تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تأجيل إعـلان الاشـتباك الأردنـي السـعودي..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

نفى مصدر أردني رسمي وجود أي خلافات مع الوفد البرلماني السعودي، في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي في المغرب الأسبوع الماضي، مؤكداً أنّ الحديث عن اعتراض الوفد السعودي على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أمر غير صحيح؛ نأمل ذلك، ولكن؛

بعض النفي في الحالات والعلاقات العربية، إثبات. للأسف، هكذا علمتنا التجربة. لا نريد أن نساهم في زيادة الضغوط على الأردن الشقيق، بإثارة المزيد من القضايا والمشاكل، لكن النظام السعودي معروف بسلوكه وممارساته وهو الذي يطبق قاعدة؛ من ليس معنا فهو ضدنا، أو بالأصح؛ من لا ينفّذ ما نريد فنحن غاضبون عليه، وآخر مثال فاقع على ذلك، هو احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض في إهانة للحلفاء ولبنان وعلاقات الأخوة والعلاقات العربية والإسلامية والقانون والاتفاقيات الدولية...

الأردن عانى في السنوات الماضية التجاذب الرهيب بين المحاور القائمة في المنطقة، وحاول السير على حدّ السيف كما يقال، ولكن النظام السعودي ومن خلفه إسرائيل، لا يكتفون بذلك ولا يرضيهم؛ مطلوب من الأردن أن يكون رأس حربة ضد سورية وضد العراق وضد إيران وضد المقاومة، وأن يتخلى عن فلسطين وعروبتها والمسجد الأقصى وكلّ الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن يرضى بالفُتات، دون أن ننسى أنّ عدداً لا بأس به من سكان الأردن هم من الفلسطينيين؛ مطلوب منه ما هو فوق طاقته وإلا "يزعل" ويغضب الشقيق السعودي.

علاقات النظام الأردني مع الكيان الإسرائيلي ليست في أفضل حالاتها والسفارة الإسرائيلية في عمّان بدون سفير منذ أشهر، ومكانة الأردن ـ كعمق إستراتيجي لإسرائيل ـ تراجعت كثيراً عند الإسرائيليين بعد إعادة جزيرتي تيران وصنافير المصريتين إلى السعودية التي أصبحت "عملياً" طرفاً في اتفاقية كامب ديفيد، ومعبراً للإسرائيليين للتطبيع مع الخليج.. وفي البال طبعاً زيارة وفد بحريني قبل أيام إلى كيان العدو الإسرائيلي برضى وتوجيه سعودي، واقتراح إسرائيلي جديد لإعادة تشغيل خط الحديد الحجازي من السعودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة..؟!

الحديث عن رغبة سعودية بالإستحواذ على الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، التقطه السفير الإيراني لدى الأردن، محبتي فردوس، فأكد دعم بلاده للوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، مطالبا دول المنطقة بالتوحد لمواجهة "الغطرسة الإسرائيلية"؛ قصد سعادة السفير، أم لم يقصد، فقد استفزّ هو ومضيفه الأردني، النظام السعودي أكثر فأكثر؛ بالطبع، هذه المواقف لم تأت من فراغ، وجولات الملك الأردني على الرياض، و"تنقيط" المساعدات السعودية والخليجية للأردن لا تعبّر عن تمام الأمور. أضف أنّ الأردن لم يُسأل في مسألة إعادة الجزيرتين المصريتين إلى السعودية، ولا في موضوع المصالحة الفلسطينية التي قادتها مصر، وانتهت الحاجة إليه كمركز قريب وغرفة عمليات في الحرب الآفلة على سورية.

الخيبة الأردنية من وعود النظام السعودي وتابعيه الخليجيين في البحرين والإمارات ليست خافيةً، وهي تظهر في بعض المواقف والتصريحات وفي المظاهرات الشعبية والتعليقات الصحفية وتحليلات الكتّاب الأردنيين، ولكن الإعلان عنها لا يصل حدّ قطع شعرة معاوية؛ إنها خيبة محكومة بسقف القدرات الأردنية ومضبوطة بقرار النظام الأردني ألا يكسر الجرة مع الجار الجنوبي لبلاده.

تأكيدات السفير الأيراني في عمّان ليست وحدها التي تأتي في سياق الاستفزاز الأردني للنظام السعودي؛ فالحديث عن رفض أردني لطلب سعودي بعدم حضور القمة الإسلامية الطارئة في تركيا بشأن القدس، سبب آخر للاستفزاز، حيث شاركت الرياض "ممتعضة" بوفد متدن المستوى في القمة، وهي التي من المفترض أن تكون قائدة الحملة للدفاع عن القدس والمقدسات؛ لكن تركيا التي تنافس السعودية على زعامة العالم الإسلامي وتحديداً "السني" منه، قام رئيسها أردوغان قبل فترة بزيارة الأردن، وهي تقف خلف قطر وتدعمها بوجه النظام السعودي، ويُقال أنّ الأردن يقترب من الدوحة ومن أنقرة أيضاً؛ فكيف وقد أثنى رئيس مجلس النواب الأردني على إنجازات الجيش العربي السوري وهو يحضّر لزيارة دمشق كما تفيد تسريبات الأخبار. وفوق كل ذلك، فإن تحسين العلاقات الأردنية مع سورية، يعني تحسينها مع محور المقاومة المنتصر كله، ويعني فتح الحدود مع سورية، ويعني تحسّن وضع الاقتصاد الأردني المخنوق، ويعني ابتعاد عمّان أكثر عن الرياض وتل أبيب؛ مع ذلك، فإن الأردن ما يزال يخشى سطوة النظام السعودي وردة الفعل الإسرائيلية والأمريكية تجاهه وهو لا يحتمل المزيد من الضغوط..؟!

وضع الأردن الحالي، كما كردستان العراق؛ نجح الاستفتاء الكردي الذي قاده مسعود البارازاني، لكن الإقليم العراقي خسر كل مظاهر السيادة والإستقلال والحكم الذاتي والتحكم بحدوده وعائدات النفط التي كان يتمتع بها؛ وهكذا الأردن؛ لعب على الحبال وهادن الخليج ضد سورية وإيران وتمكّن من النجاة حتى اليوم، لكنه وجد نفسه في "قفص" العزلة؛ لم يعد المحور السعودي ـ الإسرائيلي بحاجة له، ولا محور المقاومة يثق به وبعودته؛ إنه المازق الإستراتيجي بعد خسارة الدور الوظيفي للمملكة الفقيرة؛ فهل انتهى دور الأردن تماماً، أم أنّ يداً ما ستمتد لمساعدته، كما امتدت لمساعدة حركة حماس لتستعيد دورها كحركة مقاومة ضد كيان العدو الاسرائيلي.. الأيام القادمة تشي بالكثير فلننتظر.. وغداً لناظره قريب..؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.