7/1/2014
هناك استماتة أمريكية لتحقيق شيء ما أو إنجاز في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية! بالطبع ليس لصالح إعادة حقوق الفلسطينيين من تحرير الأراضي أو تنفيذ حق العودة أو التعويضات أو الأمن... الخ. وزير الخارجية الأمريكية جون كيري يعمل بطريقة "نمو الفطر" لفرض تسوية على الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بها. لكن الأمور واضحة والتسوية ستكون على حساب الفلسطينيين وغيرهم أيضاً وستشمل أموراً وتصفية قضايا أخرى!! الفلسطينيون لا حول لهم ولا قوة بعدما تعروا وبقوا مشتتين أمام العدو الإسرائيلي والوسيط الأمريكي المنحاز وغير النزيه. الفلسطينيون تهتز الأرض من تحتهم باهتزاز وتموج "مرجعيات التفاوض" التي قبلوا هم أولاً باللعب بها وتبديلها وتمييعها. والفلسطينيون أيضاً، ليسوا "وحدهم"، بمعنى ليسوا متحدين أو يمثلون جهة واحدة أو طرفاً واحداً يفاوض الإسرائيلي والأمريكي، بل هم أطراف عدّة وجهات عدة ولهم مرجعيات وخلفيات عديدة؛ حماس والسلطة، المفاوضات فوق وتحت الطاولة، علنية وسرّية، في الفنادق وغرف النوم، تلونها الصفقات والاتفاقات والمنافع الخاصة. والضحية الأرض والشعب الفلسطيني!! وهم ليسوا وحدهم لجهة أن هناك من يحمل السوط فوق رؤوسهم؛ سوط المساعدات وسوط التهديد وسوط الموقف من أوروبا إلى العرب إلى كلّ من يرغب بطمس القضية الفلسطينية!! أما العرب، (كش برا وبعيد) فغارقون في أمور أخرى: أصبحت المسألة المصيرية لحلف الاعتدال ـ الاعتلال العربي هي تدمير سورية وليس تحرير فلسطين؛ أصبح تدمير دمشق يمثل الشرف الذي يتقاتل الخليجيون وفي مقدمتهم السعودية لتحقيقه. وأصبح اقتناص نساء سورية المشردات في الأردن ولبنان وغيرهما بسبب الدعم السعودي والخليجي للمسلحين والإرهابيين في سورية رمزاً لفحولة وبطولة زعران وتيوس بعض الخليج. وإذا بقي لديهم وقت ومال أكثر، فائض عن الحاجة لتدمير سورية وما تُمثل من نهج مقاوم ورافض لأفعالهم، فيمكن استخدامه في تخريب وتدمير العراق ومصر ولبنان واليمن ولعب القمار على جثث مواطني هذه البلدان وكرامتهم!! أليس من الغريب أنّ النار تشتعل ولا تنطفئ في مصر ولبنان والعراق وسورية؟!! وكيف تنطفئ وما زال ينفخ فيها أبو لهب بندر بن سلطان؟!! ألا يصبح السؤال ملحاً، عندما تغيب هذه البلدان عن واجهة العرب، فمن سيمثل هؤلاء بعدهم؟! هل المومياء المتحركة أم هُبل سعود الفيصل ـ والعياذ بالله ـ يمثلان العرب!! أجل في الليلة الظلماء يُفتقد البدر!! أياً يكن، فإن الولايات المتحدة تخطط وتقرر وتتحرك وتنفذ ما تريد في هذا الفراغ العربي الرهيب، وقد قام الوزير جون كيري خلال جولته العاشرة الأخيرة بإبلاغ المعنيين في السعودية والأردن بما عليهم القيام به. تحدث كيري عن "اتفاق إطاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين"!! واعتبر إنجازه ـ إن تم ووافق عليه الطرفان ـ تقدّما ونجاحاً!! تصوروا، بعد ربع قرن من كل أنواع المفاوضات والتنازلات واللقاءات والتصوير والمهرجانات، وكل أنواع الكذب والنفاق والدجل والخبث والخداع والصفقات يتحدثون عن اتفاق إطاري ويعتبرونه إنجازاً ويدعوننا لنصفق له؟؟ هل أكثر من هذا استغباء واحتقار لنا كأمة وكعرب ومسلمين؟!! الرحمة لكلّ الشهداء الذين ماتوا وفي ظنهم أنهم يقاتلون دفاعاً عن القضية المقدّسة للأمة العربية، والسلام على فلسطين ومسجدها المقدس وبياراتها وحصونها ومدنها التي تباع باسم أطفالها وجوعهم وتشردهم وصبرهم وأحزانهم وآمالهم بالمزاد والقطعة كأي تحفة على طاولة الأثرياء!!
