوري في الجولان العربي السوري المحتل قبل عدة أشهر، حيث تبيّن لقادة الكيان أنّ القدرات الصاروخية للجيش العربي السوري ما زالت قوية وقادرة على تحقيق الرعب والتدمير في قلب كيان العدو، وإحداث الفارق، وإن كانت حسابات القيادة السورية لا تريد الدخول في مواجهة مع العدو في هذه الفترة لأسباب لا يجهلها أي عاقل.

ولكن تغيير قواعد الاشتباك على الجبهة السورية، حصل تماماً بعد إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20"، وقيام روسيا بتزويد سورية بمنظومة "اس300". فقد أوقف الموقف الروسي المستجد حركة الطيران المعادي فوق الأراضي اللبنانية أو السورية وأنهى إلى حدٍّ كبير حالة العدوان والبلطجة التي كان يمارسها الكيان الإسرائيلي مستغلاً ظروف الحرب على سورية؛ بكلام آخر، أُقفلت الجبهة السورية أمام طموحات القادة الإسرائيليين في تحقيق أي إنجاز رغم سنوات الحرب على سورية، كما أقفلت قبلها جبهة الجنوب اللبناني البوابة أمام تحقيق أي إنجاز عسكري إسرائيلي يمكن صرفه في السياسة.

ثالثاً، نجاحات المقاومة الفلسطينية في غزة. المقاومة الفلسطينية تقاتل وظهرها للحائط، لا شيء تخسره بعد أكثر من عقد من الحصار الدامي على قطاع غزة. ومع ذلك، فقد أثبتت الأيام الثلاثة الماضية الفشل الإسرائيلي الأمني والاستخباري والميداني وحتى السياسي. العملية العدوانية الإسرائيلية في خانيونس والرد الفلسطيني المحكم وقتل ضابط إسرائيلي برتبة رفيعة وتفجير حافلة كانت تقلّ جنوداً للاحتلال بصواريخ عالية الدقة ورضوخ العدو للتهدئة واستقالة وزير حرب العدو الهمجي أفيغدور ليبرمان، وتفجّر الحكومة الإسرائيلية... الخ، كلها تطورات إيجابية ما كان يمكن أن تحصل لولا صمود المقاومة وتزايد قوتها وتحسين قدراتها وخبراتها ورفع مستوى أدائها وبالتالي تمكنها من فرض التراجع المُذلّ على العدو الذي بات منذ سنوات غير قادر على تحقيق أي انتصار.

رابعاً، الوضع الداخلي الهش للكيان الإسرائيلي. لم تعد "الجبهة الداخلية" لكيان العدو بمنأى عن صواريخ المقاومة وصواريخ الجيش العربي السوري. توازن الرعب معادلة لا يستطيع كيان العدو الزائل تحملها؛ المستوطنات والمنشآت الإسرائيلية والمستوطنين تحت رحمة الصواريخ في أي حرب مقبلة؛ ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ لا أمن ولا أمان لأحد في إسرائيل وأنّ الخط البياني لتطور الكيان العبري بدأ بالانحدار المستمر ولن يتوقف؛ ويعني أنّ على الإسرائيليين البحث عن مخرج من المنطقة، وهم بدأوا بذلك: التوجه نحو السعودية ومحميات الخليج للتطبيع ولتأمين امتداد إقليمي لكيان الاحتلال، ولتحقيق نوع من التوازن مع محور المقاومة الذي تتزايد قوته وقدراته ومساحات اتصاله وتماسكه ودعمه الخارجي. ومع ذلك فإن الامتداد الخليجي لن يؤمّن الحماية للعدو، لسبب بسيط، أن الأخير يحتل الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية وأصحاب هذه الأرض لن يسكتوا على احتلال أرضهم والواقع يؤكد ذلك ويثبته..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.