تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جنيف.. الأسـتانة.. سـوتشـي.. دمشـق..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديـع عفيــف

أكد روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سورية، في مقاله في مجلة "فورن أفيرز" الأمريكية أنه سيتعين على أمريكا اتخاذ قرار بشأن متى وكيف تخرج من سورية. وأشار فورد، إلى أن بلاده ليست لديها خيارات جيدة في سورية، وبعض هذه الخيارات المتاحة أسوأ من الأخرى، وأن الأمل في إخراج الرئيس الأسد من السلطة يتلاشى، إن لم يكن قد أصبح بعيد المنال وخياليا...

أيضاً، وفيما اعُتبر مؤشراً على تعديل في سياسة الادارة الاميركية تجاه سورية، أُفِيد أنّ دمشق استقبلت قبل أيام، أول موظفا أميركيا رسميا، زارها بصورة غير معلنة، ممثلاً لأحد أبرز الأجهزة الأمنية الأميركية، وأن المسؤول الذي يشغل منصباً رفيعاً جداً رتّب لزيارته عبر اتصالات مع أصدقاء مشتركين مع سورية، وأن ملفات أثيرت خلال اللقاء الأميركي ـــ السوري تتطلب "متابعة لاحقة" بين الطرفين، وأفيد أيضاً أنّ القيادة السورية تعاملت مع الزيارة بحذر...؟!

وأفيد أنّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي اعتاد الهجوم على سورية، وقّع قرار تعيين سعد زخيا سفيرًا لبنانيًا في دمشق، لتكون لبنان أول دولة عربية تعيد سفيرها إلى سورية، وأفيد أنّ وفداً نيابياً أردنياً يتحضر للقدوم إلى دمشق... وأفيد الكثير.

هل لنا أن نتوقف قليلاً هنا ونعود بالزمن قرابة سبع سنين للخلف؛ من كان يتخيّل أن ما يحصل سيحصل..؟!! كل ما خططوه ضد سورية انقلب عليهم؛ في إسرائيل وبعض الخليج والنظام الأردني وجماعة 14 آذار في لبنان وتركيا وفرنسا وبريطانيا... ومن لفَّ لفيف هؤلاء جميعاً في سورية. هل تذكرون عدد دول التحالف الذي كانت تقوده الولايات المتحدة ضد سورية والتهديدات التي تأكل من بعضها البعض لكثرتها..؟!

صمد الرئيس بشار الأسد، فكان أن صمد الجيش العربي السوري، وأن صمد الشعب السوري والدولة السورية، والمقاومة المتحالفة مع سورية في الميدان والمصير، وتم تأكيد دعم الأصدقاء الروس والإيرانيين والصينيين ومجموعة دول البريكس وغيرهم من دون أدنى تراخٍ أو تراجع أو ضعف؛ من قال كلمة حق في وجه الإعلام الكافر ساهم في الصمود.. فكيف من أيّد في السياسة والدبلوماسية والمشورة وتقديم العون في ساحات القتال والتزويد بالسلاح؛ يكفي أن يتابع المرء ارتباك وقلق كيان العدو الإسرائيلي ليقرأ ويدرك دلالات التطورات الميدانية الأخيرة على امتداد الأراضي السورية.

وفي السياسة، كان مؤتمر "جنيف" لتثبيت هزيمة الدولة السورية، فيما كانت لقاءات "الاستانة" هي المؤشر الأولي على التحوّل وتحقيق التوازن مع الفصائل الإرهابية المسلحة. أما مؤتمر "الحوار الوطني السوري" القادم فهو لتثبيت انتصار الدولة السورية، وربما لهذا السبب اعتبر بعض المعارضة ـ في انعكاس لصوت الخارج السعودي والتركي ـ أنّ "النظام في مؤتمر سوتشي يحاور نفسه"؛ تبدّلُ وانتقال المكان بحدّ ذاته مؤشر مهم؛ من "جنيف" إلى "الأستانة" إلى "سوتشي".. ولاحقاً إلى دمشق..؟!

فجرُك الجديد يا دمشق يقترب.. فانشري ما لديك من ياسمين وحب وفرح.. فقد أنبتت دماء الشهداء سنابل قمح جديدة وأغصان ريحان وغار وفلّ لتصنعي قوس المجد والنصر..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.