تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: الجامعة العربية والذين لا يختشون!!

                                                                                                                               30/11/2013

بين الفينة والأخرى، يخرج الأمين العام لما يسمى الجامعة العربية، نبيل العربي، في حوارات أو لقاءات تلفزيونية أو صحفية مكتوبة ليؤكد أنه ما زال على قيد الحياة هو وجامعته "المهتوكة" العرض والشرف والكرامة.

لم تكن الجامعة العربية يوماً موضوع احترام وأمل المواطن العربي، وقراراتها لم تلامس أيضاً وعبر تاريخها، هموم وطموحات وتطلعات المواطن العربي الذي يفترض أنها تمثله وتسعى لتحقيق أهدافه وتستجيب لآماله في التطوّر والاستقرار والعلم والثقافة والازدهار... والوحدة العربية!! الوحدة العربية؟؟ أي جنون ما بعده جنون هذا الكلام في اتهام الجامعة التي تعمل على تفرقة الدول العربية وضدها!!

ولقد تحملت سورية ولسنوات طوال سخافة  وضحالة معظم المسؤولين العرب وكانت تنتظر أن يأتي فجر جديد ربما يكون أفضل، تسعى فيه الدول العربية عبر مؤسسة الجامعة لأن تبدأ ببناء غد أفضل. فكان أن أتى زمان جُمّدت فيه عضوية سورية في الجامعة العربية.  في الحقيقة، لم تُعامل إسرائيل يوماً  بالقسوة التي عُوملت به سورية في العامين الماضيين من قبل العرب وجامعتهم وأمراء النفط ومتسلقي المكانة وطالبي الظهور؛ أصبحت الجامعة العبرية. فقط تغيّر موقع حرف الباء في الكلمة ليشير إلى الحقيقة التي ظلّت مخفية لسنوات.. غُيّبت كل القضايا العربية لصالح تهشيم سورية: وكأن فلسطين لم تعد محتلة؛ والسودان لم يقسّم.. واليمن ينعم بخالص الاستقرار، وكذا ليبيا.... الخ.  

 يا للعار، للزمن الذي أصبح فيه الثعلب يحاكم الأسد على ضعفه ويتهمه بالمكر.. أجل، في "غياب الأصايل أسرجنا على الكلاب"؟!!

"نبيل العبري" الكافر بالعرب والعروبة، يؤكد قبل أيام، دون حَياء، أن تجميد عضوية سورية في مؤسسته الصهيونية "المهتوكة" يتوقف على نتائج مؤتمر جنيف2. لست أدري لمن يتبرع "العبري" بالحديث والتصريح والهرج، ولستُ أدري مَن قال إن سورية تركض وتلهث للعودة إلى حظيرة الأغنام؟ إنّ أكبر شرف لسورية أن الجامعة الصهيونية لم تقف إلى جانب سورية في محنتها، بل كانت في مقدمة سرية الحرب على الشام وأهلها. وعليه، فإن سورية ليست بحاجة للعودة إلى هذه القذارة بعدما تخلصت من أزمتها وهي تحاول تنظيف نفسها من بقايا الأوجاع والمرض؛ الأزمة. وهي ستترك لنبيل العبري وأغنامه أن يمعنوا في الثغاء حتى يشبعون، وهم ليس المواطن العربي والشرفاء من القادة العرب الذي لم يتخلوا عن سورية رغم كل التهديدات والضغوط التي مورست عليهم.

المواطنون العرب الذي وقفوا إلى جانب سورية من المحيط إلى الخليج، والمسؤولون العرب الذين قدّروا الوضع في سورية ولم يضعوا أيديهم بأيدي المعتدين والإسرائيليين كما فعل ويفعل آل سعود، تَعِدَهم سورية أنها ستبقى كما كانت؛ لن تتخلى عن عروبتها لأنها لا يمكن أن تتخلى عن ذاتها، وهذا المؤكد لا يحتاج إلى تأكيد، ولهؤلاء نؤكد أننا سنعمل معاً لتكون هناك مؤسسات عربية حقيقية جديدة تعكس طموحات العرب وأمانيهم، وتعمل على تحقيق الأمل العربي ونقله إلى واقع عملي معاش، وليس كيانات صهيونية تسعى لتفرقة العرب وقتلهم باسم الجامعة أو باسم آل سعود وآل ثاني.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.