تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حبل الكذب مهما كان طويلاً.. قصير..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديـع عفيـف

لا يمكن الحكم على النتائج في ظل تجاهل المقدمات. وأي عمل استراتيجي تُقيّم نتائجه في ضوء الأهداف التي وضعت قبل العمل والنتائج التي تحققت بعد الانتهاء من تنفيذه. في المقدمات والأهداف التي أعلنت بداية الحرب على سورية، اعتبر الأعداء القائمون بهذه الحرب أنّ موضوع إسقاط الدولة السورية (ما يسمونه النظام) تحصيل حاصل، وأنّ رحيل الرئيس السوري مسألة أيام، ثم أصبحت أشهراً، ثم بقي الحديث عن رحيله ولكن دون تحديد أي موعد.

ما أنجزته الحرب على سورية والذين شاركوا بهذه الحرب هو في الحقيقة أهدافٌ إسرائيلية بحتة؛ تخريب سورية وتدمير منشآتها وتهجير الشعب السوري وقتل شبابه ومحاولة تدمير الجيش العربي السوري والاقتصاد السوري وكل الإنجازات السورية التي تحققت في السنوات الماضية قبل الحرب، أي قبل عام 2011؛

قبل الحرب على سورية؛ لا ديون خارجية على سورية؛ الأسعار في سورية هي الأرخص في المنطقة والإقليم؛ سورية لديها اكتفاء ذاتي من القمح لأربع سنوات؛ كانت الطبابة مجانية ولا تزال رغم سبع سنوات من الحرب؛ كان التعليم مجانياً ولا يزال؛ الاستقرار والأمن والأمان سمة مميزة في هذا البلد؛ الجيش العربي السوري من أقوى الجيوش في المنطقة؛ الشعب العربي السوري يستقبل مئات آلاف اللاجئين ويفتح بيوته لهم... الخ؛ هذه حقائق ولا أحد يستطيع إنكارها؛ لم يجع الشعب السوري ولم يُهجّر ولم يُضام إلا بعد بدء الحرب الظالمة عليه تحت شعارات منافقة ,مخادعة وكاذبة.

بعد بدء الحرب على سورية، تمت مهاجمة صوامع الحبوب وتخريب المناطق الزراعية والضغط لتجويع السوريين، ومع ذلك لم تُفقد أي مادة غذائية من السوق السورية؛ ارتفعت الأسعار وتضاعفت؛ تهدد الأمن والاستقرار؛ تم تخريب العديد من المدارس والمنشآت التعليمية وتدمير المشافي وسرقة محتوياتها؛ تم استهداف قواعد الدفاع الجوي السورية ومراكز قوة سورية العسكرية؛ هل هذا يحقق الديمقراطية والحرية والتقدّم في أي بلد في العالم..؟! كلا إنها الحرب الممنهجة على سورية بإرادة إسرائيلية وتنفيذ عربي وإقليمي مشترك.

اليوم، وبعد سنوات من الكذب والنفاق العربي العالمي المقرف والمقيت، يريد هؤلاء الذين شنّوا الحرب على سورية، وبناءً على تعليمات أسيادهم الغربيين، العودة إلى دمشق. كيف سيعودون وهم ما زالوا يكذبون؟! يواصلون الكذب بأن هناك محاولة دولية لإعادة تأهيل "النظام السوري"..!!

ماذا فعل "النظام السوري"؟! هل قاتل في تركيا أو هاجم السعودية أو احتلّ قطر؟! هل أرسل الإرهابيين والمرتزقة وموّلهم لتدمير فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة؟! ذنب الدولة السورية أنها صمدت ودافعت عن سيادتها وعن مواطنيها وأفشلت مشاريعهم ومخططاتهم.

اليوم يريدون العودة إلى دمشق، وهم ما زالوا على نفاقهم وأضاليلهم وشعاراتهم المخادعة. كيف لدمشق أن تستقبل مثل هؤلاء المرابين ومشاريعهم وهم ما زالوا يعلنون العداء لسورية وشعبها واستقرارها وقوتها ومنعتها؟! يريدون جوائز ترضية بعد فشل مشاريعهم التخريبية؛ يريدون أن تبيّض دمشق صفحاتهم السوداء على حسابها، لماذا عليها أن تفعل ذلك؟! ليت هؤلاء يقفون مرّة واحدة أمام المرآة وينظرون ليروا صور الشيطان في ملامحهم الشريرة؛

تطهروا قبل الوصول إلى الشام؛ تطهروا قبل أن تطأ أقدامكم أرضها؛ الكذب حيض الرجال.. تطهروا وأوقفوا ألسنتكم عن النفاق والكذب والتضليل.. اخجلوا من أنفسكم ومن تفاهاتكم..

دمشق عطر الياسمين النابت من دم الشهداء الأبرار.. ســورية قلب العالم الذي أردتم إيقافه عن الحياة وفشلتم.. ســـورية أمّة العزّ والمجد والحياة والحضارة والشمس التي لا تغيب..

تطهروا قبل التوجه إلى الشام فلا تستطيع أرض الإيمان احتمالكم مرتين..؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.