تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حديث الثلاثاء..... تدشيناااااااات

مصدر الصورة
SNS

ذكرنا قيام رئيس مجلس الوزراء بتدشين عدد من المشاريع في ريف دمشق ودرعا الشهر الماضي بما حصل مع السيدين وزيري المالية والنقل اللذين دشنا معاً "مجمع التأمين الإلزامي في مديرية نقل دمشق"، ووجه الذكرى أن مواقع التدشين تكون دائماً مجهزة ومحيطها على أحسن ما يكون التجهيز ... فالطرق نظيفة ومعبدة والأرصفة مبلطة والأطاريف مطلية بالأسود والأبيض (لماذا تطلى الأطاريف بهذين اللونين ؟؟ لا نعتقد أن أحداً عنده الجواب) وتكون الزينات مرفوعة في المكان فيأتي المسؤول ويدشن المشروع المقصود بأجواء كلها فرح وحبور .. ومع انتهاء حفلة التدشين يعود كل شيء إلى ما كان عليه وتبقى في المكان... الذكرى ... أما الغلطة التي وقعت مع الوزيرين فهي أنهما زارا مكاناً مجاوراً لمجمع التأمين إياه بالغلط ... ووجه الغلط أن الزيارة جاءت دون ترتيب مسبق كما يحصل في أغلب زيارات المسؤولين إلى المواقع المختلفة التابعة لهم .

يقول الخبر الذي نشره الزملاء في صحيفة الوطن السورية : "وبعد التدشين سرعان ما تحولت أنظار وزيري المالية والنقل إلى صالات مديرية النقل بدمشق، حيث قاما بجولة ميدانية على المديرية فوجدا أن الفوضى تعم المكان الذي يفتقر إلى شروط ومتطلبات العمل مع المراجعين ... وتنتشر فيه شبكات السماسرة ومعقبي المعاملات والبائعين ... وشكا المواطنون للوزيرين ضيق المكان الذي يراجعه الآلاف يومياً... وكان رد وزير المالية : هذا الوضع غير مقبول .. مطالباً بحل سريع في مديرية يقول العاملون فيها إنهم ينجزون 2500 معاملة يومياً ويصل عدد المراجعين الـى (5000) مراجع يومياً مما يحول هذه المديرية إلى حمام قطعت عنه المياه ..." انتهى خبر الزميلة الوطن .

نعم لقد تفاجأ الوزيران بما شاهداه ولم يتوقعا أن الوضع سيء في هذا المجمع الخدمي إلى هذا الحد وما نعتقده أن سبب المفاجأة هو عدم معرفة السادة الوزراء بمعاناة الناس ... فهم في واد والمواطنين ومعاناتهم في واد آخر... وإذا عدنا إلى السيد رئيس الوزراء الذي قام بتدشين عدد من المواقع السياحية في ريف دمشق ودرعا فلو أنه خالف ولو قليلاً برنامج زيارته إلى مواقع التدشين وابتعد يميناً أو شمالاً لرأى بأم عينه كم هي صعبة معاناة المواطنين مع التقصير الحكومي الذي تراكم على مر السنوات ,,,,وما يزال يتراكم وخاصة في مجال الخدمات، فكم هو التقصير مريع وكم هو الفساد ضارب أطنابه في أغلب الإدارات والمؤسسات الخدمية وغير الخدمية ولمن لا يصدق نرجوه أن يراجع إحدى الإدارات التي يضطر المواطنون لمراجعتها يومياً في أي محافظة في سورية ليجد ما لا يصدق من فوضى وانتشار للأوساخ ... يضاف إلى ذلك تعامل غير حضاري وأحياناً لا إنساني من قبل العاملين في هذه الدوائر والمؤسسات مع المواطنين "واللي ما عجبه يروح يشتكي ..." ولكن لمن ؟ لا أحد يدري... في السابق كان المواطنون يجدون في الصحافة الرسمية منفذاً يعبرون فيه عن آرائهم وشكاويهم وكان المسؤولون في مختلف مفاصل العمل الحكومي يخافون ما ينشر أو يبث في الوسائل الاعلامية، أما اليوم فإن ما ينشر لم يعد يستحق أكثر من رد يعده المسؤولون الحكوميون أو مدراء مكاتبهم الصحفية ويرسل إلى الوسيلة الإعلامية لرفع العتب وتكذيب الخبر حيث ينشره الزملاء في الوسائل الاعلامية تحت عنوان:  "هكذا يرد المسؤولون" لايمانهم أن هذه الردود لا تملك أدنى حد من المصداقية ... ولهذا أصبح التقصير عاماً وشاملاً والمحاسبة على التقصير تعاني من التقصير ... وإلا فلماذا شاهد الوزيران ما شاهداه في مديرية النقل بدمشق صدفة..اذ لولا هذه المصادفة استمرالوضع هناك لسنوات طويلة دون أن ينتبه إليه أحد ... انظروا أوضاع مديريات الخدمات في المدن البعيدة عن العاصمة في جبلة أو الحسكة أو درعا وشاهدوا بأم أعينكم كيف يعمل الموظفون وكيف يعاملون المراجعين وكيف أن النظافة في هذه الأماكن معدومة والمواطن يعاني ويعاني ويعاني ... .
ولماذا نبتعد كثيراً فها هو مطار دمشق الدولي الذي لم تنته عمليات تحسينه ورفع مستوى الخدمات فيه والتي ذكرتني بقول ابن الرومي :
 
