تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حديث الثلاثاء .......مااااااء

 

تنفس أعضاء الحكومة الصعداء شاكرين الله الذي منّ على سورية هذا العام بأمطار عوضت جزئيا النقص الكبير بالأمطار والذي امتد لأكثر من ثلاثة أعوام  لأن الجفاف والعوز المائي لو استمر فإنه سيحتاج إلى جهود إضافية هم في غنى عنها ’ وشارك السوريون حكومتهم الفرحة فعادوا إلى سيرتهم الأولى في هدر المياه ليلاً ونهاراً في البيوت والمزارع والشوارع و.....غسيل السيارات .
الحقيقة المرّة هي أن الأمطار لهذا العام لم تحل مشكلة الجفاف وهاهي محافظة الحسكة وأغلب محافظات المنطقة الشرقية تعاني جفافاً حاداً تحالف مع قرارات جهات حكومية معنية بالزراعة والري , قاد الناس إلى ترك أراضيهم والزحف إلى العاصمة والمدن الأخرى بحثاً عن لقمة العيش لهم ولعيالهم ( يرجى قراءة المادة المنشورة على موقعنا في زاوية ملفات البلد تحت "عنوان  موسم الهجرة من الشمال ... الحسكة تحتاج إلى صحوة ضمير" ).
كانت بلاد الشام بامتداداتها الجغرافية وعبر التاريخ مهد زراعة الأرض وجني محاصيلها المختلفة ولنا في آثار إيبلا وماري وأوغاريت شاهد على ذلك , وهذه البلاد عانت دائماً من جفاف كان يأتيها ضمن دورة مناخية طويلة قصّرتها التحولات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية وصار الجفاف ونقص مياه الأمطار يأتي كل عدة سنوات بعد أن كان يأتي كل عقد أو عقدين ......
على أية حال أمطار هذا العام والحمد لله كانت أفضل بكثير من الأعوام الفائتة ولكنها كما قلنا لم تحل المشكلة والسؤال الذي نوجهه إلى حكومتنا العتيدة: ما هي توجهاتكم وقراراتكم فيما يتعلق بهذا الموضوع؟؟؟ أوليس موضوع المياه ذو أهمية قصوى في حياتنا (على الاقل أهم من البورصة التي شغلت الاقتصاديين في العالم بحجم تداولاتها!!!) . ألم يتوقع خبراء" الجيوسياسة" أن العقود القادمة ستشهد حروب المياه بين دول وشعوب المنطقة ؟؟ ما هي استراتيجيتنا العامة في موضوع المياه؟؟ وماذا يعرف مواطنو سورية عنها؟؟  الاسئلة كثيرة لكن الإجابات عليها تبدو في علم الغيب !!! فعلاقتنا مع المياه وإدراكنا لأهميتها وقيمتها موسمية , تبدأ مع فصل الصيف وتنتهي بهطول أول زخة مطر حيث ننسى معاناتنا بسرعة ونعود جميعاً إلى سيرتنا الأولى في هدر المياه والدعاء إلى الله بأن" يبعث الخير" إنه على كل شيء قدير .. ولانقصر في هذا المجال حتى بإقامة الصلوات .. أما كيف نحافظ على المياه ونحميها من الهدر والضياع فإنه أمر آخر يتناساه الجميع بما فيهم الحكومة. وهذا هو مشروع الري بالتنقيط مازال يحبو صغيراً مع مؤشرات كثيرة إلى إصابته بالكساح وشلل الأطفال وغيرها مما منعه حتى الآن من التحول إلى مشروع وطني يافع ذو قوة على الأرض ومازال الجزء الأكبر من مياهنا يضيع بالري والتسرب عبر الشبكات وغسل الشوارع والسيارات ....!!!!
رحم الله الرئيس حافظ الاسد الذي وجه إلى الحفاظ على كل قطرة ماء وحبسها وراء السدود على امتداد أراضي سورية , فهو أدرك بحكمته أن اكتفاءنا من الماء سيحمي السوريين من كثير من المشكلات والهموم , وهاهي السدود الآن تنتشر على أراضي سورية، كلها طارحة علينا جميعاً السؤال: ماذا أنتم فاعلون لولا وجود كل هذه السدود لديكم ؟؟ ونترك الجواب برسم المعنيين في الحكومة عسى أن يخبرونا الجواب الذي نعتقد أنهم لايملكونه!!
هل هناك من يخبرنا في الحكومة أين هي الخطط لمعالجة هدر المياه وهذا الجنون في التعامل مع جميع مصادرها؟؟ من يصدق أن الدولة عجزت حتى الآن أن تضبط بكل قواها وقراراتها ثقب السوريين العشوائي للقشرة الأرضية وضخ مياهها الجوفية للري والسقاية والمسابح و... غيرها من الاستخدامات العشوائية ومن يتحدث عكس ذلك ليخبرنا كيف استطاع الحورانيون ثقب سهل حوران ب /3000/ بئر منها ألف مرخصة فقط ؟؟؟وهكذا فعل أهل ريف دمشق والحسكة و... و...و لمن دفع كل هؤلاء الذين ثقبوا قشرة الارض  -دون ترخيص- وكأنهم " خلد " يحفر ولا يمل الحفر أين هي القرارات الحكومية التي تعالج ذلك ؟؟ مع احترامنا لهم جميعا ( الحكومة ومسؤوليها ) فهم إما عاجزون أو مشاركون في تلقي ...  .
هل الكهرباء أهم من الماء ؟؟ الحكومة عبر وزارة كهربائها تتحفنا بمعالجات لاتنتهي لمشكلة واضحة كالشمس بأننا ننتج من الكهرباء أقل من نمو استهلاكنا لها وكلما قصرت الخبرات العظيمة لدى وزارة الكهرباء في تحقيق المعادلة بين الإنتاج والاستهلاك وقعنا في هوة التقنين وقطع الكهرباء والعجز عن تأمينها حتى للمناطق الصناعية التي ندعو المستثمرين ليل نهار للقدوم ولاستثمار أموالهم فيها , بل إن العجز عن تأمين الكهرباء يصل إلى الشقق والمرابع السياحية التي يتعب السيد وزير السياحة نفسه وطاقم الوزارة " أيضا ليل نهار داخل سورية وخارجها " في إغراء السياح للقدوم إلى بلادنا والاستمتاع بجمال طبيعتها " على ضوء الشموع ..... وليصرفوا مبالغ طائلة تدعم دخلنا الوطني ,إذاً المعنيون في الحكومة يبذلون جهوداً هائلة لمعالجة مشكلة الكهرباء وهذا في يدهم لأن زيادة محطات التوليد يمكن أن تعوض نقص الكهرباء... أما المياه فكيف سنعوض نقصها فلو اجتمعت الحكومة وجميع مسؤوليها التنفيذيين وغير التنفيذيين لتوليد قطرة ماء واحدة لعجزوا عن ذلك , وحدها استراتيجية محددة وواضحة قادرة على أن تحافظ على مواردنا المحدودة من المياه ... تلك الاستراتيجية التي تحمي البلد من جفاف ماحق يلوح في الافق بدأت تباشيره بتلك الموجات من الطوز والعجاج التي تزايدت في المناطق الشرقية ووصلت إلى دمشق ودرعا والسويداء ... والله يستر المنطقة الساحلية التي عادت كثير من اراضي بحيراتها الصناعية وراء السدود بقعاً جافة قاحلة ومنها بحيرة بللوران التي تقلصت وجفت مياهها ... ولاننسى هنا التذكير بمنظر بحيرة نبع بردى الجافة التي قد يأتي يوم يتم تزفيتها وتحويلها إلى ملعب لأولاد أصحاب المضخات الضخمة الرابضة على أطراف البحيرة (شافطة) مياه بردى لسقاية أراضيهم ومزارعهم و التي عجزت السلطات التنفيذية عن إيقاف (شفطهم )المستمر ليل نهار...
لاندري هل المياه أهم أم الكهرباء , لماذا تبذل الجهود في شرح أهمية الكهرباء وضرورة الحفاظ عليها عبر وسائل الإعلام المختلفة وتنسى المياه إلا من بعض إعلانات خجولة تظهر في فصل التحاريق تتحفنا بها الشاشة الوطنية والزوايا الميتة من صفحات صحفنا الرسمية وبرعاية كريمة من المؤسسة العربية للإعلان وكلها تختفي كما قلنا مع أول زخة مطر...؟
إننا إذ نقرع ناقوس الخطر فإننا نذكّر من يهمه الأمر بأن هؤلاء الذين تركوا أراضيهم في الحسكة انضموا إلى إخوة لهم على تخوم العاصمة في المعضمية وصحنايا وعدرا و.. و.. وغيرها من أحزمة التعتير والتي وصلت المياه إلى خزانات سكانها كل /15/ يوم مرة في موسم التحاريق الماضي ’ وأوقعت الشجارات التي نشبت للحصول على المياه أكثر من جريح...
السؤال الذي نرجو أن نجد الإجابة عليه اليوم كيف تفكر الحكومة وهيئة تخطيطها ووزارة الري وغيرها من الجهات المعنية بالتعامل مع مشكلة المياه؟؟  كيف ستعالج الحكومة مشكلة الجفاف في الحسكة والمنطقة الشرقية ؟؟؟ ومن أين سيأتون بالمياه لتلك الآلاف المؤلفة من علب الكبريت الإسمنتية التي يتم زرعها على مد النظر في ريف دمشق؟؟ من أين سيشرب هؤلاء؟؟ بل ومن أين سيأتون بالمياه ليغسلوا سياراتهم...؟؟؟؟!!!
 
