تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عربٌ ... مازلنا على عِلّاتنا.. نئد ونعبد الأصنام..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

حتّام تحسبها أضغاث أحلام.. سبّحْ لربك وانحرْ أنت في الشام!! بلى أيها الشاعر القروي، أنت في الشام، ومن غير الشآم هوى يهوى الفؤاد.. ولكّن الشآم جريحة بسهام من علمتْه الرماية، ومتألمة لأنه عندما اشتدّ ساعده رماها وطعنها في القلب، في صميم القلب..

بلى يا شآآم، ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً من وقع الحسام المهنّد.. وذنبك أنتِ أنك عروبية وتحضنين كل ذوي القربي.. وذنبك أنك ما زلت تردّدين أمة عربية واحدة.. وذنبك أنك قلب العالم.. وقلب سورية ؛ وسورية في قواميس التاريخ تعني الرفعة والمجد، وهذا ذنب آخر أكبر يا شآآآم؛ فبعض الأعراب يخشون صعود الجبال ويغطّون في الحفر ..

دمشق يا أقدم مدينة في العالم لم تتوقف بها الحياة يوماً.. ولو توقفت لتوقف قلب العالم النابض ومات!!

دمشق يا آذان الصلوات وتراتيل الكنائس وبياض الياسمين وكنوز العلم والحضارة ومربى العزّ والكرامة..

دمشق يا درّة في تاج المجد.. يا راية على كتف الشموخ.. يا نجمة الشمال في بوصلة الكون.. يا آية في قرآنه.. كيف احتملت كل هذا الكفر والصلب والقتل والموت ولم تكفري ولم تموتي..؟!

شآآآآم جاءك الأعراب من بدو الجزيرة.. من بين الأغنام والماعز والإبل.. جاؤوك وقد ملأ الحقد والكفر قلوبهم؛ قومٌ هم الجهل؛ هم أجهل من الجهل.. هم عبدة الأصنام ووائدوا الصغيرات.. هم أبناء واحفاد هبل واللات والعزة.. ألف صنم وصنم يولد ويكبر كلّ يوم في شبه جزيرة العرب!!

كيف لا وهم يتداوون ببول البعير ويسكرون به؟! كيف لا وهم يخفون وجوه النساء بينهم بأكمام سود.. ويتذللون لنساء الغرب والشرق ويقبّلون أرجلهنّ وأكثر.. وينفقون عليهن الأموال ويقدّمون لهنّ الهبات بدل الزكاة والصلوات والصدقات...

شآآآم كيف تحملّت وصبرت على غفلة الوجدان العربي وموات الضمير العربي، وقد خانك العرب وتمتعوا بعذاباتك وجراحك ودمائك كمن شُبِّه لهم صلب السيد المسيح عليه السلام..؟! أي صبر لديك يا سورية وكلّ هذا الفجور العربي ينحر في صدرك ويوغل حرابه.. ولم تموتي؟!

لم تبق لديهم مقصلة لم يستخدموها لقطع رقاب أبنائك.. لم يبق لديهم صليب إلا وعلّقوا شعبك عليه.. لم تبق لديهم مسامير لتثبيت أيدي أطفالك ونسائك إلا واستخدموها.. ومن جداول الدماء النازفة.. تصنعين يا شام  أكسير الحياة ويولد في شوارعك الياسمين..

ودماؤك السائلة وجراحك النازفة.. يا شآآآم ما تزال تغسل العار العربي والذل العربي والحقد العربي والكذب العربي والسفالة والخيانة العربية التي بلغت دركاً لا درك أسفل منه..؟!

 وذنبك يا دمشق أنك ما زلت تردّدين أمة عربية واحدة.. وذنبك يا دمشق أنك قلب العالم.. وقلب سورية؛

سورية.. وتعني المجد والرفعة، وهذا ذنب آخر أكبر يا شآآآم.. ولكنّ ذنوبك عند الله ثواب وفضائل ومكرمات.. والله أقوى.. والله ابقى.. ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.. وأكثر الناس لا يؤمنون..؟!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.