تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قوة الموقف السوري في جنيف!!

                                                                                                                                      22 /1/2014

أرسلت الجمهورية العربية السورية وفداً مهماً إلى مؤتمر جنيف2 في سويسرا. الوفد، ومنذ أن أعلن عن تشكيله شكّل ضغطاً نفسياً ومعنوياً على أعداء سورية وسبّب إرباكاً لهم، لأنهم أدركوا أن هذا الوفد ذاهب ليس للتنازل عن الثوابت السورية المعلنة والمعروفة، بل للدفاع عنها وتثبيتها، في هذا المحفل الدولي وأمام العالم كلّه. ولعّل السيد وزير الخارجية وليد المعلم كان خير مثال اليوم الأربعاء على المقاتل الصبور الجسور الخبير الذي أسكت من حاول إسكاته وحاصر من حاول محاصرته وردّ الاتهامات والأكاذيب وفنّدها وورّط أصحابها بها. فما الذي استند إليه الوفد السوري برئاسة الوزير المعلم حتى يتصرف بهذا الجلَد والقوة والحزم؟! هناك مسائل ونقاط كثيرة يمكن الحديث عن بعضها:

أولاً، الوفد السوري برئاسة الوزير المعلم يمثل الجمهورية العربية السورية؛ قيادة وجيشاً وشعباً وهو يعرف أنه يحمل هموم هؤلاء جميعاً وطموحاتهم وأمانيهم وأحلامهم، والأهم ثقتهم، وينطق باسمهم ويدافع عن كلّ قضاياهم وهذه مسؤولية كبيرة ومقدسة يدركها الوفد ويقدّرها ويجلّها، ولكنها ليست سبباً للخوف أو القلق من عبئها، بل لاكتساب المزيد من الثقة بالنفس التي أظهرها "المعلم" الوزير المعلم والوفد الرفيع المرافق. والوفد السوري يعرف ويدرك ويؤمن أنه يستند في مواقفه إلى الحق السوري الذي هو ذاهب للدفاع عنه وتحصيله. وكل هذا يفتقد إليه أعداء سورية سواء ما سمي بوفد المعارضة الجرباء أو داعميه العرب والإقليميين والدوليين.

ثانياً، الوضع الميداني الذي فرضه تقدم الجيش العربي السوري على الأرض وتراجع أحلام وأوهام المسلحين الإرهابيين بتحقيق أي نصر عسكري أو تشكيل أي تهديد حقيقي للدولة السورية يمكن أن يصرف في السياسة وفي مؤتمر جنيف. وهذا التقدم على مساحة سورية هو ما حقق وعزز الصمود السوري منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم. وإذا ما أخذنا التراجع الميداني للإرهابيين وتراجع المساحات التي كانوا يسيطرون عليها، أدركنا الضعف المعنوي الذي يسببه ذلك لهم ولتجار الحروب ومصاصي الدماء الذين يدعمونهم سواء في السعودية وقطر أو تركيا والولايات المتحدة وغيرها. وهذا بالمقابل دعّم حقيقة الانتصار السوري القادم الذي بدأ بتحقيقه وصنعه الجيش العربي السوري، والذي يتم الاتكاء عليه في جنيف الآن.

ثالثاً، تفكك جبهة أعداء سورية بعد الهزائم التي ألحقت بهم خلال السنوات الثلاث الماضية. ولعل السبب الأول في هزيمة هؤلاء هو فشلهم في تحقيق أي من الأهداف التي رفعوها وحاولوا تحقيقها، وأهمها إسقاط الدولة السورية أو إزاحة الرئيس السوري أو النيل من معنوياتهما. بل إن كل الشعارات والمهل التي أطلقوها وحددوها لتحقيق ذلك انقلبت عبئاً عليهم وفضيحة لهم وأثبتت قصر نظرهم وجهلهم وعدم إدراكهم لحقيقة قوة سورية. لقد فشلت الحرب على سورية عسكرياً وسياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً، وهذا الفشل انعكس ليس على أعداء سورية الخارجيين أو الإرهابيين الذي يقاتلون في سورية، بل انعكس بالداخل السوري حيث بدأ الكثيرون ممن كانوا يصدّقون أو يُخدعَون بأكاذيب وخداع هؤلاء بالتراجع عن مواقفهم والعودة إلى كنف الدولة ومؤسساتها مما أفقد المسلحين أي حاضنة شعبية لهم، وهذا ما يفسّر سبب الكثير ممن المجازر التي ارتكبوها ويرتكبونها.

رابعاً، ثبات أصدقاء سورية على مواقفهم الداعمة للموقف السوري الحق، بل وتطوير هذا الثبات والدعم وتنويعه، لمنع أي انتصار قد يفكر به أعداء سورية ناهيك عن تحقيقه. والحقيقة أن أعداء سورية راهنوا كثيراً ـ أو حاولوا اللعب على ذلك ـ على تراجع مواقف روسيا أو الصين أو تغيير الموقف الإيراني أو النجاح بتهديد حزب الله أو العديد من الدول الأخرى المؤيدة لسورية، ولكن آمالهم وأحلامهم فشلت وذهبت أدراج الرياح. وهذا التحصين الخارجي الدولي للموقف السوري ـ أكثر من نصف العالم مع سورية ـ زاد الموقف السوري الحقّ صلابة وقوة ومنعة.

سورية اليوم، وعبر معلمها ومساعديه الجسورين والذين حملوا توجيهات وثقة الرئيس بشار الأسد قبل سفرهم، اغتنمت فرصة دولية ومنبراً عالمياً مهماً للدفاع عن حقوقها والذود عنها وقد أبرعت وأبدعت وهذا ما كنا نتوقعه وننتظره ولا نشك أبداً في تحقيقه. أما "خرفان" المعارضة فأدخلهم السفير الأمريكي إلى قاعة الاجتماع وهو يهشّ عليهم وربما استحى أن يستخدم السوط على ظهورهم أمام هذا العدد الكبير من الحضور!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.