            هزني الشوق إلى أبي طوق        فوقعت من تحت إلى فوق
 
نعم لقد رفع مستوى الخدمات في المطار وتم طلي جدرانه بالألوان الزاهية "الفستقي" وكُشفت "حسب ما نشر في الصحف الحكومية" حالات فساد وتقصير فظيعة في العقد الماليزي ...ما زالت في التحقيق وتحقيق التحقيق أما مستوى الخدمات فهو ما زال عند أبي طوق............... ومثال آخر نقدمه للسيدين الوزيرين (المالية والنقل) نرجوهما زيارته وهو كراجات السفر إلى المحافظات من دمشق والذي نقل "مؤقتاً" إلى القابون منذ أكثر من عشر سنوات وما زال مستمراً بانتظار الفرج حيث تحولت هذه الكراجات إلى بؤرة قميئة مليئة بكل ما هو سيء من مناظر ومعاملة سيئة ونهب للمواطنين وغيرها مما نشر عنه في وسائل الإعلام مئات المرات دون أن يكلف أحد خاطره في الحكومة العتيدة بمعالجة وضع هذا المرفق الخدمي الذي يحتاجه آلاف المواطنين كل يوم والذي يعاني الجميع فيه (ركاب، سائقين، عمال نقل، شرطة سير ...) من سوء الخدمات ... والمشكلة أن الأمور في هذا الكراج ضائعة بين المحافظة والنقل والمرور وغيرها من الجهات الحكومية.
أليس حراماً أن تكون محطة انطلاق وسائل النقل البرية من دمشق إلى المحافظات بهذا السوء ...؟؟ لماذا لم يغلط أحد من المسؤولين الحكوميين فيقوم بزيارة إلى هذه المجمع الخدمي ... رغم أنه لا يبعد عن مركز العاصمة إلا كيلومترات محدودة ... أما زيارات السادة الوزراء إلى مثل هذه المواقع فهي إما بمناسبة تسلمهم عملهم حيث يتعرفون عما هو تابع لهم كما يفعل السادة وزراء الداخلية بزيارة المراكز الحدودية عند تسلمهم مهامهم أو تلك الزيارات الاستعراضية التي يقوم بها بعض الوزراء إلى المحافظات الأخرى لتكون مناسبة يتصورون فيها.... وتوزع وكالة سانا أخبار زياراتهم مع أحاديث وتصريحات عن إنجازاتهم ومتابعتهم الدؤوبة لعملهم ... الله يعطيهم العافية.
وما أجملها من بروباغاندا تعدها المجموعات المحيطة ببعض الوزراء ...اذ يطلق هؤلاء تصريحات تجعل كثيراً من المواطنين بعد سماعهم  صلعاناً ... من كثرة ما يشدون شعرهم . فها هو أحد الوزراء يتحفنا بتصريحات رنانة عند افتتاحه صالة صغيرة في محطة القطارات... رغم أنه مر أمام النفق التاريخي الذي يربط بين محطتي الحجاز والقدم والذي بدأ العمل به أواخر القرن الماضي وسينجز إن شاء الله في القرن القادم بعد أن عانى المواطنون القاطنون على طرفي هذا الاختراع ما عانوه ... وليس لدى أحد جواب إلى متى تستمر المعاناة ... ومتابعة للتصريحات الهمايونية التي تنشرها الوزارات تجد أخباراً عن منجزات تعتقد أنها ستنفذ غداً مع أن رب العالمين وحده قادر على تحديد موعد دخولها الخدمة وخذ مثلاً:
·                   إنجاز العمل في ساحة العباسيين والمحافظة التي وقعت ملحق العقد -العاشر طعش- لإتمام المشروع ...
·       استيراد 1000 باص تعمل على الغاز.... وصيغة الخبر تقنع القارىء أن الاستيراد قد تم وأن الباصات أصبحت في مرفأ اللاذقية علماً أن المواطنين لم ينسوا حتى الآن حلقات مسلسل الباصات الصينية والتي تبين أن فيها من المشكلات ما فيها...
·      المشافي التابعة لوزارة التعليم العالي : حيث يكثر الحديث عن تطويرها ورفع خدماتها رغم أن المواطن يعاني فيها ما يعاني من قلة النظافة وغياب الأطباء والسمسرات وغيرها.... ومشفى المواساة بدمشق نموذج لمن يريد الاطلاع على إنجازات وزارة التعليم العالي. أما مشفى الأطفال الذي كتب الكثير عن أهالي الأطفال الذين يفترشون الرصيف أمام المشفى دون أن يجد اي عبقري حلاً لهم منذ إنشاء المشفى ولو ببناء هنكار على الرصيف الواسع مقابل المشفى يحمي هؤلاء القادمين من المحافظات الأخرى من حر الصيف وبرد الشتاء.
·      مجلس الوزراء يطالب وزارة الكهرباء بتحديد مواعيد للتقنين ووضع جدول لها .. لم يعد المهم نقص إنتاج الكهرباء وسوء توزيعها بل أصبح الهم الذي تدافع عنه الحكومة  لمصلحة المواطن هو ضرورة وضع جدول للتقنين لأن انقطاع الكهرباء صار مسلمة مفروغ منها ...
·      الوزارة "التجارة" تضبط أسعار المواد الغذائية وتدخلها الايجابي عبر مؤسسة التجارة الداخلية ساهم في خفض الأسعار .. نعم وأصبح كيلو اللحم بـ 800 ل.س وانخفضت أعداد الأغنام بارقام خيالية بعد أن سمح بتصديرها لمصلحة التجار ...
 
