تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإطباق على فلسطين.. لا يُلام الذئب..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

 

استهجن العرب والمسلمون، والفلسطينيون معهم، وأدانوا واستغربوا وشجبوا وحللوا وشرحوا ولخصوا وهاجموا قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يخص الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة؛ قرار اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان العدو الإسرائيلي؛ قرار وقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني؛ قرار وقف دعم الأونروا، ومنع الدعم عنها... الخ.

بالطبع لم تنته القرارات الأمريكية فيما يخص الأراضي المحتلة؛ الكيان الإسرائيلي يريد المزيد؛ المطلوب توطين اللاجئين الفلسطينيين والمشردين منذ عشرات السنين حيث هم؛ في البلدان العربية وغيرها، وقطع أي ارتباط لهم بفلسطين لنحر القضية وإغلاق ملفها إلى الأبد؛ آخر التسريبات في صفقة القرن الرهيبة الغامضة، كونفدرالية للضفة الغربية مع الأردن ووضع قطاع غزة تحت السيادة المصرية، مقابل عقود ومغريات معينة للأردن ومصر الذين يعانيان أزمات اقتصادية وأمنية وغيرها؛ هل يجرؤ النظام الأردني مثلاً على رفض "صفقة" أو مطالب قد تطرحها الولايات المتحدة؟! إذن التوطين يسير على قدم وساق.. والقضية الفلسطينية تكاد تكون في ذمة الله.. اللهم إلا إذا ؟!!

السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه؛ كيف تجرأ الرئيس ترامب على تحدي كل داعمي القضية الفلسطينية، وضرب بهم عرض الحائط، وأعلن قراراته بكل عزم وتحدّ؟ الجواب بسيط، وهو أنه أدرك أنّ أحداً من هؤلاء لا يريد حقاً الدفاع عن فلسطين ولا استرجاعها، في ظل غياب سـورية بعد شنّ قرابة عقد الحرب الدامية عليها؛ ألم تمهّد الجامعة العربية لقرارات ترامب بصمتها وخضوعها لمشايخ الخليج، وموافقتها على تجميد عضوية سورية، العضو المؤسس فيها؛ ألم يوافق أكثر الزعماء العرب والمسلمون سـرّاً على قرارات ترامب، بل ورحبوا بها عندما لم يعبروا حتى عن غضبهم ناهيك عن أن يصدر أي تهديد عن أحدهم؟

لكنّ الأسوأ على الإطلاق هو الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني على كل شيء؛ العداوة بين الأشقاء الفلسطينيين ربما تفوق تلك التي بينهم وبين الإسرائيليين؛ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلتقي وفوداً إسرائيلية كثيرة ويتباحث معهم ويسمع آراءهم وانتقاداتهم، ولكنه لا يلتقي وفوداً من قطاع غزة، هو غير قادر على ذلك؛ هو ديمقراطي مع الإسرائيليين فقط؛ أليس هذا مما يشجع ترامب وغيره على التجرؤ والانقضاض على القضية..!!

يتباكى الجميع على الفلسطينيين بعد قرار الرئيس ترامب وقف  الدعم الأمريكي عن منظمة "الأونروا"؟! لماذا هذا الحزن وذرف دموع التماسيح؛ هل العرب فقراء؟! هل الفلسطينيون في المهجر والمغترب فقراء؟! لماذا لا يرسل القادة العرب ملايينهم لدعم قطاع غزة ونصرة القدس والأقصى المقدس، والشعب المقاوم، بدل إيداع أموال النفط العربية في البنوك الغربية أو إنفاقها في الحانات الغربية أو على حرير سـرير تسيبي ليفني؟! لماذا لا يوجد لوبي فلسطيني في الخارج يجمع المال للفلسطينيين الصامدين المقاومين في الداخل لتعزيز صمودهم، كما يفعل اللوبي الصهيوني في العالم ولاسيما في الولايات المتحدة؟! هل ينتظر القادة العرب والفلسطينيون الدعم الأمريكي حقاً لمدّ الشعب الفلسطيني بأسباب الصمود ومقاومة الاحتلال؟! تباً لكم جميعاً.

التهجير الفلسطيني يحدث منذ سبيعين عاماً.. والتوطين يحدث منذ سبعين عاماً.. والقدس محتلة منذ سبعين عاماً.. وقرارات ترامب متخذة منذ سبيعين عاماً.. والوجع مستمر منذ سبعين عاماً.. فكفّوا أيها العرب عن النفاق وأعلنوا صراحة مزادكم الأخير لبيع ما تبقّى من قدس وأقصى وأرض وكرامة..

لا أمل يرتجى من هؤلاء جميعهم. لا أمل إلا إذا حدثت معجزة فلسطينية قضت على زعماء الانفصال الفلسطينيين أولاً، وكفّت أيدي العرب الملوثة ثانياً، وتفرّغت لمواجهة الاحتلال، عندها تسقط جميع القرارات وتقرر الميادين المستقبل وتعيد الكرامة والأرض والأقصى..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.