تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إردوغان رجل الضجيج وسقوط نموذجه في تركيا

مصدر الصورة
SNS

""قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وقال أيضاً (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)!!"

" تتواصل أخبار سقوط الحكومة التركية ورئيسها الإخواني رجب طيب أردوغان؛ السقوط السياسي والاقتصادي والمعنوي ولكن الأهم هو سقوط "النموذج" الأردوغاني الأخلاقي. فما يجري في تركيا هو عملية تراجع مستمرة لحكومة حزب العدالة التركية وانهيار لكل الإنجازات التي ادعت تحقيقها. تركيا وبسبب حكومتها ورئيس وزرائها المريض تخسر داخلياً وخارجياً وفي كل المجالات! فبعد أن رفع أردوغان شعار "صفر مشاكل" مع الجيران وتباهى بعنوان عريض اسمه "نظافة الكف"، وصل بعد اكثر من عشر سنوات من ممارسة الحكم إلى عكس ذلك ونقيضه في علاقاته مع دول العالم، ومن حيث التورط والغرق وحاشيته في الفساد حتى أذنيه، مما يعتبر فشلاً ذريعاً بكل أنواع المقاييس. ولكن المشكلة أن الرجل لا يزال واهمٌ أنه على حقّ، ويحاول الهروب إلى الأمام كما يقال. مشكلة "رجل الضجيج" أردوغان أنه لا يسمع غير صوته بسبب الأنا المتضخمة لديه. ولذلك يستمر في ممارساته التي ورّطته وحكومته وبلاده. والأهم في هذه الممارسات البشعة وغير اللائقة برجل يدّعي الإسلام ويتستر به؛ الكذب والنفاق. شعارات أردوغان وصراخه لا يشبه إلا أصوات بائعي البسطات الصغيرة في بازار استانبول ,الذين يصرخون طوال النهار ويُقسمون آلاف الأيمان المعظّمة ليبيعوا منتجاتهم المغشوشة في الغالب، وفي نهاية النهار ينسون كل ما حدث ويفكرون بِخِدَعٍ جديدة لليوم التالي. رجل الضجيج المسلم أردوغان، يثبت بممارساته اليومية والنفاق والدجل اللذين يدمن عليهما كجزء من حياته وأسلوبه في الحديث والعمل، أن هناك خللاً في تربيته ودينه وإسلامه. فالرجل المسلم المؤمن لا يكذب ولا ينافق، لأن أخلاقه الحميدة المسلمة تمنعه من ذلك، ولأنه يعلم أن المنافق في الدرك الأسفل من النار. فالأدب والأخلاق من أهم صفات الإيمان وهذا ما أردنا التذكير به من الإشارة إلى حديث الرسول العربي الكريم(ص) في المقدمة أعلاه، علّ التذكير ينفع الكافرين، ولن ينفعهم، ولكنه يكون شاهداً على تبلّغهم وحجة عليهم. ورغم السقوط الأخلاقي المريع الذي وصل إليه أردوغان، ما زال يواصل تدخله في شؤون الآخرين وإعطاء النصائح فيما يجب يكون وما لا يكون، وكأنه في قُدس الأقداس. وبالأمس أصدر أردوغان تعليقات حول مؤتمر جنيف المقرر بعد أسبوعين بشأن حلّ الأزمة في سورية، وأعلن ما يجب أن يخرج به المؤتمر، وكأنه الوصي على سورية والسوريين. وهو قرر عنهم جميعاً فيما يجب أن يخلص إليه المؤتمر بشأن مستقبل سورية والرئيس السوري الذي رأى أردوغان ونيابة عن الجميع أنّ عليه الرحيل. وإذا أردنا أن نستخدم نظريات أردوغان نفسه في الحكم والديمقراطية وصناديق الاقتراع التي يتشدّق ويواجه بها منتقديه، فإن مَن يحقّ له أن يقرر مصير الرئيس السوري، هو الشعب السوري وليس أردوغان أو غيره. هذا سياسياً، أما أخلاقياً، فليس من حقّ أردوغان وبأي ذريعة التدخل في شؤون السوريين وبناء مستقبلهم، لأنه ليس له أي ولاية عليهم. ولكنّ السؤال هو؛ فماذا سيقول أردوغان ويفعل عندما سيصوّت الشعب السوري ـ وبعد التجربة المريرة الذي تعرض لها بسبب أردوغان وبندر وحمد وعصاباتهم ـ للرئيس السوري وبغالبية مطلقة وكاسحة؟! نعلم أنه سيواصل عادته في الكذب والنفاق!! نعتقد أن مشكلة أردوغان مع الرئيس السوري هي أنه يذكّره بحقيقته؛ أردوغان كاذب ومخادع وساقط لا محالة، والحقيقة والتجربة والممارسة والواقع يثبت أن الرئيس بشار الأسد كان على حق وما زال، لأنه يدافع عن بلاده وشعبه ويقف صلباً في وجه أعتى هجمة دولية تتعرض لها الأرض المقدّسة؛ سورية، وهو قاب قوسين من النصر ويكاد يعلنه مدوّياً! ولذلك لا يكفّ أردوغان عن المطالبة برحيل الرئيس الأسد. وحقيقةً، فالكابوس كبير والمشكلة عويصة والقلق الأردوغاني فظيع لأن أردوغان بات يخاف من أردوغان نفسه وفي هذه الحالة لا أحد يستطيع إنقاذه من الهاوية! أردوغان، اعلم أن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.. وأنت أقلّ الناس خلقاً وأسوأهم، فاحذر أردوغان السيء قبل الحذر من الآخرين!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.