تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لا تكتب عن جريمة اليمن.. حتى لا تشارك فيها..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

        أوردت وكالات الأنباء خبراً مفاده أنّ سويسرا تنوي السماح ببيع أسلحة لدول تشهد "نزاعات مسلحة داخلية"، وفق شروط معينة. وأعلنت الحكومة السويسرية في بيان لها أنه "... يجب أن يكون بالإمكان إصدار سماح بالتصدير، ما لم يكن هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن المعدات الحربية المعدة للتصدير ستستخدم في نزاع داخلي مسلح. السؤال البسيط الذي يطرح نفسه: لماذا تشتري أطراف داخلية في بلد ما يواجه حرباً داخلية السلاح إنْ لم يكن لاستخدامه؛ الأطراف المشاركة في نزاع داخلي تشتري السلاح لاستخدامه بالقتل والموت وليس للزينة والعرض، وليست "البواريد وقاذفات الصواريخ نكاشات أسنان.. ولا القنابل المتفجرة عبوات حليب للأطفال"..؟!!

منذ أيام أيضاً، والحديث عن هجوم التحالف الدولي على ميناء "الحديدة" اليمني يتصاعد؛ كأن قوات التحالف السعودي الإماراتي المدعوم غربياً من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة هناك هي من أهل البلد والمدافعة عنه.. وكأن جماعة أنصار الحوثي هم الغرباء والمحتلون الذين تُخاض الحرب ضدّهم لإخراجهم من الأرض التي احتلوها؛ أين سيذهب الحوثيون إذا خسروا الحرب؟! هم يمنيون حتى العظم ولن يذهبوا إلى أي مكان في العالم وهذه أرضهم وهذه بلادهم.. والحرب غير المتكافئة، وإنْ طالت عليهم، فسوف يخسرها التحالف الدولي الغريب الهجين الدخيل، لأن الأرض لا تخذل أصحابها المتمسكين بها.. لكنّ المؤلم أو المقزّز في الموضوع أنّ من يشنون الهجوم على الحديدة وعلى الحوثيين، يتحدثون عن الإنسانية والقيم والمساعدات والبناء وكأنهم هناك لزراعة الحدائق.. وكأنهم هناك لبناء الدارس والمستشفيات ومعالجة المرضى.. تباً للمتسلطين عندما ينافقون دون خجل أو وخزة ضمير أو ذرّة إنسانية..؟!!

العالم المنافق يتحدث عن مخاوفه من أزمة إنسانية في الحديدة إذا واصلت قوات التحالف الحرب هناك.. هل حقاً؟!! إذن، ما الذي يمنع هذا العالم من إيقاف الهجوم العدواني الغبي الذي تقوم به السعودية والإمارات؟!! بالطبع لن تنزعج الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من الحرب على الحوثيين.. ولو أنّ هذه البلدان الثلاثة غير مشاركة في هذا العدوان تخطيطاً وتنفيذاً، لأمرت بلحظة بإيقافه، ولتوقف. عندما تسمح بلدان كبرى بشنّ الحرب وتؤمّن كل وسائل القيام بها؛ السلاح والتغطية السياسية والدبلوماسية.. يكون من العار جداً، بل من المقرف أن تذرف دموع التماسيح وأن تتلطى خلف الحديث عن الإنسانية؟؟! إنّ الحديث عن الإنسانية في مثل هذه الحالات جريمة حرب أخرى ضد القيم والمبادئ والأخلاق، ومشاركة وقحة في تغطية حرب القتل والتدمير والموت.

لعل السؤال الساذج الغريب، البعيد الاحتمال، الذي يطرح نفسه هو؛ ماذا لو أنّ قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي اتجهت لتحرير فلسطين، والهجوم على قوات الاحتلال الإسرائيلي لدحرها؟! هل كانت الدول الغربية الاستعمارية ستسمح بالتحدث عن حربٍ لنصرة القيم والإنسانية؛ أكثر من النفاق وأشدّ من الوقاحة ذاك الحديث الذي يطلع به ويكرره من يشعل نار الحرب ثم يعود ليتحدث عن مخاطرها وتبعاتها وكيف يطفئها... وعن الإنسانية والعدالة والقيم.. هذا "اللغو" المتعمد يهدف إلى تمييع الأمور وإطالة الحرب وزيادة الخسائر.

أخشى وأنا أكتب هذه الكلمات أن أكون مشاركاً أيضاً في هذه الحرب على الشعب اليميني الفقير؛ التركيز على أي أمر في اليمن بعيداً عن فضح صورة الحرب العدوانية على اليمن وضحايا هذه الحرب وآثارها المدمّرة هو مشاركة في هذه الحرب؛ منذ أربع سنوات وكلما زاد الحديث عن الحلّ في اليمن، والإنسانية في اليمن، ومساعدة اليمن والشعب اليمني، كلما زاد القتل والموت والدمار والخراب في اليمن؛ أجل إنّ أقذر الحروب تُخاض دائماً تحت أنبل الشعارات لتغطية العار وتبرير الموت والفواجع...

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.