3/11/2013
يفترض أن يصل وزير الخارجية الأمريكي للمملكة السعودية اليوم لإبلاغ من يحسن الفهم والإنصات في القيادة السعودية أن موعد تنفيذ الاتفاقات الدولية قد بدأ، وأن المجتمع الدولي أعطى القيادة السعودية المعاقة والمصابة بالزهايمر الوقت الكافي لتفهم وتدرك وتستوعب التبدلات الدولية والمعطيات العالمية الجديدة وتغيير موازين القوى والتحالفات، وليقول لبندر والفيصل أن حملة نشر القتل والفوضى واستيلاد الإرهابيين وتمويلهم وتدريبهم يجب أن تتوقف؛ كفى لعباً بالأمن الإقليمي والعالمي.
ويفترض أن يتصرف جون كيري ببرودة أعصاب وهدوء وأن يقول كلماته بتأنّ ووضوح شديدين، حتى يفهم أصحاب العقل السميك ويبدأوا التعاطي بإيجابية مع المتغيرات الجديدة؛ سورية انتصرت والقيادة السورية باقية لتعيد بناء سورية الجديدة والعصرية ولتقود مرحلة العصرنة في القرن الجديد، وبالتالي سورية لن تقسّم كما كنتم تحلمون؛ إيران وحلفاءها وروسيا وحلفاءها جزء من الحل وليسوا جزء من المشكلة والواقعية تقتضي القول إننا بحاجة لدورهما وإننا غير قادرين على إضعاف أو تحييد هذا الدور؛ أنتم في السعودية أصبحتم المشكلة الآن لأنكم تسيرون عكس التيار، وأمامكم مجموعة مطالب عليكم تنفيذها بسرعة قبل فوات الآوان؛
1-التوقف عن تفريخ وتمويل الإرهابيين ومدّهم بالسلاح؛ الالتزام بعقد مؤتمر جنيف
2 - عدم عرقلة الحل السياسي في سورية؛
3- تجديد قياداتكم وسياساتكم المتخلفة والمتحجرة لأن القائمين على الأمور عندكم الآن أصبحوا من الماضي وعبئاً ثقيلاً على الجميع داخل وخارج السعودية؛
4- لا داعي للعناد أكثر لأن موقفكم يتراجع وينحدر بسرعة ونحن لا نستطيع تسويقه بعد الآن، ولا أوراق قوة لديكم لاستخدامها وكلما تأخرتم خسرتم أكثر وفشلتم بشكل أكبر؛
5- أنا لم أجيء لأسمع منكم المزيد، فقد سمعت في الفترة الماضية الكثير من الحماقات وشاهدت ولمست ذلك في كل الأعمال التي قمتم بها وتحملنا ذلك، وأنا هنا الآن، لأبلغكم التعليمات التي عليكم تنفيذها؛ لقد خسرتم رهاناتكم ولسنا على استعداد لنخسر أكثر من ذلك بسبب مواقفكم واستشاراتكم الحمقاء، وليس للخاسر شروطاً يضعها بل عليه مستحقات يجب أن يدفعها!!
لقد خدعتمونا بأن سورية ستسقط، سورية أسقطت حجم القوة الأمريكية وأحاديتها وأعادت روسيا إلى الصف الأول في العلاقات الدولية كقوة عظمى؛ سورية غيّرت موازين القوى العالمي وصنعت تاريخاً جديداً للعالم يبدأ من قلب دمشق ويكتب بأيدي السوريين.
ويفترض أن يقدّم كيري بعض المقبلات مع الوجبة الثقيلة والعسيرة على الهضم؛ هل تتوقعون منا بعد الذي حدث أن نتراجع عن منهجنا وسياساتنا الجديدة في التفاوض والتنسيق والتعاون مع الروس والإيرانيين والسوريين كرمى مشاعركم؟ السياسة مصالح ومصلحتنا في التعاطي مع المنتصرين والتعاون معهم، وليس مع الخاسرين!! لو خيضت الحرب ـ التي تشارف على الانتهاء ـ في سورية وعلى الرئيس بشار الأسد، على السعودية أو أي دولة أخرى، هل كنتم ستصمدون كما صمد وصمدت سورية؟!! لا خيار أمامكم غير فهم وتنفيذ المطالب التي جئتكم بها تنفيذاً دقيقاً وسريعاً، وكفى تذمراً وحرداً مثل صبية الحضانة؛ ابحثوا عن طريقة للعودة إلى دمشق ولكي يستقبلكم بشار الأسد!! لا خيار أمامكم سوى التوقف عن ممارسة الدور العفن في سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين وغيرهم.. إنها ساعة الحقيقة وأنتم أنصار ساعة الوهم؛ كفى!!
