مصدر الصورة
sns
حظي جمهور مسرح معرض دمشق الدولي القديم مساء أمس بعرض من الطراز الرفيع حمل عنوان (الملكة ضيفة خاتون) أعادهم إلى زمن صلاح الدين الأيوبي وقت كانت حلب في عزها ومنعتها وقبلة لرواد العلم والجمال.
وتدور أحداث العرض في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي من تاريخ حلب في زمن حكم الملك العادل شقيق صلاح الدين الذي تنجب زوجته في القلعة بنتاً يسميها ضيفة ثم يأتي مرسوم من السلطان صلاح الدين بنقل أخيه الملك العادل إلى مصر لحكمها وتعيين ابنه الظاهر غازي حاكماً لحلب ثم ينتقل العرض إلى طلب الظاهر غازي يد ابنة عمه ضيفة لترتحل من مصر إلى حلب لتزف إلى الملك الظاهر غازي ويصبح اسمها الملكة ضيفة خاتون.
كما يستعرض العمل تجديد الظاهر غازي لعمارة حلب وتقويته لأسوارها وقلعتها وإرساله المحراب الحلبي إلى بيت المقدس وخاتون تحمل في أحشائها جنيناً سيصبح فيما بعد الملك العزيز محمد.
وتتطور حبكة العرض بوفاة الظاهر غازي لتصبح ضيفة خاتون وصية على ابنها محمد العزيز واستلام الملك فعلياً لتنشر الازدهار وتخفض الضرائب وتنشط التجارة والصناعة وتمد قساطل المياه وتبني المدارس والخانقاهات من أبرزها جامعة الفردوس الكبرى ولتخوض المعارك ظافرة ضد الأعداء.
وقد أعطت سينوغرافيا المسرحية مناخاً مشبعاً بالضوء الخافت الذي يوحي بسحر التاريخ وصور القلاع المضاءة ومجالسها الداخلية، كما استطاع المخرج أن يحسن استخدام الضوء والقماش بفعالية لا تتناقض مع تاريخية العمل، بل كان الانتقال سلساً لا يمكن التنبه له إلا لقوة فكرته، اذ يخرج الراقص، من قلب حائط قماشي ضوئي، كخروج اليرقة من الشرنقة.
ويبرز العمل في نهايته دور المرأة العربية الحضاري ومقدرتها الإدارية والعلمية والاجتماعية إلى جانب كونها زوجة صالحة وأماً مثالية.
كما يعرض لوقفة خاتون مع التيار الصوفي في حلب ومن أبرز رجالاته وشيوخ طريقته شهيد حلب السهروردي واستقبال الظاهر غازي للشيخ محيي الدين بن عربي.
يذكر أن العرض فكرة وإشراف ومادة تاريخية للدكتور محمد قجة والمراجعة الأدبية وليد إخلاصي تأليف وسيناريو وحوار وأشعار محمد أبو معتوق موسيقا محمد هباش أزياء فيكتوريا الطنجي ديكور معد الراهب كريوغراف ألبينا بيلوفا إخراج جهاد مفلح.
