تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"غياب" خاشقجي يحاصر النظام السعودي..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

 

        تتواصل التحقيقات بهدوء وبسرعة في قضية الصحافي السعودي "الغائب" جمال خاشقجي؛ خلف الكواليس تجري معارك عاصفة وأخرى صامتة؛ كثيرون يهتمون لمعرفة مصير الرجل الذي رفع عصا الطاعة في وجه نظامه؛ كثيرون لا يهمهم مصير الرجل ولا حياته ولا كتاباته ولا مواقفه التي لم نكن نؤيدها ولا نتفق معها، وإنما إدانة النظام السعودي الذي، على ما يبدو، يسير برجليه نحو الاتهام بتصفية الخاشقجي؛ كل لحظة تتكشّف معلومة جديدة؛ تفصيل آخر، دليل جديد، مشتبه بهم وأوراق عديدة تقود الرياض إلى قفص العدالة.

        النظام التركي الإخواني، الذي يكره نظيره السعودي، تلقى هدية من السماء؛ لديه الآن ورقة كبيرة في الحرب الباردة مع النظام الملكي الوهابي؛ حربٌ على زعامة العالم الإسلامي، وحربٌ بسبب الضغط السعودي على "إمبراطورية" قطر، وحربٌ في الاقتصاد والسياسة... الخ؛ تُرى ماذا سيفعل الرئيس التركي أردوغان إذا ما تجمعت لديه أدلة قاطعة على تورط الرياض بتصفية مواطنها جمال خاشقجي (على أرضها) في القنصلية السعودية في تركيا..؟!! هل من مجال بعد تراكم تحذيرات الحكومات الغربية من عواقب خطيرة ومدمرة في حال اتهمت الرياض؟! هل من مجال لـ"لفلفة" الموضوع، وماذا سيكون الثمن "الباهظ جداً" الذي ستحصل عليه "اللئيمة" أنقرة التي ما زالت تتعامل مع القضية بحذر وتأنٍّ شديدين؟! هل يمكن أن تسكت الأطراف الدولية الأخرى؛ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا، وكلُ من يشحذ سكينه بانتظار سقوط "بقرة" النظام السعودي، ليأخذ نصيبه، وما أكثر هؤلاء؟!! تُرى هل جنت على نفسها الرياض..؟!!

        يذكّر وضع النظام السعودي بعد دخول جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده واختفائه هناك، بوضع الكيان الإسرائيلي بعد إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20" في السابع عشر من أيلول الماضي؛ كلاهما تمادى في جرائمه وطغيانه، وغلطة الشاطر بألف كما يُقال؛ إثبات التهمة على الرياض سينسف كثيراً من ادبيات وشعارات ومواقف النظام السعودي، ومصداقيته، وربما رؤوساً كبيرة ستعاقب بشدّة؛ هل سيكون من حدود لفرح الدوحة وطهران وصنعاء...؟!!

قضية الخاشقجي أشبه بمحاكمة دولية مفتوحة على كل النهايات. النظام السعودي هو المتهم الوحيد حتى الآن؛ الأدلة التي تتكشف لا تسمح باتهام أحد آخر؛ السؤال الصعب، هو من سيقف ويتصدى للدفاع عن نظام المملكة في تهمة كهذه؛ يبدو الإعلام السعودي كالزوج المخدوع الذي يحبّ زوجته؛ يدافع عنها ويتمنى أن تكون بريئة، ولكنه يخشى في النهاية أن تثبت الأدلة خيانتها المدمّرة والمهينة، فماذا يفعل غير ما يفعله في جهلٍ تام..!!

        يبدو أنّ الأحداث تتطوّر بسرعة ودراماتيكية؛ إنه فيلم واقعي وعملي من "الرعب" و"الموت" و"الانتقام"، والجميع ينتظر النهاية التي تبدو معرفتها مشوقة جداً؛ دعونا نسمّي الفيلم الجديد: غياب خاشقجي يحاصر النظام السعودي..؟!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.