تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العرب الذين يروجون للهزيمة!!

مصدر الصورة
SNS

7/3/2014

          جاءت كلمة صحيفة الرياض السعودية اليوم الجمعة 7/3/2014، بعنوان؛ "خدعة هزيمة إسرائيل!"، بقلم الكاتب السعودي، يوسف الكويليت. وقد استغل الكاتب إعلان إسرائيل اعتراضها سفينة أسلحة إيرانية متوجهة لغزة، ليصف إسرائيل ودورها في المنطقة بـ"القوة العظمى"، التي تعرف كلّ شيء والتي تفعل ما تريد. والحقيقة أن منطق الكاتب السعودي يعكس نقطتين؛

الأولى، إبداء إعجابه بقوة إسرائيل وسطوتها وتأكيد هذه القوة المدعومة أمريكياً وكأنها حليف له ولمملكة خادم الحرمين الشريفين، حيث إنه تبنى الرواية الإسرائيلية ولم يبدِ أي تشكيك فيها رغم نفيها إيرانياً ومن قبل حركة حماس أيضاً، بل ورغم تشكيك بعض الجهات الإسرائيلية بها، إذ اعتبرت الرواية الإسرائيلية عن اعتراض سفينة الأسلحة؛ هوليوودية. ويمكن أن نشير هنا، مثلاً،  إلى ما كتبته "سيما كيدمون" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حيث اعتبرت أنّ نجاح العملية الإسرائيلية هو «نجاح هوليوودي» بعد عرض نتنياهو أمام مؤتمر «إيباك»، يوم الثلاثاء الماضي في الولايات المتحدة.

وكتبت موضحة؛ حتى مضيف عائلة نتنياهو، المخرج "ارنون" ما كان يمكنه أن يفكّر بمثل هذا السيناريو. وتساءلت عن سبب نشر نبأ العملية، فيما السفينة بعيدة آلاف الكيلومترات عن الشواطئ الإسرائيلية.

والنقطة الثانية في كلام الكويليت، هي الشماتة بإيران والمقاومة حزب الله وسورية، حيث اعتبر أن العملية الإسرائيلية تكشف مدى "هشاشة هذه الدول وعجزها التام عن تطبيق شعاراتها بالمقاومة والممانعة". وهذا "التشفي" السعودي خطير جداً، لأنه يعكس حجم الاضطراب في العلاقات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإسلامية، من جهة، ويعكس قرب الموقف السعودي من إسرائيل أيضاً. وإذا كان من سؤال بسيط يخطر في البال فوراً، هو؛ أين دور مملكة آل سعود، مملكة القهر والتكفير، مملكة النفط والمال والأبواق الإعلامية في تحرير فلسطين؟ أين دورها في تزويد المقاومة بالسلاح والعتاد والمال لمحاربة العدو الإسرائيلي ـ إن كان آل سعود وكتّابهم وأبواقهم يعتبرون إسرائيل عدواً ـ أم أن مملكة الحقد الأسود مختصة بتمويل وتسليح وإرسال المجرمين والإرهابيين والمسلحين إلى سورية والعراق ولبنان واليمن لتخريب هذه البلدان؟؟ الحقيقة أن الكويليت كشف حقيقة الموقف السعودي، وأن آل سعود ـ ليسوا فقط غير معنيين بتحرير المسجد الأقصى والقدس الشريف وكل فلسطين ـ بل هم لا يريدون ذلك، وهم على الضفة الأخرى من المعركة.

لكن الأخطر في الموقف السعودي، ليس فقط الاستقالة من الدور والمسؤوليات والواجبات، ولا تخطي الحياد والوقوف في المقلب الاخر؛ أي إلى جانب العدو الإسرائيلي، بل العمل على "تيئيس" الآخرين وإحباطهم وقتل الأمل والرجاء من المقاومة ومن التحرير ومن تحقيق أي انتصار، أو حتى القدرة على مواجهة إسرائيل؛ "العرب ومعهم إيران عاجزون أن يواجهوا إسرائيل، إلاّ بما يداعب أحلام السذج ومن أكلوا أكثر من طعم على الريق وبين الوجبات". ولعل السؤال المنطقي هو عن مصلحة السعودية في "ارتكاب" مثل هذه المواقف التي تخالف الواقع الجيوـ سياسي للمنطقة؟ هل يطلب النظام السعودي ويرتجي الحماية من إسرائيل بعدما شعر أنه مهدد بسبب سياساته التخريبية في المنطقة؟ بل منذ متى والنظام السعودي يتبنى "سراً" هذه السياسة، والآن لم يخجل بالإعلان عنها؟ هل يعي العرب كيف أن النظام السعودي يتماهى في إعلامه وسياساته مع المواقف الإسرائيلية؟ أسئلة كثيرة أخرى يطرحها التهتك السعودي، لمن يريد أن يُعمِل عقله، ولا بد أن هناك من يلتقط ذلك ويفكر به ويحلله، ولا بد أنّ النظام السعودي يشعر بالخطر نتيجة أفعاله الجرمية وإيذائه شعوب المنطقة ودولها، وهو بالتالي يحاول الهروب إلى الأمام تجنباً للسقوط القادم.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.