تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الناس على الأسطحة تراقب إسقاط صواريخ العدوان الثلاثي:

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

هنا دمشق.. الساعة الرابعة صباحاً من يوم السبت 14/4/2018؛ بدأتُ العمل على جهاز الكمبيوتر؛ اتصلت ابنة أختي (مس كول من طرطوس)، وهي التي توفي والدها قبل أيام، تُعلمني أنها تتناغم معي، وأنها استيقظت وبدأت التحضير لامتحان الشهادة الثانوية القادم بعد أسابيع؛ دقائق سبع مرت، وسمعتُ أصوات انفجارات قوية.. وبحكم سكني في منطقة تقع بين المراكز التي استهدفها العدوان الثلاثي الغاشم، فقد رأيت بسهولة شهب المضادات السورية وهي ترتفع في السماء.. ظهرتْ من النافذة كرات اللهب الحمراء.. وبدأتُ أسمع أيضاً أصوات الجيران على الأسطحة وهي تتابع وتراقب وتحلل وتسخر من الهجوم؛ ليست المرة الأولى التي تتصدى الدفاعات السورية لعدوان مماثل..

أعلن التلفزيون العربي السوري على شاشته بدء عدوان ثلاثي أمريكي بريطاني فرنسي؛ إذن أصبح معروفاً مصدر الحرب اللئيمة على سورية؛ بالعادة كانت الطائرات الإسرائيلية تستخدم هذا التوقيت وتستهدف هذه المركز في عدوانها؛ ولكن يبدو أنه وبعد الرد السوري في العاشر من شباط الماضي على الطائرات الإسرائيلية الجبانة وإسقاط إحداها، لم يعد كيان العدو يجرؤ على الاقتراب من الحدود والأجواء السورية، فانبرى الأصيل للعدوان ومواصلة الحرب المباشرة على سورية.

من المستغرب منطقياً أن يبدأ العدوان الثلاثي على سورية بعد وصول طاقم لجنة التحقيق التي أرسلتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دمشق، وقبل أن يبدأ هؤلاء عملهم والتوجه إلى مدينة دوما التي استخدمها الأعداء الثلاثة ذريعة لعدوانهم. بل، ربما، ما هو المستغرب فعلاً أن نتوقع من الإدارة الأمريكية التصرف وفقاً للمنطق وقواعد القانون الدولي واحترام ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية..!!

حوالي الساعة من العدوان على سورية؛ خيوط الفجر بدأت ملامحها ترتسم فوق دمشق؛ فجر دمشق أصبح أكثر هدوءاً وسكينة؛ أستنكرت دمشق العدوان وامتصت نتائجه بسرعة؛ كأن العدوان كذبة كما هي مبرراته؛ تدرك دمشق أنّ ساعة أخرى من الحرب على سورية، لا تضيف إلى سبع سنوات من الحرب شيئاً كبيراً..

في الطريق إلى العمل، كان السوريون يحملون الأعلام السورية ويتجمعون في ساحة الأمويين للتعبير عن سخطهم على العدوان ودعمهم لقيادتهم وجيشهم المتأهب؛ ليت لديّ بعض الوقت للفرح معكم..

تعرف دمشق وسورية والسوريون أن حجم انتصارهم أكبر من أن يتحمله الأعداء.. ولذلك كانوا يترقبون عدوان المخادعين والكذابين والمهزومين؛ العدوان الذي حاول تخفيف بريق النصر السوري وامتصاصه وتقليل حجم الألم والشعور بالخسارة التي يشعر بها أصحاب العدوان..

شعر السوريون بعد العدوان أنهم أضافوا نصراً آخر لنصرهم عندما شاهدوا وزير الدفاع الأمريكي "يتلكلكأ" وهو لا يعرف كيف يبرر عدوان بلاده الغبي على عاصمة العالم بكذبة أخرى هو نفسه لا يصدقها..

شعر السوريون بقوة جيشهم الذي وقفوا خلفه في سنوات الحرب واتكلوا عليه.. شعر السوريون بصدق ووفاء قائدهم وهو بينهم فرداً من الثّلة التي تصنع الفرح والأمل والمستقبل..

بدأ السوريون نهار عطلتهم وتابعوا حياتهم كأن شيئاً لم يكن.. إنه فن صناعة الحياة الذي يتقنه السوريون جميعاً.. إنه خلق الأمل من الوجع وتحويل العدوان إلى فرصة..

تباً لأولئك القادمين من خلف البحار ليعكروا صباحاتنا الجميلة الهادئة بغبائهم ووحشيتهم وقبحهم وصواريخهم..؟!!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.