تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بيان القمة الإسلامية بدون أسنان..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

طالب البيان الختامي للقمة الإسلامية الطارئة الذي عقد في إسطنبول الأربعاء، لدعم القدس، طالب جميع دول العالم بالاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة، عاصمة لدولة فلسطين. وعبّر البيان عن رفض وإدانة "قرار الولايات المتحدة غير القانوني بشأن القدس"، مؤكدا أن الدول الأعضاء المشاركة في القمة، مستعدة لطرح مسألة القدس على الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حال عدم تحرك مجلس الأمن في هذا الصدد... الخ.

بيان القمة الإسلامية الإستثنائية بدون أسنان لتطبييقه؛ بل أكثر من ذلك؛ هو لا يحتوي شيئاً يمكن تطبيقه عملياً ويكون مفيداً. وعليه، فإن الصراخ مرتفع والضجيج أعلى ولكن بدون طحن؛ فكل ما هدد به المجتمعون لا يخيف إسرائيل ولا الولايات المتحدة، ولا يدفعهما حتى للتفكير بالتراجع عن قرار الرئيس الأمريكي ترامب اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها، رغم بعض الكلمات التي تضمنت أفكاراً مهمة مثل كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون.

القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس عقدت ، في مدينة إسطنبول، بحضور ممثلين عن 48 دولة، بينهم 16 زعيما على مستوى رؤساء أو ملوك أو أمراء؛ وهذا الحضور المتدني والمتراخي، هو بحدّ ذاته إشارة ضعف ولا مبالاة يقرأها الأمريكيون والإسرائيليون ويفهمونها بوضوح؛ بل لعلّ الرئيس الأمريكي لم يصدر قراره أصلاً، إلا بعدما حصل هاتفياً على موافقة عدد من القادة المعنيين في المنطقة؛ ولذلك، ربما أضرت القمة بالقضية الفلسطينية وقضية القدس عبر سقفها المنخفض بشكل كبير، أكثر مما خدمتها.

القمة تحدثت عن دورٍ للأمم المتحدة، ولكننا نعرف جميعاً أنّ إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة، لم تنفّذ يوماً أي قرار من قرارات الأمم المتحدة ولم تستجب لها؛ وعليه، لن يكون لهذه القمة أي تأثير عملي على أرض الواقع؛ فالقمة، مثل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أسقطت أهم ورقة يمكن أن تكون في يدها؛ المقاومة المسلحة؛ حتى أنها لم تجرؤ على التلويح بها.

دعم قضية القدس يأتي من مكان آخر؛ من الشارع الفلسطيني؛ من انتفاضة ثالثة يطلقها الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يواصل احتجاجه في الشارع ويراكم القلق والخوف عند الأميركيين والإسرائيليين؛ الدعم يأتي من المقاومة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي جنوب لبنان؛ الانتفاضة والمقاومة المسلحة هي التي تجبر الكيان الإسرائيلي على الانسحاب من القدس لتكون "فعلياً" عاصمة أبدية لفلسطين، وليس "ميوعة" بيانات الرفض والشجب والاستنكار والإدانة التي لا تستحق الاهتمام بها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به؛ وربما كان أجدى التبرع بالمبالغ التي أنفقت لعقد القمة الإسلامية لمصلحة الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد على حدّ السيف. المطلوب التصعيد في وجه العدو والعدوان لتحرير القدس، وغير ذلك مضيعة للوقت وموت بطيء للقضية الفلسطينية.. كما جرى ويجري منذ عام 1948 وحتى الآن..؟!

 

ملاحظة : وضعنا للقراء الاعزاء الصورة الحقيقية للقمة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.