بديـع عفيــف
"السعودية 2030" رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمملكة العجوز؛ ترى هل ستكون هذه المملكة موجودة يوم تبدأ سنة 2030؟!! لا نريد التهويل، ولا نتمنى لأي دولة عربية إلا الخير ـ رغم أننا لم نرَ أي خير من النظام السعودي ـ ولكن السياسات التي نرى ممارستها من قبل النظام في السعودية ولاسيما ولي العهد، لا تشير إلى صوابيةٍ وحكمة وتبصّر في كثير من جوانبها؛ السبب بسيط وهو أنّه من غير المنطقي نقل بلاد تعيش متخلفة مائة عام على الأقل عن العالم ـ فكرياً وثقافياً ومجتمعياً ونظاماً سياسياً ـ لتكون في صدارة العالم ومتصدرة دورته الحضارية بكبسة زر؛ الثقافة والعلوم والحضارة مسألة تراكمية ولا تُشترى بالمال ولا تُبنى بأعمال العنف والعمليات القسرية؛ الثقافة والحضارة ليست قراراً أو مرسوماً ملكياً يتم إصداره
ما جرى في السعودية في عهد الملك سلمان ونجله ولي عهده مُكلف جداً وخطر جداً؛ الحرب الغاشمة على اليمن والفشل الذريع فيها وكلفتها المادية والبشرية المتزايدة؛ الأحلاف التي يتم الإعلان عنها في منتصف الليالي ومن ثم تبخرها في وضح النهار؛ الأموال التي دفعتها السعودية للرئيس الأمريكي مقابل صفقات سلاح وأشياء، الله أعلم سرّها وماهيتها؛ المشاريع الاقتصادية العملاقة الكثيرة والإعلامية وعلى الورق فقط، "نيوم" وقبله وبعده؛ إقالة وسجن المئات من أمراء العائلة المالكة وتجريدهم من أموالهم وسلطاتهم، وهؤلاء لهم أسر وأتباع ومؤيدين ومتضررين؛ قانون "جاستا" الأمريكي؛ العداء والحرب على تركيا وإيران وسورية وقطر والعراق والمقاومة في فلسطين ولبنان... الخ. النظام السعودي "يمدّ ساقيه أبعد من بساطه" ويحاول اصطياد مائة عصفور بحجر واحد، وحوله الأعداء مجتمعين.. فكيف ينجح.. وكيف ينجو؟!
لا نرى ولا نلاحظ أنّ لابن سلمان قدرات خارقة، ولا أنّه يستطيع اجترار المعجزات، ولا يملك "الفانوس السحري" لينجز كل ما يدّعيه؛ القفز فوق الواقع والإمكانات أمر خطير وقد يكون مكلفاً جداً، فكيف إذا اقترن بفتح جبهات عدّة؟! ولن يقف مع النظام السعودي أحد من كلّ الذين يقبضون منه ثمن مواقف يماهونه بها، عندما يتداعى ويسقط وتحين ساعة الحقيقة؛ اليمن ليس كلمة فقط؛ اليمن شعب يعاني الجوع والقتل والموت السعودي؛ سورية ليست كلمة تُقرأ في كتاب؛ سورية شعب يشهد له التاريخ والحاضر، يعاني من إرهاب النظام السعودي ومرتزقته وعصاباته وأمواله القذرة التي أرسلها لتدمير سورية وحضارة سورية وتخريب سورية وقتل أهلها؛ لم يؤذ سوريٌ واحد السعودية يوماً؛ وكذلك العراق و"حزب الله"، هؤلاء يمثلون شعوباً أيضاً قتلها النظام السعودي وما زال يهددها بالقتل والموت والإرهاب كل صباح ومساء.. النظام السعودي يسير بنفسه إلى الدمار والهاوية.. ليذهب غير مأسوف عليه؛ لكن لا يحق له فرض هذا الخيار على الآخرين أبداً..!!
