تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السـعودية ومعارضتها السـورية المريضـة..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

عقد "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" أول اجتماعاته في الرياض، أمس، متعهداً محاربة "الإرهاب حتى يختفي" وذلك، بعد عامين من إعلان السعودية تشكيل هذا التحالف. وأكّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه من خلال الاجتماع "توجه أكثر من 40 دولة إسلامية رسالة قوية جداً، مفادها أنها ستعمل معاً وستدعم جهود بعضها البعض"؛ وحدّد "التحالف" الاستراتيجية العامة والآليات المنظمة لـ"محاربة الإرهاب"، ضمن أربعة مجالات هي "الفكر والإعلام والتمويل والعمل العسكري".

 

في هذا القليل مما اقتطفناه، يمكن ملاحظة عدّة أشياء تؤكد "فضفضة" العبارات مما يجعل الحكم على النتائج شبه مستحيل؛ أولاً، احتاج التحالف الذي أعلن عنه منتصف ليلة ما، لعامين حتى يعقد اجتماعه الأول؛ وبالقياس، فإنه إذا كانت عملية مكافحة الإرهاب على هذا المستوى من السرعة، فيمكننا أن نتنبأ بالحاجة إلى ألفية جديدة للقضاء عليه؛

 

ثانياً، تحدث الأمير السعودي "الهوائي" عن مشاركة /40/ دولة لتوجيه رسالة قوية؛ ليعذرنا الأمير الحالم، فلا نعلم أنّ مثل هذا العدد من الدول الإسلامية قد اجتمعت سابقاً وأنها اتفقت على أمرٍ معيّن؛ لا تملك هذه الدول إمكانية اتخاذ مثل هذا القرار؛ وحتى لو امتلكت ناصية القرار واتخذته، فشتّان ما بين التنظير والتنفيذ؛

ثالثاً، لكن الخدعة الأكبر، هي الآليات المنظمة لـ"محاربة الإرهاب"؛ "الفكر والإعلام والتمويل والعمل العسكري"؛ هنا تكمن براعة من صاغ هذه الكلمات؛ إنها مساحة واسعة للهروب المستمر للأمام؛ إنها "آليات منظمة" ووسيلةٌ دائمةُ الإستخدام للحديث عن الإنجازات الكبيرة في محاربة الإرهاب، في الفكر والإعلام والتمويل والعمل العسكري؛ ومن لا يصدّق ليذهب بنفسه ويقيس هذه الإنجازات؛ كيف؟!! هذا ذنبه وهذه مسؤوليته؛ لإنه لا يصدّق ولا يثق بكفاءات الأمير "السحرية"؟!! كيف يمكن معرفة مستوى الإنجاز في هذه الأهداف؛ إنها عملية تمكّن صاحبها من الإدعاء والتبجح واللعب على الحبال وادعاء البطولات الوهمية وتصفير الذاكرة وإعادة شحنها من جديد بالمعلومات التي تؤكد أن بن سلمان يمتلك الفانوس السحري، وعليه؛ هلمّوا لمبايعة المنقذ والوقوف خلفه خادماً للحرمين وناصراً للإسلام المعتدل؛ وعليه أيضاً؛ حضر الضيوف واجتمعوا وأيدوا وتناولوا العشاء وقبضوا وسافروا.. وقبلهم حضر الرئيس ترامب وتناول العشاء وأُخذت له ومعه الصور التذكارية، وشرح له القادة السعوديون الدلالات والأبعاد التكتيكية والإستراتيجية "لهزة" فنجان القهوة بعد تناولها؟!!

و"بلوتنا" نحن السوريين، بنوع من المعارضة، أشد غباء من الغباء نفسه؛ ذهبت وقبضت من النظام السعودي، فهمناها و"بلعناها" على قادة "بدها تمَلْير"، ولكن أن تستقي نهجها وسياساتها من وحي السياسة السعودية والديمقراطية السعودية "العريقة"، فهذا ما لا يمكن تحمله واحتماله أو قبوله؛ ما زالت معارضة الرياض السورية تدفن رأسها في التراب حتى لاترى تطور الأشياء وماذا يجري حولها؛ من حق هذه المعارضة أن ترفع سقفها لتحقق ما تريد، ولكن بشكل منطقي وواقعي وعقلاني وليس بعيداً عن الواقع والمنطق والصواب والإمكانات، والأهم ألا تطرح أشياء بعيدة عن تطلعات الشعب العربي السوري الذي تدّعي تمثيله، وهو يمقتها؛

لم تستوعب هذه المعارضة أنّ الشعب السوري ما زال يقف خلف جيشه الجبار؛ وأنه منطقياً لولا وقوفه خلف هذا الجيش وتزويده بعناصر جديدة كل يوم، لما تمكّن الأخير من الصمود كل هذه السنوات؛ ولم تستوعب هذه المعارضة أيضاً أنه لولا الصمود التاريخي للرئيس بشار الأسد، لما صمد هذا الجيش أيضاً؛ إنها عملية متكاملة تغذي الأطراف الثلاثة دورتها المستمرة؛ الشعب والجيش والقائد؛

ولذلك عندما تصرّ هذه المعارضة على رحيل الرئيس الأسد، فإنها تؤكد انفصامها وانفصالها عن الواقع؛ هي مريضة حقاً وغبية أكثر، بل معتوهة؛ كان يمكن لهذه المعارضة أن تقدّم رؤية جديدة حديثة لسورية، لتطوير سورية، لتحديث سورية لتتمكن من كسب تأييد قسم من الشعب السوري؛ أما وقد اختارت أن تضع رأسها برأس ممثل الشعب العربي السوري، فقد جنت على نفسها "براقش"؛ فغداً سيرسم الواقع الميداني التفاصيل السياسية والحل السياسي، فماذا ستفعل هذه المعارضة الغبية بعد أن يعيد الشعب تأكيد خياره بالوقوف خلف قيادة الرئيس الأسد والجيش العربي السوري؛ لماذا حشرت نفسها في زاوية ضيقة؛ إنه التنفيذ الأعمى لتوجيهات ممولها السعودي.. لماذا اختارت التنفيذ الغبي للأوامر، ولم تقتد بالأمير وتنشد تحقيق أهداف لا يمكن قياس مدى النجاح أو الفشل فيها؟! سورية ماضية بثقة نحو المستقبل.. ولتبقَ هذه المعارضة في الرياض تساهم في مشروع 2030..؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.