تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة : من ليس معنا فهو ضدنا.. ونقطة على السطر..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

 

كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن جزء من أهداف بلاده في فنزويلا، وأعرب عن أمله، في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" الأمريكية، " أنه بعد تغيير السلطة هناك بشكل سلمي، وهذا هدفنا النهائي، حينها سيريد شعب فنزويلا أن يكون مستقلاً مالكاً سيادته، ولا يعتمد على الكوبيين والروس في الأمن أو في الرفاهية الاجتماعية". وادعى بومبيو أيضاً أن إيران وحزب الله، يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أمريكا الجنوبية: "لا يعرف الناس أن لدى حزب الله خلايا نشطة، والإيرانيون لديهم تأثير على شعب فنزويلا، بل وفي جميع أنحاء أمريكا الجنوبية". .....ماذا نقرأ ونستنتج؟!

تريد الولايات المتحدة زيادة تعقيد الوضع المعقد أصلاً في فنزويلا اقتصادياً وسياساً بشكل أكبر، من خلال فرض العقوبات عليها وتشجيع رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو وتحريضه على تنصيب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد في محاولة للانقلاب على الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، والهدف واضح: تغيير السلطة في هذا البلد بشكل يقود إلى تغيير السياسة الفنزويلية الخارجية وإجبار كاراكاس على الابتعاد عن اليسار وانتهاج سياسات يمينية تتماشى والأهداف والسياسات الأمريكية في العالم وفي أمريكا الجنوبية أولاً ؛ المطلوب أمريكياً من الرئيس نيكولاس مادورو بوضوح، الابتعاد عن كوبا وروسيا والصين وإيران وحزب الله وكل البلدان التي تعارض النهج الأمريكي الاستعماري، وإذا ما قام بذلك فإنه عندها يصبح ديمقراطياً وزعيماً للحرية ويمكن لولد ولده البقاء والاستمرار في الحكم..!!

الوزير الأمريكي المتغطرس أعطى لنفسه الحق للإملاء على الشعب الفنزويلي والتحدث باسمه ، فحدد له ماذا عليه أن "يريد" أولاً، وماذا عليه أن يفعل ثانياً: "سيريد شعب فنزويلا أن يكون مستقلا مالكاً سيادته ، ولا يعتمد على الكوبيين والروس في الأمن أو في الرفاهية الاجتماعية"؛ بومبيو قرر أن الرفاهية الآتية من وراء الروس والكوبيين لا تجوز شرعاً؛ لا يحق للشعب الفنزويلي أن يترفّه ولا أن يبحث عن الأمن إلا عن طريق اتباع سياسات وإملاءات الولايات المتحدة، تماماً كما تحدث أسلاف بومبيو باسم السوريين وحددوا عنهم ولهم ماذا يريدون وماذا عليهم فعله، وكانت النتيجة تخريب البلاد وتدمير منشآتها وقتل عشرات آلاف السوريين وتشريد مئات الآلاف وإفقار نصف المجتمع وما زالت الكذبة الأمريكية مستمرة منذ ثماني سنوات... ثم يأتي الرئيس ترامب ليقول إنّ سورية أرض الرمال والموت؛ كلا يا سيد ترامب: سورية ليست أرض الرمال والموت؛ سورية أرض الحياة والحضارة والخلود والخصب وقلب العالم..!!

الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، قالها بوضوح: من ليس معنا فهم ضدنا، تماماً كما قال أسامة بن لادن؛ العالم فسطاطين: الخير والشّر، وطبعاً، حسب اعتقاده واعتقاد بوش، فإنهم ومن خلفهم هم الخير. والأدهى، أنّ ذلك الـ"بوش"، اعتبر نفسه "مؤَيداً" من قبل السيد المسيح وأنه ينفذ تعليمات الله، وها هو ترامب يسير على نفس المنوال ويدّعي أنه موحى له وأنه يمارس مشيئة الله على الأرض؟!

ترى ماذا لو اعتبرت روسيا والصين وإيران وحزب الله وسورية وبوليفيا... وآخرون أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاقد للشرعية وأنّ مظاهرات أصحاب السترات الصفر وشعبية ماكرون المتدنية تعكس حقيقة موقف الشعب الفرنسي ــ وهي كذلك فعلاً ــ ورغبته بالتغيير وأنّ على ماكرون الرحيل.. ثم قامت موسكو وبكين بتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لنزع الشرعية عن ماكرون، أو عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تدير تقسيم المملكة المتحدة، أو عن الرئيس ترامب نفسه، المتهم من قبل الأمريكيين، ومنذ تسلمه الرئاسة الأمريكية، بالعمالة لدولة أجنبية عدوة..؟!!

هو المنطق الأمريكي المتغطرس المهيمن (hegemonic) الذي يريد فرض نفسه على العالم وعلى شعوب العالم، بأي حجة وتحت أي ذريعة، مهما كانت التكلفة والنتائج والضحايا... لكنّ لذلك العدوان والتجبّر حدوداً بدأ العالم يرسمها ويحددها بشدّة ووضوح من خلال إرساء أسس جديدة قوية لنظام عالمي جديد أكثر توازناً وأكثر عدلاً وإنصافاً..؟!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.