تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مـؤتمر الأسـتانـة فـي القانـون الدولـي..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

أثبتت الدبلوماسية السورية ومن ورائها الدولة السورية، مع انتهاء أعمال مؤتمر الأستانة ورفضها القاطع التوقيع على البيان الختامي، براعة وحنكة ترفع لها القبعة، وإن كان ظاهر هذا الرفض أنها لا تريد أن تضع توقيعها إلى جانب توقيع دولة معتدية، هي تركيا. لكن باطن هذا الرفض يمكن إدراك حقيقته بأن المفاوض السوري لا يريد أن يمنح وفد العصابات الإرهابية المسلحة اعترافاً رسمياً بوجودها وتمثيلها، وبالتالي تمتّع الكيانات الإرهابية بالحماية الدولية والصفة المشروعة للتفاوض عن جزء من الشعب السوري كما تريد الدول الداعمة للإرهاب وتطمح، وطالما كانت تسعى له في المحافل الدولية والاجتماعات التي كانت تعقدها لدعمها؛ فالحكومة السورية تعاملت مع الفصائل الحاضرة في المؤتمر كما تعاملت سائر المجموعات المسلحة التي ترغب في تسوية وضعها وتريد إلقاء السلاح والعودة إلى حض الوطن والمشاركة في العملية السياسية، ولكن الاختلاف يكمن فقط في مكان الاجتماع والتفاوض؛ فكان الأستانة بدلاً أن يكون داخل أراضي الجمهورية العربية السورية.

        وجاء المؤتمر في السياق الذي اختارته القيادة السياسية من الانفتاح على الحوار والحل السياسي والاستعداد للتفاوض مع أي جهة، وفي أي مكان، طالما كان ذلك يسهم في حقن دماء السوريين ويعبّر في ذات الوقت عن التزامها الدائم بالقانون والقرارات الدولية في حدود احترام السيادة الوطنية.. وأكد بالدليل القاطع صدق نوايا الدولة السورية في السعي لإيجاد حل سياسي يرضى به الشعب السوري ويوافق عليه؛ فكان جلّ ما حققه هذا المؤتمر بالنسبة "للمعارضة المسلحة المعتدلة" في ظاهره إضافة منصة جديدة إلى المنصات القائمة، أو كما يقول المثل الدارج "فتح دكان جديد للمعارضة إلى جوار الدكاكين القائمة"؛ فهي عجزت عن تقديم رؤية جادة وقابلة للتطبيق، وأثبتت بشكل لا لبس فيه أنها مجرد بوق وصدى لمشغليها الذين باتوا يدركون جيداً أن قواعد اللعبة والتاريخ بعد تحرير حلب، ليس كما قبله، وأن هذه الفصائل باتت ضمن "أعمال وكيل التفلسية"، وأنها "قيد التصفية"، وأن إعلانهم وإصرارهم على المشاركة في أعمال مؤتمر جنيف الذي طالما كانوا رافضين له، هو إقرار بالهزيمة والعجز عن تحقيق ما كان يطمحون له بقوة السلاح، وأن المشاركة في المؤتمر المزمع عقده في 8 شباط القادم هو بمثابة سلم النجاة للقفز في قطار الحل القادم.

أضف أنّ هذا المؤتمر حقق بالنسبة للحكومة السورية القائمة الاعتراف الصريح والخطي من الدول المعتدية بأنها الممثل الشرعي والوحيد للدولة السورية، وأنها صاحبة القول الفصل واليد الطولى في أي حل يُرسم للأزمة السورية. وهذا ما أشار إليه المندوب الروسي في المؤتمر،  وأن الحديث عن استبعادها من أي حل مستقبلي غير ذي جدوى، كما قال نائب رئيس وزراء النظام التركي منذ أيام؛ وختاماً، يمكن وصف بيان الأستانة بأنه انتصار للدولة والدبلوماسية السورية، مكمل لانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان.   

  

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.