ومثل هذا الكثير من التصريحات والبروباغاندا التي يطلقها السادة المسؤولون الحكوميون على مسامعنا كل يوم ... بينما الأمور في المقلب الآخر أي عند المواطن فهي على العكس تماماً والمناظر التي ترصدها الصحافة ووسائل الاعلام الحكومية شاهد على ذلك .
فيا سيدي أبا منير ... حرام أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.... حرام أن يكون العمل الجاري لتنفيذ طريق المحلق الجنوبي عند عقدة المليحة والطبالة وجرمانا بهذا السوء ..خاصة في الطرق الفرعية والخدمات المحيطة بالمشروع الذي تنفذه شركات البناء الوطنية والتي يمكن أن تكون أفضل بمئات المرات لأن الشركات قادرة على ذلك إذا تم متابعة عملها وأجبرت على العمل ضمن القواعد الصحيحة فها هي الشركات نفسها تنفذ تحويلة على طريق بيروت تكاد تكون أفضل من الطريق الرئيسي لماذا؟؟ لأن هناك من يطلب تنفيذ العمل بسوية عالية ويتابع التنفيذ على عكس ما هو حاصل في القطاع الحكومي... والنماذج كثيرة فما تم إصلاحه على طريق المحلق الجنوبي من المزة إلى القزاز أصبح بحاجة إلى إصلاح وطريق طرطوس اللاذقية تم البدء بترقيعه وتوسيعه منذ أكثر من أربع سنوات ولم ينته حتى الآن وطريق دمشق تدمر وضعه أسوأ من سيء والحوادث القاتلة عليه شبه يومية وهكذا ... المسألة يا سيدي تتعلق بذلك الجزء غير المرئي من النفس البشرية الذي يسمونه الضمير والذي يبدو أن تقلصه وصل في نفوسنا إلى مراحل خطيرة وإن كانت الوقائع تثبت أن هذا الضمير يمكن تكييفه وإجباره (أحياناً) على أن يكون ملتزماً .. وها هي الكاميرات التي زرعتها إدارة المرور في شوارع دمشق استطاعت أن تجبر أغلب السائقين – عدا المدعومين منهم "أصحاب اللوحات الممسوحة والمشوهة و.." على الالتزام والتقيد بالسرعات المحددة ... إذاً المواطن السوري يملك في داخله بذرة الالتزام والتقيد بالقانون، لكنه يحتاج إلى من يعالج هذه البذرة ويتعهدها بالرعاية والعناية والاهتمام و.......العقوبة .
ومن جديد يا عمنا أبا منير نكرر رجاءنا لكم بالطلب إلى أعضاء الحكومة أن يتركوا مكاتبهم المكيفة ومرابع سهرهم اليومي في دمشق... من مطاعم وصالات مناسبات ... وأن ينطلقوا إلى المحافظات الأخرى ليتعرفوا هناك على معاناة المواطنين وتلمس مشكلاتهم  مع المسؤولين المحليين الذين باع أغلبهم ضميره لقاء سبعة من فضة (بل أكثر بكثير) ولا يمكن إعادتهم الى الصواب إلا بالمتابعة الميدانية .......ولكم يا أعضاء حكومتنا العتيدة في ما يقوم به السيد رئيس الجمهورية أسوة حسنة في زياراته إلى المشاريع ولقاءاته مع المواطنين والاستماع منهم إلى مشكلاتهم ومتابعته - وهو الذي يحمل هموم الوطن - لتفاصيل صغيرة في حياة المواطنين كان الحري بكم القيام بها...
 
