تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السير على الإيقاع السـوري الجديد..

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديــع عفيــف:

لم نشكّ حتى في عزّ الحرب الدولية الإجرامية على سورية أنّ الهزيمة ستكون من نصيب الأعداء لأسباب بسيطة ولكنها جوهرية ومفتاحية وحاسمة في كل حرب؛ الأول، إيماننا المطلق بقوة هذا البلد الذاتية وقدرته على الصمود وتحقيق النصر. فبدون الثقة بالنفس وبدون وجود الإرادة القوية والإيمان المطلق بالقدرة على تحقيق النصر لا يمكن لأي بلد في العالم أن ينتصر مهما كانت مقدراته الأخرى. الثاني، الإيمان المطلق بعدالة قضيتنا وأننا لم نعتدِ على أي طرف من الأطراف التي شاركت بالحرب على بلدنا ظلماً وعدواناً. الثالث، صمود قيادة حكيمة صابرة تقود جيشاً أبياً جباراً مضحياً يدعمه شعب معطاء صابر متفهم لحجم الحرب والعدوان على بلده، لا بد وأن يحفّز كل الأصدقاء على الوقوف إلى جانب سورية لتعزيز صمودها وصولاً لتحقيق النصر، وهذا ما كان وأثمر النصر السوري، وإعادة تغيير الموازين.

لقد قلنا قبل أكثر من عامين أنّ التهافت على طرق أبواب دمشق للعودة إليها قد بدأ. كان معيارنا لذلك هو الواقع الميداني الذي تفرضه بطولات الجيش العربي السوري، وأنّ إسقاط دمشق لم ولن يكون؛ خسر بعض العرب الأغبياء ملايينهم لتخريب سورية وقامروا في لعبة دولية صهيونية قذرة وكانوا المصرف الذي يسدد فواتير الحرب المجرمة على قلب العروبة النابض. والآن يحاول هؤلاء البحث عن مدخل للعودة إلى دمشق بعدما استوعبوا أيضاً أنّ سقوط دمشق لو حصل لا سمح الله، لكان بداية سقوط مدنهم المشيدة على الرمال؛ أدركوا أنّ دمشق الأمن والأمان كانت وما تزال الحصن الأول في الدفاع عنهم؛

ويكفي سورية فخراً أنّها رغم ثماني سنوات من الحرب عليها، ما تزال مقصداً لمواطني بعض دول الجوار للطبابة، والتسوق لرخص الأسعار فيها ولتوفّر المواد السلعية المطلوبة.

الأشقاء العرب الذين وقفوا مع سورية في محنتها يشعرون الآن بالعز لصواب وأحقية موقفهم؛ أما الذين حاربوها فيشعرون بالخزي ويريدون التعبير عن الندم والتكفير عن شناعة فعلتهم؛ الأتراك يريدون طمس جريمتهم والمضي فوقها والإنتقال إلى مرحلة جديدة مع سورية؛ أما أوروبا فأشبه بعربة تسير فوق منحدر شديد بدون فرامل، وكما قال الوزير المعلم في العام 2012 سننسى وجودها على الخارطة؛ الكيان الإسرائيلي يعيش مرحلة غير مسبوقة من التوتر والقلق بعد التطورات الإيجابية التي تحققها الدولة السورية في كافة المجالات ولاسيما العسكرية والأمنية منها؛ الولايات المتحدة ستظل تمارس دور الحارس لإسرائيل وقائدة الحرب على سورية، فتعرقل الانفتاح والتقدم السوري وإعادة الإعمار والبناء، وتخلق العراقيل والمشاكل... الخ، وهذه أمور ليست جديدة وقد تعوّد السوريون عليها منذ عقود وواصلوا حياتهم، ومن غير المتوقع أن ينقلب الذئب حمَلاً بين يوم وليلة.

وأخيراً فإن الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب سورية، وفي مقدمتهم روسيا وإيران والصين، يجدون الآن أنّ تضحياتهم إلى جانب سورية بدأت تعطي ثمارها وأن لهم الأولوية في إعادة إعمار هذا البلد كما تؤكد القيادة السورية.

سـورية تعود من جديد مركزاً للاستقطاب والقرار والتوازن الإقليمي وهذه المرّة مدعومة بحليف روسي مارد أدرك أن محاولة إسقاط دمشق كانت مرحلة أولى لإسقاط موسكو، ولهذا يمكن تقدير حجم الدعم الروسي لسورية في جميع المجالات.

لقد بدأت سورية مرحلة جديدة ونوعية في التأسيس للمستقبل تقوم على أسس جديدة علمية وقانونية وتشريعية وعمرانية واقتصادية، وهي تتحوّل إلى ورشة عمل للانطلاق بقوة نحو المستقبل الجديد رغم كل العقوبات التي تفرض عليها، والصعوبات التي تمر بها ونراها الآن، وهي قادرة على التغلب عليها لأنها أسهل بكثير مما مرّت به وتعرضت له..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.