تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تناغم سعودي ـ إسرائيلي في العدوان على المقاومة..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

 

تتواصل اللقاءات السرية والعلنية بين أطراف خليجية وأخرى إسرائيلية، وهو ما جعل هذه العلاقات أمراً اعتيادياً، وكأنها تجاوت مرحلة التطبيع الأسمي ودخلت عملياً مراحل ما بعد التطبيع. وقبل أيام أعرب رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل خلال مشاركته في “مؤتمر أمن الشرق الأوسط” الذي عقد في نيويورك، برعاية منتدى السياسة الإسرائيلي، عن تأييد السعودية ودعمها لمقاربة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، وتأكيده التزام الرياض بالترويج لمبادرة السلام العربية مع إسرائيل. وشارك الفيصل في المؤتمر الذي عقد ضمن كنيس يهودي إلى جانب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق أفرايم هليفي وعدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، ومسؤولين وصحفيين وعلماء إسرائيليين.

في ذلك المؤتمر الذي أعلن أنه خُصص لمناقشة الأوضاع في سورية والملف النووي الإيراني وعلاقات إسرائيل "بمحيطها" العربي والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والحرب على “داعش”. قال الفيصل خلال سلسلة من المداخلات "إنه بأموال اليهود وعقول العرب يمكن تحقيق كل شيء".  وزاود الفيصل على الإسرائيليين، ووصف حركة «حماس» والرئيس السوري وإيران، بأنهم إرهابيون. السؤال كيف سيتم صرف هذا الكلام ومخرجات المؤتمر في الواقع الميداني والعملي؟! الجواب بتوزيع الأدوار؛ إسرائيل تهاجم في غزة، والسعودية تضغط على لبنان للضغط على "حزب الله"، وهكذا كان؛

لم يكن أحد يتوقع أن تمرر إسرائيل اتفاق المصالحة الفلسطينية دون أن تضع العراقيل في طريق تنفيذه؛ استهداف أول لأحد كوادر المقاومة قبل أيام لخلق البلبلة والتسبب بالشقاق، وعندما لم تفلح، تم استهدافٌ مبيَّت لنفق تعدّه «الجهاد الإسلامي» التي لا تشارك في العملية السياسية وليست طرفاً في المصالحة. إسرائيل لن تقبل بأقل من استسلام المقاومة، والحكومة الإسرائيلية أعلنت بوضوح بعد اتفاق المصالحة الفلسطيني، أنها لن تتفاوض مع الحكومة الفلسطينية ما لم تلبي شروطها وهي: اعتراف حماس بإسرائيل ونبذ الإرهاب وفقا لشروط الرباعية الدولية؛ نزع سلاح حماس؛ إعادة جثماني الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، وإعادة الجنديين الأسيرين؛ قطع العلاقات بين حماس وإيران؛ بسط السلطة الفلسطينية سيطرتها الأمنية على كامل قطاع غزة ومنع تهريب الأسلحة إليه؛ مواصله العمل على تدمير "البنية التحتية لحماس" في الضفة الغربية؛ تحويل الأموال إلى القطاع عن طريق السلطة الفلسطينية والمؤسسات التي أقيمت خصيصا لهذا الغرض؛ لذلك، فإن هجوم أمس على أحد أطراف المقاومة ليس مفاجئاً، بل المفاجيء هو عدم توقعه، وعدم التحضير للرد عليه.

من جهتها، أعلنت السعودية على لسان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، أن هدفها "تطيير حزب الله من الحكومة" اللبنانية، كما توعّد السبهان بالكثيرأيضاً؛ "تغريداتي ليست موقفاً شخصياً، وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد". معالي "الوزير" يمتلك كل الجرأة ليعلن تدخل بلاده في الشؤون الداخلية لدولة يفترض أنها شقيقة، وذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة؛ يريد تفكيك حكومة هذا البلد ونسفها، وبالتالي نسف الاستقرار والهدوء الذي يتمتع به لبنان في هذه المرحلة؛ كلام السبهان يؤخذ طبعاً على محمل الجد لأن السعودية، سبق وأن تخطت الولايات المتحدة وأوروبا ووضعت هي  وبقية محميات الخليج، "حزب الله" كله على لائحة الإرهاب. سلوك النظام السعودي ضد المقاومة ونسيانه قضية فلسطين والمسجد الأقصى، يمهّد الطريق لإسرائيل لتوسع اعتداءاتها على لبنان أيضاً. وربما في هذا الإطار قام النظام السعودي باستدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للتغطية على ما سينفذه لاحقاً ضد أحد مكونات الشعب اللبناني.

لم يأتِ من فراغ، وليس قليلاً أن يثني الأمين العام للأمم المتحدة على دور النظام السعودي في مواجهة الإرهاب، وهو، أي النظام السعودي، الداعم الأول والمموّل والمخطط والراعي للإرهاب؛ مشاركة النظام السعودي في حفل توزيع الأدوار في الاستعراض الغربي المسمّى "الحرب على الإرهاب"، هو للقيام بدور مهم في الضغط على إيران والمقاومة بالمال والإعلام والسياسة والاقتصاد وربما أكثر من ذلك. هذا من جانبهم، لكن للمقاومة كلمتها أيضاً وقد أثبتت التجارب في السنوات الماضية أنّ النهاية لم تكن ولن تكون كما يشتهي هؤلاء أبداً.. فليجربوا؟!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.