تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ســورية غير..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

في بداية الحرب على سورية، وأمام آلة الحرب الإعلامية الرهيبة، انقسم السوريون بين من أخذته هذه الحرب بسطوتها، وبين من وقف في المنتصف لا يعرف ماذا يفعل، وبين قسم انتظر وضوح الرؤية ليقرر الوقوف مع الجانب المنتصر؛ لكن القسم الأهم والأكبر من الشعب السوري وقف إلى جانب دولته وجيشه وقيادته وكله إيمان بالنصر وأبدى استعداداً لدفع أغلى التضحيات لتحقيق هذا النصر، وها هو يقترب من هذه اللحظة الكونية التاريخية الفاصلة.

بعض السوريين، وأمام هول الموقف، ارتبك وضعفت ثقته بإمكان النصر ضد جحافل من الجيوش والأموال والإعلام والخطط وبرامج التدمير والدول الاستعمارية المعادية.. لكن صمود غالبية الشعب السوري ووقوفه خلف جيشه وقيادته، أمدّهما بالعزيمة والثبات والقدرة على التحدي، فكان أن اندفع الأصدقاء للوقوف إلى جانب سورية والعمل على نصرتها. ولقد شكك الكثيرون، مثلاً، بحقيقة الدعم الروسي لسورية وإمكانية استمرار هذا الدعم أمام الضغوط الغربية والمغريات المالية والاقتصادية الأخرى.. وكانوا عند كلّ منعطف أو أزمة يقولون إنه بعد هذه المرحلة ستتخلى روسيا عن سورية كما تخلت عن العراق وليبيا وغيرهما..

لكنهم لا يعلمون أنّ سورية غير الدول الأخرى؛ لسورية خصوصيتها بالنسبة لإيران والصين وروسيا، وللعالم؛ وللوقوف على حقيقة الموقف الروسي، فإن لسورية علاقة روحية مع روسيا، وهذه العلاقة ليست وليدة اليوم، بل تعود للعقود وربما القرون الماضية؛ ولسورية أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا بسبب موقعها الجيوــ سياسي، وإنه لو خرجت روسيا من سورية فإنها ستخرج من الشرق الأوسط، وستكون الحرب عليها مباشرة، على حدودها، على عاصمتها لتدميرها؛ الإرهاب الذي تصدت له روسيا في سورية لم يكن للدفاع عن الجمهورية العربية السورية فقط، بل كان دفاعاً مباشراً عن روسيا ذاتها، وهذه الحقيقة أقرّت بها القيادة الروسية نفسها وأكثر من مرّة..

سورية غير الدول الأخرى لأنها قلب العالم، وهذه ليست للمفاخرة، بل لتأكيد أهمية/ خطر اللعب بهذا القلب وتأثير ذلك على العالم كله!! أجل بعد الحرب على سورية، تغيّر العالم كلياً؛ عادت روسيا إلى المسرح العالمي قوة عظمى من جديد؛ برزت الصين التي تناغمت مع الموقف الروسي الداعم لسورية سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، برزت كقوة اقتصادية تهدد العرش الأمريكي المهترىء؛ أما أوروبا، فأكدت تراجعها وانحدارها وتراجع دورها العالمي، بل وبدأت التشققات تتضح في الجسد الأوروبي والأطلسي أيضاً؛ بعبارة أخرى؛ ارتقى كل من وقف إلى جانب سورية ونصرها واندحر أو تراجع كل من حاربها وعادها..!!

سـورية غير، ولذلك فشلت الحرب على سورية، وفشلُ الحربِ على سورية "خلخل" منظومة العلاقات الدولية القائمة، وبدأ تشكلُ نظامٍ عالمي جديد متعدد الأقطاب، ليس للغرب الكلمة الفصل فيه، بل إنّ قيادة هذا العالم تتحول إلى الشرق؛ سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً والأمثلة كثيرة؛ من مونديال كرة القدم التاريخي الذي انتهى قبل أيام على الأرض الروسية وقد أظهر عمق الحضارة الروسية.. إلى اللجوء الأوروبي للصين واليابان للحماية من السياسة الحمائية للويلات المتحدة.. مروراً بقمة الناتو والهجوم الأمريكي على سياسات ألمانيا... الخ.

سـورية غير، وقد أظهرت الأيام الماضية حقيقة الشعب السوري الذي تحرر من الخوف والإرهاب والتهديد، فعبّر عن طيب محبته وإخلاصه لبلده وحضارته؛ الديمقراطية الحقيقية هي أن يقول الشعب كلمته دون تهديد أو خوف من أي نوع كان؛ وعندما تحرر الشعب السوري من الخوف والتهديد والتضليل، أعلن محبته وتمسكه بوطنه وجيشه وقيادته.. وفي درعا المُحررة مثال كبير لمن يريد أن يعتبر..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.