قفشة 1 :
 
كلما وقع حادث مروري تقرأ أو تسمع من يصرح أن أسبابه السرعة الزائدة وعدم الانتباه والحالة الفنية السيئة للمركبة خاصة باصات شركات (الهوب هوب تورز) للسياحة والسفر التي تحلب النملة بتشغيل الباصات التي تسميها (بولمانات) حتى النهاية وسؤالنا لماذا لا يتم التأكد من الحالة الفنية لكل بولمان قبل السماح له بمغادرة كراج الانطلاق في كل محافظة " الاطارات المهترئة، تهريب الزيت، تعطل المكيف ...) لأن متابعة ذلك بشكل جدي يمكن أن يقضي على السبب الأساس في أغلب الحوادث طبعاً دون أن ننسى مدرجات الإسفلت المزروعة على طرقات السفر المسماة دولية والتي لا تجد من يصلحها ... عل ذلك يخفف غزوات سيدنا عزرائيل على طرق السفر بين محافظاتنا .
 
قفشة 2
تقول بعض الإشاعات إن كثيراً من الوزارات بدأت بإعداد قوائم بالمشاريع التي يمكن تدشينها لصالح إنجازات كل وزارة، ولتنفيذ هذا التدشين في حال احترق مبنى الوزارة، تقليداً لاحدى الوزارات التي نظمت همروجة تدشينات لمجموعة من المنشآت التي افتتحت ودخلت سوق العمل منذ أشهر عديدة وتم إدراجها ضمن الهمروجة الاعلامية التي نظمت لمساعدة الوزارة على تجاوز محنة الحريق ... أبعده الله عن قلوبكم جميعاً.
 
 
قفشة 3
حملة زراعة شوارع دمشق بالكاميرات الراصدة للسرعات والمخالفات الأخرى ذكرت سكان دمشق بالحملة التي سبقتها لزراعة شوارع دمشق بالمسامير والمحدبات الصناعية والتي قيل أن روائح فساد فاحت من صفقات استيرادها والخوف أن تكون حملة زراعة الكاميرات شبيهة من حيث الأسباب بحملة زرع المسامير إذ لا يعقل أن تتم زراعة أكثر من ست كاميرات على شارع الشهيد فايز منصور(اوتوستراد المزة) والذي لا يتجاوز طوله 3 كم وبه 10 إشارات ضوئية تعمل على نظام الموجة ... الخضراء .       

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.