تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

يا لها من مسخرة.. عندما تكذب وتكذب لدرجة تناقض نفسك!!

5/1/2014

منذ بداية الأزمة السورية وبعض الإعلام العربي ولا سيما السعودي يخترع الأكاذيب والقصص والروايات لتشويه صورة الدولة السورية والقيادة السورية والمجتمع السوري والجيش العربي السوري والشعب السوري بأكمله.

تحدث هذا الإعلام ومسؤولو بعض البلدان العربية والإقليمية عن عزلة ما سموه "النظام السوري" وعزلة الرئيس السوري، وعدم تأييد الشعب له، وتشقق وانهيار الجيش العربي السوري وبلغت أعداد المنشقين عن الجيش والدولة ـ حسب هؤلاءـ  ربما ضعف عدد سكان سورية. وكان الحديث يجري عن سقوط النظام ومغادرة الرئيس السوري للبلاد في أسابيع أو أشهر. وتواصل النفاق باتهامه بالقيام بحرب طائفية مذهبية ضد أكبر طائفة في التركيبة المجتمعية السورية... ولا حاجة للعودة كثيراً فالذاكرة لا تزال حيّة وكذبهم ما زال مستمراً.

اليوم، وبعدما وصل خطر ونار التنظيمات الإرهابية التي ربتها ومولتها الاستخبارات السعودية والقطرية والتركية إلى ذقون أهلها وإلى قلب أوروبا، بدأ الجميع يبحث عن مهرب. ولكن لا بد من حملة إعلامية أخرى واتهامات أخرى وأضاليل أخرى للتغطية على الفشل ولا بد من اختراع قصص وأقاويل وفبركات جديدة.

في صحف السعودية يتهمون النظام السوري (معطوفاً عليه حزب الله، ورئيس الوزراء العراقي) بأنه هم من يدعم التنظيمات الإرهابية وهو من يمول ويحمي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقبله "جبهة النصرة". في صحيفة الحياة اليوم 5/1/2014، تساءل الياس حرفوش لحساب من تعمل «داعش»؟ واتهم نوري المالكي والنظام السوري وحزب الله بالعمل على توظيف "داعش" "لتوجيه الاتهام إلى الإسلام السنّي بمجمله بأنه المسؤول عن تغذية الفكر التكفيري". وفي هذا السياق، جاءت أيضاً كلمة الرياض السعودية اليوم؛ "العراق.. حلقة التفكك الأولى في المنطقة العربية"، حيث اعتبر يوسف الكويليت أن الرئيس السوري تواطأ "بضخ أكبر كم بشري للقاعدة وإدخالهم العراق أثناء الاحتلال الأمريكي... والهدف ليس الحرب أو المقاومة ضد أمريكا، وإنما خلق فوضى تدوم لفترات طويلة" معتبراً أن ""داعش" صناعة أسدية مالكية". بدوره، اعتبر محمد السلمي في الشرق الأوسط اليوم أن طهران نجحت في إقناع الغرب بأن الخطر سيكون كبيرا إذا استطاعت هذه الجماعات «الإرهابية» إسقاط النظام السوري والوصول إلى الحكم في دمشق.

ولنسأل: إذا كان النظام السوري والرئيس السوري والجيش العربي السوري معزولين ويخوضون حرباً طائفية ضدّ أهلهم من الطائفية السنية الكريمة كما يدّعي الإعلام السعودي، وأن الطائفة السنية لا تؤيد النظام، فكيف يستطيع هؤلاء تجنيد هذا العدد الهائل من هذه الطائفة لتشكيل تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات التي تحسب على القاعدة. والسؤال الاخر، إذا كان النظام في سورية يمتلك حاضنة سنية كبيرة من العلمانيين، ويستطيع أيضاً تجنيد المتدينين من هذه الطائفة الكريمة، فكيف يستقيم ذلك مع الحديث عن محاربتها طائفياً، وكيف يستقيم ذلك مع الحديث عن أنّ النظام السوري معزول، وأن الجيش السوري لا يمثل الشعب السوري؟ ولماذا يجنّد النظام السوري مجموعات من المؤكد أنها سترتد عليه لمحاربته؟ ثم ما هي مصلحة النظام السوري في هذه اللعبة التي يختلقها ويروج لها الإعلام السعودي ومؤيدوه والتي تفتت البلد وتضعف قوة الدولة السورية؟ وبعد، إذا استطاع النظام السوري فعل كل ذلك، فكيف يكون معزولاً وطائفياً وواهياً؟!!

كاد المريب يقول خذوني! أجل، لم تكن سورية هي التي موّلت وسلّحت تنظيم طالبان في أفغانستان ولا الحرب في الشيشان، ولا مواطنيها هم من يقومون بالعمليات الإنتحارية في أمريكا والغرب، ولا رجالُ دينها هم من ينشرون الفكر الوهابي التكفيري المتطرف في المنطقة والعالم، ولا "مطاوعوها" هم من يستخدمون العصي والهراوات خلف الناس في الشوارع. سورية عُرفت وعاشت طوال الزمن بلداً للإخاء والمحبة والخير ومساعدة الآخرين ومنبعاً للحضارة والتواصل بين الأمم، ولا يمكن أن يكون بلداً يقبع في قلب العالم ويزوره العالم ويلتقي به العالم بالسوداوية التي يحاول آل سعود إلصاقها به! هجمة آل سعود على هذا البلد الكريم ـ سورية الحبيبة ـ لتشويه وقتل كل جميل فيه، باءت بالفشل. آل سعود تاريخهم القتل وسفك الدماء ونشر التطرف الإرهاب والشّر والقبح والموت وكل ما هو ظلامي ومتخلف وليس له علاقة بالحضارة والحرية والفكر المستنير، وهذا لا حياة له في سورية لا هو ولا حامله أو المبشّر به.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.