تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإفلاس السعودي.. وإشارات العجز!!

 

 

 

21/1/2014                                

 


تشنجت القيادة السعودية بالأمس وارتبكت أكثر فأكثر. اتضح أن العمى يصيب أغلب سياسيي المملكة ولاسيما وزارة الخارجية السعودية، وأميرها الهزاز المرتجف. بالأمس أوقعت القيادة السعودية نفسها في مطب آخر، أظهر أنها تقود وتمارس سياسة خبط عشواء لا تبصّر ولا وعي فيها، ولا هدف لها غير محاولة المعاكسة للتأكيد أننا هنا، ولو كانت النتائج كارثية. الموقف السعودي بالأمس تجاه دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإيران لحضور مؤتمر جنيف الثاني بخصوص سورية أظهر العمى السعودي والجهل وقصر النظر والحمق السعودي لعدة أسباب منها؛

أولاً، أن الدعوة جاءت من رئيس أعلى منظمة عالمية، والمنطق يقول أو يفترض أنه لم يرسل هذه الدعوة من تلقاء نفسه، إلا بعد التشاور مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، على الأقل. ولا داعي للتذكير بكل التلميحات وبالموقف الروسي والبريطاني والصيني وموقف الأمين العام للأمم المتحدة نفسه والموقف الأمريكي الموارب بضرورة مشاركة إيران في جنيف2. فعلام تتنطح السعودية وتركب رأسها وتسير في طريق وكأنها تقف في وجه المجتمع الدولي. أم أننا نحترم هذا المجتمع الدولي عندما يكون موقفه يناسبنا ونخالفه ونرفضه عندما يكون العكس؟!! فهل إلغاء الدعوة وغياب إيران يخدم غرض مؤتمر جنيف فعلاً؟!!

ثانياً، إن السعودية تفوّض نفسها بالحديث عن الآخرين، وتحاول تصدّر المشهد وكأنها جزء من الحل وكأنها أم العروس. الحقيقة أن المملكة السعودية بممارساتها الحالية والسابقة، هي جزء من المشكلة، بل هي المشكلة كلها لأنها مصدر فكر الإرهاب والدمار الذي يعاني منه الشعب السوري بسبب تصدير هذا الفكر التكفيري الإرهابي الوهابي وتمويل وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية. وهذا الدور التخريبي لم يعد خافياً تأثيره في المنطقة والإقليم والعالم، وليس في سورية فحسب. وطالما أن القيادة السعودية وبسبب سياساتها الشيطانية، ضيف ثقيل وغليظ على المؤتمر والمنطقة، فلا يحق لها أن تحدد أو تتدخل أو تناقش في توجيه الدعوة للمدعوين الآخرين، أو أن تحدد من هو مؤهل لحضور المؤتمر ومن هو غير مؤهل، أو من تتم دعوته أو لا تتم. وإذا كانت السعودية تريد فعلاً مصلحة الشعب السوري فعليها أولاً الكفّ عن إدارة وتمويل وتسعير الحرب في سورية. وعليها بدل أن تقف ضد مشاركة إيران في المؤتمر أن تعمل معها ومع الآخرين لوضع حد لمعاناة الشعب السوري ومأساته لا أن تتاجر بها وتسعى إلى تحقيق أجندات وبرامج ومصالح لا علاقة ولا مصلحة للسوريين بها لا من قريب أو بعيد. ثم من كلّفها أو أعطاها التمثيل لتتحدث باسم الشعب السوري أو نيابة عنه؟!!

ثالثاً، ادعى المصدر السعودي المسؤول أمس أن السعودية "كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة إلا أن دعواتها ذهبت دون استجابة ولذلك أيدت انعقاد "جنيف2"، وكأن العالم نسي تصريحات سعود الفيصل الحربية التحريضية التي كانت تدعو إلى إرسال السلاح إلى سورية، وكأن العالم أيضاً، لا يعرف أن مئات المسلحين وضباط المخابرات السعوديين يقاتلون في سورية ويديرون المعارك ضد الشعب السوري والجيش السوري والحكومة السورية. وحقيقة لا نعرف كيف تستقيم الدعوة للسلام التي يتحدث عنها المصدر السعودي مع إرسال الإرهابيين إلى سورية وتزويدهم بالمال والسلاح؟!!

إن دفع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تابعه أحمد الجربا لرفض مشاركة إيران في جنيف2 لا يدل على أن السعودية تريد السلام في سورية، بل يؤكد أن السعودية تسعى لإدامة الحرب والأزمة في سورية. فعندما يتم استبعاد طرف أساسي ـ باعتراف الجميع ـ من الحل، يكون هذا الاستبعاد ضد الحل وليس في مصلحته. الحقيقة أن الفيصل ومن خلال هذه المواقف المعاندة إنما يدفع السعودية لمزيد من العزلة والتقوقع وإن بدا أنها تحقق مآرب مرحلية مؤقتة، وهي سياسة مفلسة ستترك نتائج سيئة على المملكة ومستقبلها. وبالنتيجة فإن القافلة سوف تسير وإن استمرت الكلاب بالنباح!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.