 
قفشة (1)
صحيفة" الخبر" السورية نشرت منذ فترة" أن أكثر من نصف ميزانية سورية مخصصة منذ سنوات لمشاريع مياه الشرب وبناء السدود واستصلاح الأراضي وقضايا الزراعة والحفاظ على البيئة "   ونضيف إلى ذلك آلاف التصريحات التي أتحفنا ويتحفنا بها المسؤولون الحكوميون عن الجهود العظيمة التي يبذلونها لتأمين المياه لنا...ولكن الواقع يؤكد أن دمشق وريفها ومناطق كثيرة أخرى في سورية ما زالت تعاني من نقص كبير في المياه فأين العلة ياترى؟؟؟
 
قفشة (2)
ننشر بجانب قفشتنا الثانية صورة لصنبور منذ أكثر من سنة لم يغلق  (حسب مصادرنا الخاصة)وهو نموذج حي لأغلب صنابير مؤسساتنا الحكومية التي يعدّ مسؤولوها أن مثل هذه الصغائر لايمكن لهم الاهتمام بها فيتركونها لمن هم أقل منهم في المسؤولية وهكذا... إلى أن لاتجد هذه الصنابير أحداً مسؤولاً عنها . أما صنبورنا فهو في مبنى تابع للسجل العام للموظفين التابع لرئاسة مجلس الوزراء والواقع في منطقة الصالحية مقابل مجلس الشعب ’ لمن يريد أن يتفرج ...
 
ملاحظة : لم ننس رسائل السادة الوزراء الجدد والقدماء ولكننا نؤجلها فقط لثلاثاء قادم مع الاعتذار من السيدات والسادة القراء .
(حتى ما حدا يدق فينا ويقول طنشنا عن الرسائل) .
      
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.