تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فنزويلا... والدرس السوري..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

لا تحتاج الولايات المتحدة إلى حجج للتدخل في أي بلد من بلدان العالم؛ الإدارة الأمريكية تخترع الحجج التي تناسبها للسطو على مقدرات وخيرات الشعوب الأخرى، وكل بلد تجد له الذريعة الأخلاقية المناسبة؛ الديمقراطية، تهديد الاستقرار، الحريات... الخ، فيما الهدف الحقيقي يكون عكس ذلك تماماً؛ في سورية أرادت الولايات المتحدة تغيير النهج السياسي لسورية وأرادت حماية مصالح الكيان الإسرائيلي، وأرادت منافسة روسيا، وقد رفضت سورية وما تزال ترفض الإملاءات الأمريكية؛ في فنزويلا تريد واشنطن النفط الفنزويلي وأن تكون فنزويلا حديقة خلفية للولايات المتحدة، كما كولومبيا الآن، وعندما رفض الرئيس الفنزويلي ثارت واشنطن والغرب وقادوا الانقلاب على الرئيس الشرعي في كاراكاس، في تحدٍّ للقانون والمواثيق الدولية.

المشكلة ليست فقط فيما تريده الولايات المتحدة؛ المشكلة الأخطر هي في ضعاف النفوس الانتهازيين من أهل البلاد ـ أي بلد ـ  الذين ينحنون لتمتطي الولايات المتحدة ظهورهم لتحقيق غاياتها وأهدافها؛ في سورية، ظهر الكثير من هؤلاء، ممن ركعوا للأمريكي وحتى للعدو الإسرائيلي ونفّذوا تعليمات الأعداء التخريبية بالحرف طمعاً في منصبٍ أو كرسيِ حكم، أو للحصول على مبلغ من المال؛ لا يهم هؤلاء سوى أنفسهم وإن أحرقوا البلاد ودمروها.

في فنزويلا، بدأت تتضح أهداف الخطوات الأمريكية شيئاً فشيئاً؛ لقد تفاقمت الأزمة السياسية في كراكاس وتصاعدت المظاهرات، بعد تنصيب رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد بدعم من واشنطن التي سارعت  للاعتراف به مطالبة الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو، بتسليمه السلطة وعدم استخدام العنف ضد المعارضة. المنطق الأمريكي عجيب غريب لأنه يناقض أي قانون وأي شرعة دولية؛ كيف يتخلى مادورو الرئيس الشرعي للبلاد، عن صلاحياته لخوان غوايدو الذي قفز من رئاسة البرلمان ونصّب نفسه رئيساً؟! ترى ماذا لو قامت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الامريكي، بتنصيب نفسها رئيسة للولايات المتحدة؟! ماذا سيكون ردّ فعل الرئيس الأمريكي؛ هل سيغادر المكتب البيضاوي في البيت الأبيض؟! من عيّن قادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وتابعهم بنيامين نتنياهو أوصياء على العالم ليقرروا ما يريدون؟! وهل لدى هؤلاء الكفاءة ليكونوا أوصياء على أنفسهم أولاً، ليكونوا أوصياء على بلدان العالم؟ ما نشاهده من مظاهرات في فرنسا، ومشاكل وانقسامات في بريطانيا والولايات المتحدة، يؤكد أنّ هؤلاء القادة غير مؤهلين لشيء من الخير، فكيف بنتنياهو رمز الفساد والرشوة والكذب والنفاق؟!

يكرر زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو الجريمة التي ارتكبتها ما تسمى المعارضة السورية الخارجية، بحق بلده، بتعاونه مع دول أجنبية واستعانته بها لمواجهة الرئيس المنتخب. وقد تؤدي هذه الخطوات المدعومة من الخارج إلى شرذمة البلاد وتقسيم الجيش الفنزويلي وإلى المزيد من العنف والتخريب والدمار، وقد يقود منطق غوايدو وداعميه الغربيين إلى تمزيق البلاد وتراجع اقتصادها وتفكك مجتمعها... الخ.

 السؤال متى يتوقف بعض الأشخاص عن تقديم مصالحهم وأطماعهم على مصالح شعوبهم وبلدانهم، ومتى تفهم الشعوب الحقيقة قبل فوات الأوان وقبل أن تنساق ساهية خلف هؤلاء المتنفذين المعتاشين على حسابها..؟!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.