تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أورنينا تطوق جمهور دار الأسد بياسمين لا لون ولا رائحة له

مصدر الصورة
SNS
فيما يشبه عروض الأطفال وحفلاتهم قدمت فرقة أورنينا للرقص المسرحي عرضاً مسرحياً غنائياً راقصاً بعنوان (طوق الياسمين) على مسرح الأوبرا بدار الأسد.
وضحك بروشور العرض على ذقون الجمهور بالمعلومات الكثيرة والمتشعبة التي حواها فيما يشبه استعراضاً للبروفات و(الشغل) الذي ناله العرض من كوادر الفرقة وأعضائها والتكاليف المادية التي أنفقت عليه.
لكن كل هذا لم ينفع أمام جمهور ألف العروض القوية وتعود عليها والذي توقع أن يشاهد في سهرة الخميس المقدسة عرضاً على مستوى يستحق أن يسحبه من بيته فقد أحسّ بضعف فقرات (طوق الياسمين) العشرين وقربها من السرد التاريخي غير المكتمل عن دمشق كما لمس السوية الرتيبة لأغنيات الفقرات التي لم تختلف عن أداء الراقصين الذي يمكن أن يوصف بـ (دون أهمية تذكر).
وبدءاً من مشهد (العصر البدائي) مروراً بـ (الحكيم، تتويج الشام، شام وبولس، العصور.. الروماني والأموي والعباسي، دخول المغول، الباشا والحلاق، لوحة الدراويش، اللوحة الرمضانية، الباشا وأبو خليل القباني، الباشا وسعيد الغبرة، الفرنسيون، استقلال سورية، لوحة العشاق، المقهى الدمشقي، العرس الدمشقي، لوحة يا شام) وانتهاء بمشهد (تحية) لم تكن كلها سوى مشاهد تناسب شخصاً لا يعرف عن سورية شيئاً ويمكن تقديمها لسائح يريد زيارتها فقط ، لا أن يشاهدها سوريون انتهوا مما تتضمنها من معلومات (وأزود) وصاروا يميزون بين الغث والسمين من العروض.
والشيء اللافت في العرض هو وقوع الراقصين في مطب تكرار الحركات ذات المستوى الفني المتدني إذا ما قيس بأداء غيرهم من راقصين في فرق محلية معروفة.
ومع الاحترام الشديد للمغزى الذي يسعى العرض لإيصاله إذ إنه يتناول مكانة دمشق في الحضارة الإنسانية ويُظهر منعتها واستعصائها على الغزاة والطامعين وحبها للسلام وتسامحها إلا أن عرض طوق الياسمين كان بحاجة لتوظيف صحيح لإمكانات الراقصين وتوزيعهم بشكل مناسب على الخشبة وتغيير طريقة خروجهم ودخولهم إليها بشكل أكثر ابتكاراً بعيداً عن التقليدية المولدة للملل.
كما افتقر العرض من عنصر الديكور الأساسي في عملية إيصال الأفكار ولم يُستخدم فيه سوى لوحتين خلفيتين تمثلان العمارة الشامية وقنطرتين للتدليل على العصر الروماني.
أضف إلى ذلك أن البناء الدرامي للفقرات كان بسيطاً أحياناً ومتداخلاً فيما بينها أحياناً أخرى بشكل غير واضح (مثلاً مشهد حصار خالد بن الوليد لدمشق بجملتين لا أكثر ثم الانتقال إلى داخل دمشق لأكثر من خمس دقائق) كما غلبت عليه اللغة الخطابية غير اللافتة وغير المقنعة.
وإذا كان هناك شيء في (طوق الياسمين) حرك الجمهور قليلاً فهو صوت نزار قباني عندما قال (هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ، إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ، أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي، لسالَ منهُ عناقيدٌ.. وتفاحُ) وأيضاً رقص المخرج (ناصر إبراهيم) في آخر فقرة (تحية).

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.