تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا: اللي طلّع الحمار على الشجرة، ينزلوا؟؟

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                      3/12/2013

 

كانت نتيجة سياسة "صفر مشاكل" مع الجيران، التي رفعتها شعاراً حكومة حزب العدالة في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داؤود أوغلو، هي "صفر علاقات" مع الجيران والمنطقة، لأن الشعار لم يكن صادقاً ولم يعبّر عن جوهر السياسات التركية، بل كان للتمويه والتعمية على السياسات الحقيقية للحكومة الأردوغانية والتوجهات الإسلامية العثمانية السلجوقية الجديدة للهيمنة على في الإقليم.

وقد ظهرت تركيا في أوج عزلتها بعد فشل السياسات "التدخلية" في سورية ومحاولتها قلب نظام الحكم وتخريب الدولة السورية وتدمير بنيتها التحتية والمجتمعية، وسرقة المصانع والمنتجات السورية وإدخال السلاح والمسلحين إلى سورية. لقد أغلقت تركيا الباب على نفسها، وخسرت المدّ الانفتاحي السياسي والاقتصادي، الذي أمنته لها البوابة السورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

الآن، وقبيل الانتخابات التركية تحاول حكومة أردوغان عبر ثعلبها داؤود أوغلو، كسر طوق العزلة ومحاولة الخروج إلى دول الجوار بوجه(قناع) جديد، لاسيما بعد الاتفاق بشأن السلاح الكيماوي السوري، والآخر بشأن النووي الإيراني. وهي بدأت زيارات إلى العراق وإيران مستغلة الزخم الحاصل لبدء مرحلة جديدة، مع هذين الطرفين، وللاستفادة منهما في فتح أبواب أخرى في المنطقة ولاسيما بوابة دمشق.

وربما تعتقد الحكومة الأردوغانية وثعلبها أن ذاكرة السوريين، مثقوبة، وأنهم نسوا دورها القذر وسلوكها وخيانتها للاتفاقات مع الجمهورية العربية السورية وانقلابها على الصداقة التي أبدتها ودعمتها سورية، والسير بالاتجاه المعاكس معلنة الحرب على سورية. وللتذكير، فقبل عدة أشهر أكد الرئيس بشار الأسد أن أردوغان لم يقل كلمة صدق منذ بدء الأزمة السورية؛ فهل يمكن تصديق أردوغان أو وزير خارجيته الآن وبعد كل الذي فعلاه؟!!

أكثر من ذلك، فإنه، ورغم حاجة أردوغان وحكومته للانفتاح على العراقي والإيراني، وفي عزّ محاولة تحقيق ذلك، حاول أردوغان إبرام اتفاقات نفطية مع إقليم كردستان العراقي، ومن وراء ظهر الحكومة المركزية في العراق التي أزعجها الأمر وردّت عليه. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن أردوغان لم ولن يتغيّر، وأنه ليس صادقاً في نياته ولا مخلصاً في توجهاته. وهذا يؤخر بل وربما يمنع أي تقارب معه ومع حكومته.

المشكلة مع أردوغان وحكومته ووزير خارجيته لا تحل بالسياسة، لأنها مختلفة عن المشاكل مع الأطراف الآخرين: المشكلة هي مشكلة ثقة مفقودة وخيانة. باختصار؛ أردوغان ووزير خارجيته لا يمكن الوثوق بهما. ولذلك سيكون من الصعب جداً العمل معهما بأي شكل من الأشكال. ومَن هو أصل المشكلة والبلاء والفوضى والخراب لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل والصلح وإعادة الإعمار.

أردوغان وأغلب حكومته ووزير خارجيته في مأزق حقيقي وإعادة تموضع تركيا، تتطلب أكثر من زيارات وتصريحات لا أحد يصدقها؛ تتطلب تغيير وجه تركيا وجوهر سياساتها ونظرتها إلى الجيران والمحيط والإقليم؛ تتطلب وقف التدخل بشؤون الآخرين وإيذائهم، وتتطلب على الأقل دفع ثمن الأضرار التي تسببت بها للجيران ولاسيما سورية، ومحاسبة المسؤولين عن قتل الأبرياء. والأهم أنها تتطلب الاعتذار عما قامت به والاعتراف بالحقيقة ووقف مسلسل الأكاذيب الأردوغاني الطويل والممل والمكشوف.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.