تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حسـمُ نتائج التفاوض قبل بدئه.. أكثرُ من شـروط مسـبقة..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بديـع عفيــف

         «سقف المفاوضات رحيل الرئيس بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية»، هذا الكلام لرئيس ما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» ورئيس وفد المعارضة إلى جنيف نصر الحريري، ليس شرطاً مسبقاً فقط، بل هو حسم نتائج المفاوضات قبل بدئها؛ هو كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بلسان الحريري السوري، كما كان كلامٌ سعوديٌ آخر، بلسان الحريري اللبناني ضد إيران وحزب الله؛ الجبير الذي التقى الحريري السوري قبل سفر الأخير إلى جنيف، واجتمع بالمعارضات السورية في الرياض، أملى على الحريري ما يقول، فقال كلاماً أكبر منه ومن الجبير ومن..، وهو يدرك أنه غير قادر على تنفيذ نقطة في حرف مما تفوّه به؛ ولّى زمن التهديدات والتطبيل الإعلامي الممجوج.

          وبالمنطق، كيف يتجرأ نصر الحريري على اشتراط مثل هذا الأمر؟! فعدا عن أنه طلب سـعودي ـ إسرائيلي واضح وقديم ومقيت، فإن مثل هذا الطلب من "حضرات" المعارضة غير "ديمقراطي"، وتعسفي، ويصادر رأي غالبية الشعب العربي السوري الذي تدّعي "حضرات" المعارضة تمثيله؛ أليس من العقل والذوق والأخلاق والواقعية والمنطق أن يخرج الحريري ويعلن أنّ الخيار للشعب السوري..؟!

           ثم، أليست المطالبة بأن تجري الإنتخابات بإشراف الأمم المتحدة، فلماذا القلق إذا كنتم واثقون من فوزكم، وأنّ الشعب السوري لن ينتخب الرئيس بشار الأسد؟ ما تطلبونه هو فرض نتائج الإنتخابات التي تطالبون بها قبل إجرائها، وهذا أكثر صور الديكتاتورية وضوحاً وأشد حمقاً، لأنه يجري في وقت يُفترض أنّ الجميع يتجه فيه إلى الحوار والديمقراطية؛ لكن أنتم قلقون لأنكم تعرفون قيمتكم المتواضعة عند الشعب العربي السوري، حتى لا نزيد في الكلام..؟!

           من ينطق باسم النظام السعودي ويقبض من النظام السعودي ويعيش في كنف النظام السعودي ويخوض معركة النظام السعودي ضد سورية لا يحق له أصلاً أن يسمى سورياً؛ هو عميل أو متآمر أو خائن أو أي من هذه الصفات التي لا تليق بالمعارضة الوطنية؛ المعارضة ياسادة تكون وطنية عندما تكون أهدافها وطنية وتوجهاتها وطنية، ومصالح الوطن والشعب بوصلتها وغايتها، وليس كمّية الأموال التي ستوضع في جيوبها ولا الكرسي الذي تسعى للجلوس عليه؛ ثم من قال أن الشعب العربي السوري ينتظر وصولكم وتشريفكم لتتصدروا وتتربعوا على صدره وتقبضوا ثمن تضحياته وتحمله الحرب التي اشتركتم فيها ضد سورية وخسرتموها ومعكم كل دافعي الأموال لتخريب وتدمير هذا البلد وإلحاق الهزيمة به ولكن هيهات لكم أن تحققوا ذلك؟!

          مشكلة معارضة الرياض السورية، هي مشكلة النظام السعودي نفسه؛ تريد من الآخرين شنّ حربها عنها، وتحقيق ما تريد هي تحقيقه وهي عاجزة عن ذلك، وإلا تعمل على التعطيل؛ معارضة الرياض، لا تعلم حقيقة التحولات في سورية بعد سنوات العذاب والحرب؛ لا أحد يريد العودة للوراء؛ لا أحد يثق بأقوالها وأفعالها ونياتها وقدراتها لاسيما بعد التضحيات التي قدمها الشعب السوري والجيش العربي السوري والمرارة التي عاشها السوريون بسبب خيانة البعض من هؤلاء للوطن، ومنهم هؤلاء الذين يعيشون في الخارج المعادي ويتعاملون ويتآمرون معه ضد الوطن لتحقيق مطامعهم ونزواتهم الدنيئة الرخيصة..؟!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.