تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية تبرر لإسرائيل احتلال وتهديم الأقصى!!

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                                                                            11/1/2014

 

من الصعب الإحاطة بالقيمة العظيمة المطلقة لتلك الآثار التي طمستها القيادة الوهابية في السعودية، لكن الأخطر من ذلك بالمعنى والدلالات، هو قيام سلطات المملكة بهدم بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، بمدينة مكة بالقرب من الحرم الشريف المتكون من المدخل وثلاث غرف، منها غرفة الرسول والسيدة خديجة وغرفة أولاد الرسول والغرفة التي ولدت بها السيدة فاطمة الزهراء، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف وأربعمائة سنة. إنه أمرٌ بالغ الخطورة والقسوة والهمجية، لاسيما إذا علمنا أن المكان الأثري دُفن تماماً وأضيف إلى الساحات المحيطة بالحرم وبني فوقه دورات مياه عامة!

والسؤال عن سبب التخريب والإقصاء المتعمد ضد كل ما يتعلق بالرسول الكريم وأهل بيته، يعيدنا إلى ما حدث في أفغانستان من هدم الآثار البوذية والتشابه مع ما يحدث في السعودية؛ فهذا التخلف واحد والأفكار المتحجرة هي نفسها! الذين هدموا الآثار في أفغانستان والذين هدموا بيت الرسول والآثار بمكة والمدينة المنورة وكذلك الإرهابيين التكفيريين الذين يقومون بالعمليات الإرهابية في السعودية والعراق وسورية ولبنان ومصر، كلهم أتباع محمد بن عبد الوهاب. هل المحافظة على الآثار محرمة في العرف السعودي؟ كلا ليست كذلك. ولو كانت كذلك، فلماذا هناك هيئة رسمية للأثار ومتاحف تضم بعض القطع الأثرية السخيفة التي تعود إلى مائة أو مائتين سنة، فيما تهدم آثار عظيمة عمرها يعود إلى آلاف السنين!!

لقد سلطت صحيفة الاندبندنت البريطانية الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها السعودية بحق الآثار والأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة، ولجوئها إلى هدم الكثير من المواقع الأثرية الإسلامية بحجة توسيع المسجد النبوي ليصبح أكبر مسجد في العالم، إضافة إلى خطط لبناء المراكز التجارية ومحطات التسوق. وجاء تقرير الاندبندنت، بعنوان: "السعودية تدمّر تاريخ الإسلام بالبلدوزر". ووفقاً للتقرير، تمّ في فترات سابقة، جرف عدد من المواقع في مكة والمدينة لبناء الفنادق الفخمة والأبراج السكنية ومراكز التسوق. وتتساءل الاندبندنت في ظلّ انتفاض السعودية ضد أي شيء قد يمس الرسول (ص)، عن السبب الذي جعل منزل السيدة خديجة زوجة النبي، عليهما السلام، يستبدل بمراحيض للعموم، أو عن هدم المساجد الخمسة أو السبعة التي شهدت غزوة الخندق؟ أو عن وضع ديناميت لهدم مسجد في مكة يعود لأيام النبي (ص)، أو إزالة جامع أبي بكر حيث أقيمت مكانه آلة لسحب الأموال (ATM)، أو عن تحويل مواقع المعارك كموقعة بدر، مثلاً، إلى مواقف للسيارات، وأُنشاء فندق هيلتون مكان منزل أبو بكر، وتحوّل جامع أبو قبيس إلى قصر ملكي؟!

وذكرت معلومات أخرى أنّ الأسوأ، هو أن مبدأ تحديث مكة المكرمة غيّر قوانين الصلاة فيها. ففي المسجد الحرام يقف كل المسلمين بتساو، لكن المشاريع الإعمارية التي سمحت بها "السعودة" كسرت هذا المبدأ وأعطت لأصحاب المال والنفوذ القدرة على النظر الى الجامع من فوق، إذ يكفي أن يدفع المصلي ثمن إيجار الغرفة والشقة الفخمة حتى يحصل على خدمة لا يقرّ بها الإسلام.

تصورا أن يهدم بيت الرسول الكريم ليقام مكانه حمامات ومراكز تسوق، وأن تخصص أماكن للجاهات، فيما الرسول الكريم يؤكد أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى؟! وبعد ذلك يُقال إنه خادم الحرمين الشريفين!! عن أي خدمة تتحدثون يا سادة؛ المؤمنون يأتون من آخر بقاع العالم إلى الديار المقدسة للتبرك بالأماكن التي عاش فيها الرسول وآله وصحبه، ولم يأتوا ليروا فسق آل سعود وكفرهم وطغيانهم وتماثيلهم هبل واللات والعزة!!

لكن الأخطر من ذلك، أن تبعات تصرفات آل سعود الوهابية الظلامية تمتد خارج أرض الحجاز ونجد وشبه الجزيرة العربية!! فبعد الذي قامت به القيادة السعودية وجدت إسرائيلُ الفرصة سانحة لتتمسك أكثر من أي وقت مضى بالمسجد الأقصى على إنه هيكل سليمان. وطالما أفرغت السعودية الأماكن المقدّسة من أهميتها ورمزيتها الدينية والتاريخية، ثم دمرتها وغيّبتها عن الوجود، لا شك بأن إسرائيل ستحذو حذوها ولن تقف عند حدّ، بعد الذرائع السعودية، خاصة أن أحداً لم يحاسب القيادة السعودية على ما اقترفته يداها الآثمتان ـ حتى المنظمات الدولية مثل اليونيسكو لم تفعل شيئاً ـ فلماذا لا تقلّد إسرائيل القيادة الوهابية وهي المدعومة أمريكياً وغربياً وحتى سعودياً؟!! لقد سنّت القيادة الوهابية التكفيرية السعودية سنّة سيئة كعادتها، ولن يلتقي معها في تأييدها وممارستها غير الصهاينة في إسرائيل وخارجها!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.