تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مدد أمريكي لإنعاش أردوغان في نهاية الشوط..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ستتسلم يوم 21 الشهر الجاري مقاتلتين أمريكيتين من طراز "F-35"، رغم معارضة الكونغرس الأمريكي. أيضاً، وبعد الإعلان الأميركي ــ التركي المشترك، بشأن تسيير دوريات منفصلة في محيط مدينة منبج السورية، استعداداً لإخراج "وحدات حماية الشعب" الكردية نحو شرق الفرات، وهو ما عدّه الوزير التركي، تطوراً مهماً على طريق إعادة العلاقات التركية ــ الأميركية إلى مسارها الطبيعي، أعلن أيضاً اختيار مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، لشغل منصب سفير بلاده في أنقرة. التعيين الجديد هو دعم من إدارة ترامب لإردوغان في توقيت مهم بالنسبة للانتخابات التركية، باعتبار أن السفير السابق كان قد غادر أنقرة قبل أكثر من عام، في فترة شهدت توتراً واسعاً في العلاقات بين البلدين.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن 30 ألف سوري سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقررة يوم الأحد بعدما حصلوا على الجنسية التركية، ومن الطبيعي أن يصوّت هؤلاء لإردوغان الذي يواصل الحديث عن أن بلاده ستشن قريبا هجوما على المناطق السورية المحاذية لتطهيرها من الإرهابيين، وأنّ هذه القوات نجحت في استهداف قادة بحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمالي العراق، وسيطرت على أراض تبلغ مساحتها 400 كم مربع. مع ذلك، يبقى السؤال الجوهري، هو كيف يستقبل الشعب التركي والمعارضة التركية إنجازات إردوغان المزعومة في ظل تراجع الاقتصاد التركي والليرة التركية والثقة الشعبية بالرئيس التركي..؟!

لقد اتفق المرشحون الثلاثة للرئاسة في تركيا، محرم إينجه وميرال أكشينار وتامال كاراموللا أوغلو، على أن اللاجئين السوريين هم السبب في الكثير من المشاكل، وأهمها الاقتصادية، التي تعاني منها تركيا.. وأنّ الأموال التي صرفت على هؤلاء كان بإمكان أردوغان استخدامها لحل العديد من المشاكل الاقتصادية ذات الطابع الإنساني. وبالطبع، يعرف الأتراك أن سياسات أردوغان وانقلابه ضد سورية هو ما تسبب باللجوء السوري إلى تركيا؛ وإذا كان ثلاثون ألفاً من هؤلاء اللاجئين سيصوّتون لإردوغان لأنه منحهم الجنسية، فإن البقية سيتسببون بمقت كبير لدى الأتراك الذين يعتبرونهم عبئاً عليهم.

""ما سيقرر وضع أردوغان ليس فقط العلاقات الخارجية المتذبذبة، بل الوضع الداخلي التركي؛ من سيقرر مصير الرئيس التركي هو الشعب التركي أولاً ونزاهة الانتخابات التركية ثانياً""

أما طائرات الـ"اف35" فلن تسعف إردوغان في حملته الانتخابية رغم سرعتها الفائقة؛ فالجميع يعرف أنها صفقة مشكوك في توقيتها وغاياتها، وأنها أتت متأخرة، كما تعيين السفير الأمريكي الجديد؛ والجميع يعلم أنّ إردوغان وضع أغلب بيضه في السلة الروسية بعدما مُنع من استخدام السلة الأوروبية، المهترئة أصلاً؛ لا أحد في الغرب الأطلسي يقدّم لتركيا اليوم ما تقدمه روسيا، ولذلك نجد تركيا الإردوغانية مع "الناتو" على الورق وفي التاريخ، ومع روسيا والصين على أرض الواقع وفي المستقبل؛ في السياسة والاقتصاد والمال وحتى عبر تهديد التركي للغرب بالدعم الروسي، من شراء صواريخ "أس400" إلى خط الغاز الروسي المتجه إلى أوروبا وغيره الكثير..

مرشّح حزب الشعب الجمهوري، محرم إينجه، اتهم إردوغان، بالشيخوخة والتعب؛ طالبه بالتقاعد والتفرغ لقراءة الكتب التي لم يتعود عليها، لأنه جاهل ولا يحب القراءة؛ اعتبر إينجه أن إردوغان جبان أيضاً لأنه لا يخرج من بيته إلا بحراسة المئات، حتى عندما يذهب إلى الجامع؛ واتهم إينجه، منافسه المغرور بقلّة الوفاء وطعن أصدقائه في ظهورهم؛ باختصار، اعتبر أن إردوغان بات شخصاً مختلفاً كثيراً عمّا كان عليه عندما تسلّم الحكم قبل 15 سنة، لافتاً أيضاً إلى أسلوب حياة إردوغان والقصور الفارهة التي يقيم فيها.

المرشح الرئاسي التركي المعارض عدّد الكثير من الأشياء التي قام بها إردوغان، وأكد أنه في حال فوزه بالانتخابات سيلغي مراسيم الرئيس التركي الجائرة والخاطئة؛ لافتاً إلى "تسييس الرياضة" في البلاد؛ إلى حال الطوارئ؛ إلى إعادة الذين تم طردهم من وظائفهم دون أن يُحاكَموا؛ إلى ضرورة إعادة استقلالية البنك المركزي... الخ؛ منذ زمن لم يسمع الرئيس التركي المتعجرف من يعدد له سيئاته وأشكال اعوجاج سلوكه وانحرافه، وممارساته الخاطئة وآثار سياساته المدمّرة على تركيا والشعب التركي وبلدان الجوار والعالم؛ فهل تأخر المنبّه الجديد أم أنه أتى في الوقت المناسب لإنقاذ إردوغان قبل الغرق أكثر في الفساد والخيانة والتدمير، وإنقاذ تركيا نفسها قبل أن تدمرها السياسات المفلسة للحكومة التركية؟! ربما أصدق تعبير يوصف أردوغان به، هو ما يتهم إردوغان خصومه به.

أياً يكن، فإن أردوغان بتقلبه وعنجهيته بات على المحك؛ من سيقرر مصيره هو الشعب التركي الذي صبر طويلاً وخُدِع كثيراً.. ولكنّ الخوف هو أن يعمد السلطان العثماني المريض إلى تزوير الانتخابات القادمة بعد أيام، وهو لديه كل الوسائل والإمكانات لذلك؛ من إعلام وأجهزة أمنية وشرطة والأهم تملّكه عقلية قمعية استبدادية تسعى لاستمرار الوضع على ما هو عليه..

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.