تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جنيف2 وأحلام إبليس الإئتلافية؟!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                 13/1/2014

عقد وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومصر والأردن وقطر والسعودية وتركيا ودولة الإمارات، والذين يسمّون انفسهم أصدقاء سورية، اجتماعا في باريس أمس مع وفد «الائتلاف» السوري برئاسة أحمد الجربا! فعلام اجمع الرهط المفسدون وبماذا طالبوا؟!

أولاً، وصف بيان هؤلاء، الائتلاف بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري؛ ثانياً، يجب أن يقود جنيف2 إلى إنهاء النظام الحالي في سورية؛ ثالثاً، أدان هؤلاء ما سمّوها الفظاعات التي يرتكبها النظام ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى؛ رابعاً، أكد هؤلاء دعمهم للجيش الحر وسائر قوى المعارضة "الديموقراطية" في ما يخص نشاطها ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام»؛ خامسا، اعتبروا أن إجراء انتخابات رئاسية ينظمها النظام، ويكون (الرئيس) بشّار الأسد مرشحا فيها، تتناقض تناقضا تاما مع مسيرة جنيف2 ولاغية وباطلة تماما؛ سادساً، لن يكون للرئيس الأسد وقيادات الدولة ممن لم يخونوا أو يتعاونوا معهم أي دور في سوريا التي يتحدثون عنها.

السؤال البديهي والغبي الذي سيسأله أي إنسان عادي عندما يقرأ أو يسمع مطالب هؤلاء ووقاحتهم، هو؛ إذا كان على النظام في سورية أن يقوم بكل ذلك ويعود غلى نقطة الصفر، فلماذا خاض وواجه حرباً منذ ثلاث سنوات حتى الآن؟! بل، ثمّة أسئلة أخرى أيضاً؛ أليست هذه المطالب هي نفس المطالب التي رُفعت منذ بداية الأزمة؟! أليس تدمير الدولة السورية هو الهدف الذي تسعى إليه هذه القوى الاستعمارية وأذنابها تحت شعارات أصبحت بمنتهى القرف؟! ألم تطالبوا منذ ثلاثة أعوام بسقوط النظام وأعلنتم أنّ ذلك أصبح وراءكم، ورحّلتم الرئيس السوري عشرات المرّات إلى روسيا أو فنزويلا أو إيران وغيرها؟! وإذا كنتم بذلك المستوى من القوة والجبروت لفرض مثل هذه الشروط، فلماذا لم تسقطوا النظام والدولة والرئيس، لماذا تعودوا للاستجداء أو سلّ سيف شروط غبية تعجيزية وأنتم تدركون أن الدولة السورية أبعد ما تكون عن الرضوخ لها؟! إذا كان الرئيس السوري غير محبوب من شعبه ولا يؤيده أحد كما تصورون، فلماذا لا تتركوه يخسر الانتخابات القادمة أمام جهابزة مرشحيكم فتكونوا قد كسبتم أمرين: إعطائه الحق الديمقراطي للترشح كما تطالبون وبالتالي إثبات أنكم ديمقراطيون، وإنزال خسارة محققة به وطرده؟! أم أن ترشح الرئيس بشار الأسد إلى الانتخابات القادمة يرعبكم؟ لكن أهم الأسئلة فعلاً، هو إذا كانت الدولة السورية قيادة وجيشاً وشعباً قد قاتلت وقاومت وصمدت وردّت كيدكم وأوجعتكم، فلماذا تعطي بالمفاوضات ما لم تعطه بالحرب؟!

بالطبع لن تعطي الدولة السورية في جنيف2 ما لم تعطه خلال الثلاث السنوات الماضية وواهمُ من يظن أو يُخيّل إليه أنه سيذهب إلى جنيف2 ليعود على حصان أبيض إلى سورية. لكن، يبدو أن أغبياء الائتلاف بل المختفين خلفهم وخلف مطالبهم لم يفهموا بعد حجمهم وحدودهم. لقد دفعت الدولة السورية أكبر الفواتير وأغلاها وأكبر الأكلاف من أرواح شعبها واستقرارها وأمنها واقتصادها وبنيتها التحتية وتحملّت كل الأوجاع والويلات، لا لتأتي الآن وتقدّم للفاشلين والخائبين ثمناً لتآمرهم وخيانتهم وغدرهم. وقد لفت اليوم أن إحدى الصحف العربية اعتبرت أنّ ما يسمى "مجموعة «أصدقاء سوريا»، انصاعت أمس، لمطالب «الائتلاف» والدول الداعمة له، ووضعت شروطاً، يمكن وصفها "بالتعجيزية"، أمام النظام السوري والمعارضة الداخلية. عن أي شروط يمكن الحديث بعدما قدّمت سورية كل الذي قدمته والثمن الذي دفعته للمحافظة على استقلال قرارها ورفض الإملاءات الخارجية؟! والحقيقة هي العكس، وأن الإئتلاف هو الذي ينطق بشروط هذه الدول ومطالبها وليس كما أوردت الصحيفة.

ورغم كل مطالبه، ومطالب شركائه، شدد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أمس، على أن "لا حل في سوريا إلا من خلال الحل السلمي"، وعاد واعتبر أن مؤتمر جنيف 2 هو أفضل فرصة "لجمع النظام والمعارضة" من أجل التفاوض، وأنه على "النظام" "السماح" بمرور المساعدات الإنسانية. ونقول: لم تجبروا الدولة السورية، "النظام" كما تريدون تسميته، بالحرب العالمية على هذا البلد على تقديم سورية قرباناً لأهدافكم، ولن تجبروه على تقديمها في المفاوضات أو بأي طريقة اخرى. بل نرى إن هناك مطلباً جماهيرياً واحداً وشرطاً سورياً واحداً مسبقاً وحالياً ولاحقاً، هو أن تفاوض الحكومة السورية باسم الشعب العربي في سورية لتحديد المسؤوليات وجلب ومحاكمة كل الذين دعوا إلى تدخل خارجي في سورية وتآمروا عليها وساهموا في تخريبها وتدميرها وقتل أبناء شعبها وتخريب حضارتها.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.