تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(صفقة القرن) المشؤومة..مخطط أمريكي إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني

مصدر الصورة
وكالات

هاجس تصفية القضية الفلسطينية بات الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية التي زادت من دعمها للكيان الصهيوني ورعايتها له منذ تسلم دونالد ترامب الحكم في البيت الأبيض سواء بتزويده بالأسلحة المتطورة من جهة أو عبر قرارات سياسية مخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية مثل الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وإعلانها بشأن الجولان السوري المحتل.

كما مهدت إدارة ترامب لعقد صفقات في المنطقة تخدم كيان الاحتلال ومنها تشجيع التطبيع بين مشيخات الخليج وكيان الاحتلال والانتقال به من السري إلى العلني بينما يعد أخطر تلك المخططات ما يعرف بـ”صفقة القرن” التي تروج لها الإدارة الأمريكية على أنها “خطة سلام” إلا أن مضامينها التي تكشفت تباعا تؤكد أنها خطة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

التسريبات الجديدة لبنود هذه الصفقة السوداء التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وتعتزم واشنطن نشر “مبادئها” خلال الساعات المقبلة كشفت أخطر بنودها وأبرزها عدم وجود سيطرة للسلطة الفلسطينية على الحدود مع احتلال وسيطرة إسرائيلية كاملة على القدس مع وجود ممثلية فلسطينية رمزية فقط.

قضية خطيرة أخرى تتضمنها الخطة الأمريكية وفق التسريبات وتمس ملايين اللاجئين الفلسطينيين حيث إنه وفق الصفقة الأمريكية فلا تعويض للاجئين مع احتمالية لاستيعاب عدد محدود منهم داخل الأراضي المحتلة ما يعني إلغاء لحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم يضاف لها احتلال وسيطرة إسرائيلية على غور الأردن وبعض أجزاء من الضفة الغربية.

تلك البنود الخطيرة التي كشفت عنها القناة 12 الإسرائيلية من المتوقع أن تجد ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين الأمر الذي دفع قوات العدو الإسرائيلي إلى رفع حالة التأهب في الضفة الغربية والقدس المحتلة وعلى حدود قطاع غزة المحاصر خشية من تلك الردود على هذه الخطة التي تعطي الحق لمن لا حق له.

أولى ردود الفعل الرسمية الفلسطينية صدرت من الرئاسة الفلسطينية عبر الناطق باسمها نبيل أبو ردينة الذي حذر اليوم من أي خطوة أمريكية تخالف الشرعية الدولية مؤكدا أن الموقف الفلسطيني واضح وثابت من رفضها لقرارات ترامب المتعلقة بالقدس المحتلة وبكل ما يتعلق بـ”صفقة القرن” المرفوضة جملة وتفصيلا.

وتعقيبا على ما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إدارته تحدثت بإيجاز مع الفلسطينيين وستتحدث معهم مجددا بشأن الصفقة أكد أبو ردينة “أنه لم يجر أي حديث مع الإدارة الأمريكية لا بإيجاز أو بإسهاب”.

حركة فتح الفلسطينية بدورها عبر المتحدث باسمها أسامة القواسمي أكدت أن أي مخطط استعماري يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها الشرعية الدولية مصيره الفشل مشددا على أن حقوق الفلسطينيين واضحة لا لبس فيها وتتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والمعترف بها في الأمم المتحدة بعاصمتها القدس وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

المبادرة الوطنية الفلسطينية أكدت رفضها المطلق لما تسمى “صفقة القرن” جملة وتفصيلا مؤكدة أنها ليست سوى “مخطط إسرائيلي عنصري صاغه نتنياهو وغلف بغطاء أمريكي لتشريع الاستيطان الاستعماري المخالف للقانون الدولي والضم لمعظم الضفة الغربية المحتلة”.

وأوضحت المبادرة في بيان لها أن ما تسرب ونشر عن هذه الصفقة المشؤومة يؤكد أنها خطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بما في ذلك حق اللاجئين في العودة ولتكريس ضم وتهويد القدس وتقويض فرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقالت: “ظن البعض أن الضغوطات والتهديدات والوقت كفيلة بتغيير أو تليين مواقفنا تجاه حقوقنا.. لن يتحقق ذلك وسيتبدد تحت وطأة نضال شعبنا وصموده وموقف قيادتنا الثابت وإن الهدف الحقيقي لصفقة القرن هو تكريس نظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتدمير أي فرص للسلام في المنطقة ومحاولة لفرض التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية” داعية إلى العمل الفوري لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني لمواجهة “صفقة القرن” وما تمثله من خطر كبير على قضية الشعب الفلسطيني.

الأمم المتحدة وعلى لسان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أكد في تصريح نشره على موقع تويتر أن ضم أجزاء من الضفة الغربية لكيان الاحتلال “سيكون بمثابة ضربة مدمرة لعملية السلام وحل الدولتين”.

الصفقة الأمريكية المشؤومة التي عكفت إدارة ترامب على حياكتها منذ عام 2017 لم تكن أول المخططات الأمريكية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية منذ مؤامرة إنشاء هذا الكيان الصهيوني عام 1948 ولكن الشعب الفلسطيني الذي قدم قوافل الشهداء في مواجهة الاحتلال وبدعم من الدول المناصرة للحق الفلسطيني في العالم لن يرضخ لمخططات كيان الاحتلال ولا لراعيه الأمريكي وسيواصل المسيرة حتى نيل كامل حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين إلى وطنهم.

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.