لبى الفنان غسان مسعود دعوة المركز الثقافي في سلمية بصفته محاوراً للجمهور وليس محاضراً ومنظراً ومع ذلك أعطى للدقائق الأولى من الحوار ملامح وبداية ظهور الدراما السورية حيث بدأت بخجل شديد مع نقص بكل ما يخص هذا الفن الذي ولد من المسرح والسينما وفي الستينيات والسبعينيات أراد مخرجو السينما نقل بعض معارفهم التقنية إلى التلفزيون الذي بدأ بتجارب عفوية تستحق الاعجاب فكان المخرج هيثم حقي من أبرز المخرجين الذين استخدموا الكاميرا الواحدة في التلفزيون ثم توافدت التجارب ودخل دم جديد شكل نقلة نوعية لكل المفاهيم الفنية في ثمانينات القرن الماضي، إلى أن دخلت ثورة رأسمال الفن وعصر الفضاء مرحلتها الذهبية التي مازالت مستمرة عبر دعم ما سمي في زمننا - نموذج التسلية - التلفزيون - الذي يعتبره فناً مفروضاً وليس قائماً على خيار المتلقي.
ورأى الفنان مسعود أن الدراما السورية واقعة في مرحلة حرجة وقلقة إذا لم تنظر في أخطائها وتثمر الجيد ورفض أن يكون التلفزيون الوسيلة الأنسب لمعالجة القضايا الاجتماعية بالعمق لأن المعالجة الأنسب لهذه القضايا للمسرح والسينما، إلا أن الجمهور ذكر بأعمال نقلت الواقع بشفافية كمسلسل (التغريبة الفلسطينية) وانتقل مسعود للحديث عن آلية السوق والمعادلة التي يتم من خلالها الترويج للأعمال برمتها، حيث ذكر أنه لابد لخلق حالة من التوازن من إيجاد عشرة أعمال متميزة ضمن مجموعة كبيرة من الأعمال حتى تستطيع الشركات الإنتاجية تمرير باقي الأعمال وتسويقها ،لذا لابد من وجود أعمال مستثناة من السطحية في المعالجة وبريئة من تخريب ذوق المشاهد.
أما الجمهور فليس مقياساً للذوق العام - للأسف - فإن جمهور التلفزيون مخترق بشكل كارثي بفعل التضليل الذي تمارسه الفضائيات ولا يعتبر نجاح أي عمل تلفزيوني جماهيرياً هو نجاح حقيقي وبغياب وجود استراتيجية عربية بشأن الذوق الفني فإننا يجب أن نشتغل على وعي مضاد للوعي المبتذل.
وقد استفز الفنان مسعود - بسؤال أحد الحضور عندما ذكر له المسلسلات التركية والنجاح الذي تحققه طالباً منه الاستفادة السورية منها.
فقال: إن هذه المسلسلات تعرض على قناة أو قناتين في تركيا من أصل 200 محطة وأبطالها غير معروفين وغير مدعوين إلى المحافل التكريمية أو إلى أي محفل فني أو ثقافي وهم لايقدمون شيئاً فماذا نستفيد منهم؟
