تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بلى! استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بديـع عفيــف

قبل أيام، أعلنت السعودية على لسان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، أن هدفها "تطيير حزب الله من الحكومة" اللبنانية. كما توعّد السبهان بالكثير أيضاً، قائلاً إنّ "تغريداتي ليست موقفاً شخصياً، وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد". السؤال البسيط كيف يمكن أن يكون "تطيير حزب الله من الحكومة" اللبنانية بغير استقالة الحكومة؟! ثم قامت السعودية باستدعاء رئيس الوزراء اللبناني "المستقيل" سعد الحريري بداية الأسبوع المنتهي، فألغى الرجل مواعيده ومقابلاته وغادر إلى الرياض مسرعاً.. ثم تمّ استدعاءه ثانية قبل يومين، ومن هناك خرج للإعلام وأعلن استقالته؛ إذن أين المفاجأة في استقالته وكيف لا تكون متوقعة ومنتظرة..؟!

الحريري الذي أعلن استقالته من الرياض أكد بشكل صريح تنفيذ أوامر النظام السعودي وما أعلنه الوزير السبهان؛ الحريري هاجم في بيان إعلان الاستقالة إيران وحزب الله بعنف، وأعرب عن الخشية من تعرضه للاغتيال، وهو ما يجعل تساؤل الوزير السابق وئام وهاب، محقاً؛ هل الرجل في الإقامة الجبرية وهل أجبر على الاستقالة؟ إذ لا يمكن لرجل عاقل لديه القليل من الحكمة أن يقوم بما قام به سعد الحريري.

الأمن العام اللبناني كذّب فوراً ادعاء الحريري بشأن تعرضه للاغتيال، مما أفقد الاستقالة ما تعنيه للبنان؛ أما الخارجية الإيرانية فردّت على اتهامات الحريري لبلادها، واضعة كلامه في الدائرة الأوسع، معتبرة أنّ إعلانه استقالته من الرياض، سيناريو صهيوني سعودي أمريكي جديد الغرض منه تأجيج التوتر في لبنان والشرق الأوسط كله، واصفة الإعلان عن الاستقالة من دولة أخرى بالأمر "المؤسف والمفاجئ"؛

معها حق أن تقول ذلك، لأن من الواضح جداً أنّ ما تفوّه به الحريري كان بياناً سعودياً محضاً قد تم إعداده له لقراءته؛ وهو منطق سعودي إسرائيلي؛ أرادوا أن يقولوا أشياء قذرة، فاستدعوه لقولها والتلفظ بها ثم قدّم استقالته؛ ولذلك، لم يتأخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تلقف إعلان الإستقالة ليستخدمه في الهجوم على إيران من جديد ومحاولة التحشيد الدولي ضدها.

لكن الكلام المهم والمختصر والمعبّر جداً، جاء على لسان وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي، إذ اعتبر أنّ استقالة الحريري "ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون".

بلى، استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة؛ فمن المعيب جداً أن يتم استدعاء رئيس وزراء دولة شقيقة مستقلة ذات سيادة، بهذه الطريقة، ومن المعيب أكثر أن يتكرر الاستدعاء نفسه مرتين خلال أسبوع؛ ومن المعيب جداً أن يعلن الحريري استقالته بعد هذين الاستدعائين، من هذه الدولة التي استدعته، وأن يخبر رئيس دولته باستقالته عبر الهاتف أو عبر وسيلة إعلامية تابعة للدولة التي يأوي إليها؛ هل ترضى السعودية أن يقوم أي وزير من وزراء الحكومة السعودية بما قام به سعد الحريري؟ هل ترضى السعودية أن يُعامل ملكها أو وليّ عهده كما عاملت الرئيس اللبناني وحكومته؛ إنها الوقاحة بكلّ عينها.

لقد وضعت الخارجية الإيرانية استقالة الحريري في خانة العدوان الإسرائيلي السعودي الأمريكي على لبنان والمنطقة؛ إنه "سيناريو صهيوني سعودي أمريكي جديد الغرض منه تأجيج التوتر في لبنان والشرق الأوسط كله"؛ فقد تبيّن لها وللجميع أنّ سعد الحريري أداة صغيرة في المشروع الصهيوني الذي يعلن عنه وينفذه نتنياهو مع الصهاينة العرب في الخليج وغيرها من الأنظمة العربية؛ ليس سراً أن العملية موجهة ضد المقاومة؛ وإلا ما معنى "تطيير حزب الله من الحكومة" اللبنانية..؟!

قبل أيام، وفي جلسة لمجلس الوزراء اللبناني، وصف وزير في حكومة الحريري المستقيلة، واسمه مروان حمادة سفير سورية في لبنان بأنه "إسرائيلي"، في الوقت الذي وقّع فيه الحريري تعيين سفير جديد للبنان في سورية؛ ربما لو كان السفير السوري "إسرائيلياً" فعلاً لما قال حمادة عنه ما قاله؛ مَن لم يفهم ويدرك التحولات التي طرأت على توجهات بعض العرب وانغماسهم في علاقاتهم التطبيعية مع العدو، سيفاجأ كلّ مرّة يخرج بها مسؤول سعودي أو إماراتي أو بحريني أو قطري أو أردني أو لبناني ويهاجم المقاومة وصمودها؛ بلى هي مشكلة بالنسبة لهم، لأنها تمنعهم من بيع ما تبقى من القضية الفلسطينية والأرض العربية والكرامة العربية.

معركة جديدة بدأت ضد محور المقاومة وهذه المرّة بتعاون صريح بين الأنظمة الرجعية العربية والكيان الإسرائيلي.. وربما تعجّل في زوال الأخير وانهيار الأولى..؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.