تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بعض ما كشفه العدوان الإسرائيلي على اللاذقية..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

ليس جديداً أن يعتدي العدو الإسرائيلي على أي دولة عربية يشعر أنها تشكّل خطراً عليه. وليست المرة الأولى التي يعتدي فيها على سورية، ولكنها المرّة الأولى التي يأخذ العدوان فيها أبعاداً أخرى أوسع وأخطر وأشمل؛ العدوان شمل قوات دولة عظمى موجودة على الأرض السورية، وبطريقة بشعة فيها "نذالة" كعادة الإسرائيلي دائماً؛ فطائرات العدو الإسرائيلي "تلطّت" خلف الطائرة الروسية "إيل 20" التي كانت تقلّ 15 عسكرياً روسياً. العدوان بهذا الشكل شكّل إهانة لروسيا وخرقاً للاتفاقات معها وتجاوزاً للأعراف والأصول؛ فما الذي يمكن ملاحظته وقراءته..؟!!

أولاً، إن "تلطي" طائرات العدو الإسرائيلي التي أغارت على أهداف في مدينة اللاذقية يبيّن أمرين؛ الأول، أن طياري العدو الإسرائيلي وقياداته كانوا بلا أي قيم أخلاقية لأنهم كانوا يعلمون أنهم بهذا السلوك القذر، إنما يعرّضون الطائرة الروسية ومن عليها للخطر؛ والثاني، أن سلوك طياري العدو عكس الجبن، والخوف من المضادات السورية الجوية، بل إنّ أحد التفسيرات عن عدم إخبار "إسرائيل" الجانب الروسي بالعدوان قبل وقت كافٍ، كان الخوف من أن يتم تسريب الأمر للجانب السوري.

ثانياً، أظهر السلوك الإسرائيلي أنّ هذا العدو لا يقيم أي وزن لصداقات أو أصدقاء، المهم بالنسبة إليه هو مصالحه، حتى وإن أتت على حساب دم الأصدقاء قبل الأعداء؛ فلقد استخدمت القيادة الإسرائيلية "الخط الساخن" مع موسكو بشكل خبيث ونذل؛ فدقيقة واحدة قبل العدوان غير كافية بالنسبة للجانب الروسي لأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب كارثة كالتي حصلت.

ثالثاً، لقد أظهر العدوان على اللاذقية مدى التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي، ومدى مراعاة الروس للمصالح الإسرائيلية في المنطقة وفي سورية. وهذا لم يكن سرّاً، ولكن العدوان كشف عمق هذا التنسيق وأبعاده. وعليه من المتوقع أن تكون روسيا أكثر جدية وحذراً في التعاطي مع العدو الإسرائيلي بعد العدوان، وأن تحسب كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة. بالطبع لا يُتوقع أن تُقدم موسكو على خطوات دراماتيكية، لأن ذلك يتناقض وسياسات الرئيس فلاديمير بوتين التي تقوم على مدّ الخيوط مع الجميع "والإبقاء على شعرة معاوية كما يُقال"، لكن روسيا قد تُجبِر تل أبيب على دفع الحساب بطريقة مختلفة، تكهّن الكثيرون بشكلها ومضمونها وأبعادها عسكرياً وسياسياً، لكنهم أجمعوا تقريباً على أنّ الرئيس بوتين لن يقوم بخطوات تقود إلى قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي أو حتى توتيرها.

رابعاً، بيّن العدوان الإسرائيلي على اللاذقية في 17 أيلول الحالي أنّ هدف العدو ليس تدمير أسلحة في طريقها إلى حزب الله كما يدّعي أو مقرات إيرانية؛ هدف العدو هو منع الجيش العربي السوري من استعادة ترسانته وقدراته الصاروخية والتسليحية التي يعتقدون في الكيان الإسرائيلي أنها تضررت بسبب الحرب المستمرة على سورية. وفي هذا السياق يمكننا تذكّر "الثوار ـ أدوات " هذا العدو الذين بدأوا منذ بداية "ثورتهم المزعومة" قبل سنوات في سورية، بالهجوم على كتائب الدفاع الجوي للجيش العربي السوري، وكأن الديمقراطية تبدأ بتدمير هذه القدرات وهذه الكتائب. بالطبع يعرف العدو مكامن القوة السورية وهو يريد التخلص منها. وفي العدوان الأخير أكد أنه يسعى لتحقيق هذا الهدف دون أي مواربة. ولكنّ القوات الدفاعية الجوية السورية أثبتت أنها صاحية له، وقد ردّت بحسب الحاجة، ولكنّ الرد الأعمق والأكبر لم يأت حينه بعد، ونحن متأكدون من حصوله، ولكن لكل آن أوان!!

خامساً، أكدت قيادات العدو الإسرائيلي ــ وحتى بحسب قراءة المحللين والكتّاب الإسرائيليين ـ أنها لا تقيم وزناً للقانون الدولي ولا لسيادة الدول وتتعامل بعنجهية وتعالٍ مع الآخرين. فمنذ سنوات وسورية في حالة حرب وهي لم تهاجم الكيان الإسرائيلي، وقبلها التزمت سورية لسنوات، بل لعقود باتفاق فض الاشتباك (عام 1974) ولم تهاجم الكيان الإسرائيلي رغم أنه يحتلّ جزءاً من أراضيها، ومع ذلك، فالعقل العدواني الإسرائيلي لا يمكنه تصور وجود أي قوة مجاورة قد تنافسه في المستقبل. والسؤال الجوهري الخطير هو: ماذا سيحدث إذا فكّر الآخرون بنفس الطريقة الإسرائيلية، وإلى أين ستذهب المنطقة و العالم؟!

سادساً، لوحظ محاولة بعض الأطراف، وكالعادة، الاصطياد في الماء العكر؛ البعض ذهب إلى التركيز على التعاون الروسي الإسرائيلي معتبراً أنه يحصل على حساب العلاقات الروسية السورية؛ والبعض الآخر حاول التقليل من حجم الرد السوري على العدوان الإسرائيلي؛ يمكن التأكيد باطمئنان أن الخاسر الأول في الهجوم على اللاذقية هو من قام بالعدوان لأنه كشف حقيقة تفكيره وسلوكه ونواياه وكلها تؤكد خبثه ووضاعته وقذارته، وأنّ لكل أمر نهاية، ونهاية العدوان على سورية أصبحت قريبة والقيادة السورية تتصرف حسب توقيتها ومصالح شعبها، وليس حسب توقيت الآخرين ومصالحهم.. والأمور بخواتيمها كما يُقال...!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.