تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :الاتفاق النووي منجز.. والتوقيع بعد التسويق!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                                                                          11/11/2013

 

لم يهرول وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا وليم هيغ، وفرنسا لوران فابيوس وروسيا سيرغي لافروف إلى جنيف للقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فقط. بالقطع هناك اتفاق تم إعداده بشأن الموضوع النووي الإيراني والعقوبات الغربية على إيران والعلاقات الغربية معها ولاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا.

الاتفاق بين ما صار يعرف بمجموعة 5+1 من جهة وإيران من جهة أخرى تم حتى قبل نهاية المفاوضات الأخيرة في جنيف، وهو نتيجة لمفاوضات قائمة مثله مثل اتصال الرئيس الأمريكي باراك اوباما بنظيره الإيراني حسن روحاني، وليس ثمرة لهذا الاتصال كما يعتقد البعض. وما هرولة وزراء الخارجية المذكورين أعلاه إلا للتمهيد لإعلان هذا الاتفاق الذي لن يريح بعض الأطراف الإقليمية والدولية؛ وأولهم السعودية وبعض دول الخليج، وربما فرنسا وإسرائيل. أما بشأن السعودية وبعض المشيخات الخليجية فمعروف السبب الأساس وهو رفض التقارب الأمريكي ـ الإيراني حيث تعتبر أنه يجري على حسابها. ونقول "ربما" لأن فرنسا من جهتها تسعى لإحياء دورها وتنشيط مصالحها في المنطقة ولا سيما الاقتصادية منها، وهي تعتبر أن الاتفاق ربما جرى من وراء ظهرها وهذا ما يفسّر صراخها، إضافة لأسباب ومصالح تكتيكية أخرى أقلّ أهمية. أما إسرائيل، فهي تريد تركيع إيران وإزالة أي تهديد قد تمثله على وجودها، وهذا حلم تأخر نقله إلى أرض الواقع، ولذلك، "ربما" لإسرائيل مآرب أخرى في المفاوضات الفلسطينية أو في تعزيز علاقاتها مع السعودية و"البعض الخليجي" بحجة مواجهة العدو المشترك؛ إيران، والانتقال بهذه العلاقات إلى العلنية بعدما كانت سرية ولكنها موجودة وقائمة والكل يعلم ذلك.

ولا يرى الأمريكان والروس والإيرانيون ضيراً في منح هذه الأطراف بعض الوقت لتقبل وهضم الاتفاق الجديد الذي يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية والدولية. وإنّ من يهتم حقيقة لتأجيل توقيع الاتفاق هم الأمريكيون، لتمريره على حلفائهم وإقناعهم به، وليس الإيرانيون أو الروس. فمن الذي غيّر مواقفه وبدّل سياساته هم الأمريكان وليس أحد غيرهم، ومشكلتهم أنهم يواجهون مواقف حلفائهم السابقين وشعورهؤلاء بالخيانة.

إذن المواقف المعارضة للاتفاق النووي الإيراني المنجز مع مجموعة 5+1 هي للاستهلاك ولن تغيّر من حقيقة الأمر شيئاً، والمرحلة الممتدة من الآن وحتى توقيع الاتفاق والانتقال إلى تطبيقه، هي لتسويق هذا الاتفاق التاريخي ـ أو اتفاق القرن كما أسماه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهوـ ولتقطيع الوقت والسماح للرافضين بالتعبير عن مواقفهم وتنفيس احتقان غضبهم ومن ثم القبول بالأمر الواقع وتنفيذ مستوجباته. وغني عن القول إن إيران ستصرف مفعول هذا الاتفاق لخدمة مصالحها وبالتالي مصالح حلفائها ولاسيما سورية (وحزب الله) التي كان لصمودها في وجه الهجمة الغربية الأمريكية السعودية التركية... الأثر الأول في إنجاز هذا الاتفاق. إنها مرحلة جديدة ولها مستوجباتها!!وكل آت قريب...

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.