تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إردوغان.. لم يبقَ من لم يتخاصم معه..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

يمكن تقسيم فترة حكم الرئيس التركي رحب طيب إردوغان وحزبه العدالة والتنمية، في تركيا، إلى مرحلتين؛ مرحلة الصعود التي امتدت قرابة العقد منذ 2003، وفترة الانحدار التي تلت، وبدأت بعدما انفضحت حقيقة السلطان الموتور، وما تزال هذه المرحلة مستمرة حتى الآن.

في المرحلة الأولى، وصل إردوغان، ذو الخلفية الإسلامية إلى رئاسة الوزراء وقدّم وعوداً ومغريات، ورفع شعارات براقة وجميلة، جعلت الشعب التركي الذي عانى الكثير، يُقبِل على الحاكم الجديد ويأمل بوعوده خيراً؛ تطوير الاقتصاد، نظافة الكف والشفافية، محاربة الفساد، تحسين العلاقات مع سـورية، دعم قضية فلسطين، صفر مشكلات مع الجميع وتحسين العلاقات مع الجيران... الخ مما يريده أي شعب من أسس ومبادئ للحكم يقف عليها حاكمه. وفعلاً، تحسّن الاقتصاد التركي. ولقد تحسّنت العلاقات مع سورية وتم فتح الحدود وتوقيع أكثر من /50/ اتفاقية وبروتوكول للتعاون بين البلدين، وفُتحت أبواب التعاون مع الدول العربية، وبدا وكأن تركيا تُقدّم نموذجاً إسلامياً جديداً في الحكم، وبدأت علاقات تركيا الإقليمية تتطور، وبدأ الرئيس التركي يتحدى أوروبا ويهاجمها وينتقدها، وبدأ يترك بصمات مؤثرة على العلاقات الإقليمية...

 لكن هذه المرحلة توقفت تماماً مع التحوّل التركي والانضمام إلى مخطط/مشروع الحرب على سورية، وفتح أبواب تركيا للإرهابيين لدخول سورية وتخريبها؛ تماماً، كما بدأ تحسّن الوضع التركي من سورية، بدأ التراجع التركي من سورية أيضاً؛ توقفت التجارة بين البلدين، توقفت خطوط النقل، بدأ التشكيك بالمشروع التركي، تراجعت علاقات تركيا العربية؛ أظهر إردوغان أنه يسير عكس الشعارات التي رفعها؛ انقسم المجتمع التركي عامودياً وأفقياً، انقسم الأتراك إلى مجموعتين؛ الأولى، تؤيد إردوغان بكل ما يقول ويفعل؛ والثانية، تعارضه بكل ذلك أيضاً؛ بدأت تظهرُ الصفقات التي عقدها إردوغان وأسرته وحاشيته؛ انهارت كل الأعمدة التي رفعها إردوغان لبناء سلطته وسلطنته؛ بدأت المشاكل بالتزايد مع الجيران، والخلافات تتوسع مع الأصدقاء؛ أوروبا لن تقبل عضوية تركيا حتى لو تعرّت تماماً؛ الخلافات مع الولايات المتحدة تكاد تدمّر الاقتصاد التركي، أو هي دمّرته؛ الخلافات التركية مستمرة مع قبرص واليونان وأرمينيا ومعظم دول أوروبا، ومعظم الدول العربية ولاسيما سورية والعراق الجارين القريبين... لم يعد هناك مَنْ لم يتقاتل أو يتخاصم إردوغان معه في الداخل والخارج؛ أصبح إردوغان جزءاً من المشكلة أو هو المشكلة كلّها، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل؛ حروب إردوغان أتعبت الجميع وأرهقتهم، لم يعد هناك من يثق بالرئيس التركي بعد كل تلوناته وتقلباته وتحولاته..!

ما يمكن إطلاقه من توصيف على ما قام به إردوغان في سنوات حكمه، ليس صفر مشكلات، بل صفر إنجازات؛ بل إنّ الرئيس التركي وضع بلاده في مهبّ الريح وها هي تعاني أزمات متراكمة متفاقمة في الاقتصاد والتجارة ومن انخفاض الليرة التركية وإغلاق الشركات وتسريح العمال وزيادة البطالة، وفي بنية المجتمع التركي المنقسم والممزق بين مؤيد ومعارض، وفي انهيار الطبقة الوسطى التركية، وفي الفقر المتزايد، والأهم والأسوأ، في انعدام الأمل بغد أفضل..!!

ومع ذلك، ما تزال التوازنات الداخلية والدولية المستمرة، تعطي المجال لإردوغان لمواصلة الحكم واللعب بأوضاع تركيا والإقليم، ولكن بما يخدم مصالح أعداء تركيا والمنطقة.. مع الأسف..؟!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.