تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :الجيش العربي السوري هو الحل

مصدر الصورة
SNS


11/3/2014


اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل يومين أن «إمكانية الخروج من المأزق السوري تظل مرهونة بإحداث تغيير على ميزان القوى على الأرض وتوفير كل دعم للائتلاف السوري باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري». بدوره، اعتبر رئيس الإئتلاف أحمد الجربا أنّه «لم يعد بعد انتكاسة جنيف2 والغزو الحاقد ليبرود وما قبلها أي مساحة للغة الدبلوماسية أو الحلول السياسية. إنهم قوم لا يفهمون إلا بالقوة ولا يرتدعون إلا بالقوة».

السؤال المنطقي؛ ماذا يعني كلّ ذلك، إذا لم يكن دعوة صريحة مفتوحة لإستمرار الحرب في سورية وعليها. في الواقع إن ما قاله الجربا هو تكرار لكلام سعودي فاضح، قاله سابقاً المسؤولون السعوديون، ولهَجَت به وسائل الإعلام السعودية والكتّاب السعوديون. الحديث عن تغيير موازين القوى واستخدام لغة القوة هو حديث وإعلان عن الحرب المستمرة على سورية من قبل السعودية وزمرتها وأدواتها بتوجيهات أمريكية صهيونية.

ولكن السؤال الأبرز، هو عن الإجراءات السعودية المزعومة ضد الإرهاب؟ ما قيمة هذه الإجراءات في ظل هذا التأكيدات الصادرة عن الفيصل وربيبه الجربا؟ من الواضح أن المقصود من وراء هذه الإجراءات هو تحسين صورة السعودية في العالم ومحاولة الابتعاد بها عن تهمة الإرهاب التي تلازمها وتلاصقها منذ عقود. أما فيما يخص الموقف السعودي من تخريب سورية ومواصلة تغذية النار فوق أراضيها، فالدلائل لا تشير حتى الآن إلى تحوّل إيجابي بهذا الاتجاه، لاسيما وأنّ الإجراءات السعودية لم تشمل بعض المجموعات الإرهابية المقاتلة في سورية، والتي تدعمها وتمولها وتسلحها السعودية. وعلينا "ربما" توقعُ المزيد من السوء من خلال المواقف السعودية الداعمة للمجموعات الإرهابية تحت غطاء جديد، أخطر بكثير من السابق، يحظى بتورية على الصعيد الدولي والإقليمي. وربما في هذا السياق، يمكن، بل يجب فهم المواقف التحريضية في الإعلام السعودي والمعادي ضد الجيش العربي السوري الحصن الحصين في وجه التهديدات والتحديات والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار سورية.

مهما يكن، فليس الأمر مطلقاً للرغبات والغرائز السعودية. فمقابل نوايا الفيصل العدوانية تجاه سورية، أكد السفير الروسي في لبنان، ألكسندر زاسبيكين، (صحيفة الأخبار 11/3/2014) أنه لم يعد بإمكان أحد تغيير المعادلات في سوريا، وأن «الجيش السوري يحقّق تقدماً كبيراً في الميدان... ولا يمكن قلب موازين القوى بعد الآن. لقد أثبت الحل العسكري وإسقاط النظام بالقوة فشلهما، ولا بدّ من الحل السياسي». وكلام زاسبيكين هذا، يعني أمرين؛ الأول، أن الموقف السوري قوي جداً داخلياً بسبب صمود سورية وجيشها وشعبها وقيادتها، وخارجياً بسبب ثبات أصدقاء سورية على مواقفهم ودعمهم لها. والأمر الثاني أنّ كلام الفيصل والجربا، رغم خطورته حيث يعكس سوء نواياهما، يندرج في سياق أوهامهما وعدم معرفتهما بالحقائق الميدانية والوقائع التي يرسمها الجيش العربي السوري على الأرض. ولذلك فإن "نعوة" الجربا للحل السلمي، ربما تمثل نعوة له ولإئتلافه وللمجموعات التي يمثلها.

على أي حال، فإن الإجراءات السعودية لن تساهم في تضليل الرأي العام العالمي ومن ضمنه العربي والسوري، لأن من يريد الحل في سورية عليه مواجهة الإرهاب والمجموعات الإرهابية بكاملها، وأي كلام أو موقف خارج ذلك أو للتمييز بينها تحت مسميات الاعتدال، هو تعمية ستنكشف عاجلاً أم آجلاً، وسترتد أضرارها على آل سعود قبل غيرهم، لأن هناك الكثير من الوثائق والأدلة والحقائق والوقائع التي تؤكد تورطهم وغرقهم في دعم الإرهاب والقتل والتكفير.. وحبل الكذب.. قصير!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.