تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرعب السعودي أمام تطورات المنطقة.. وانعدام الرؤية!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                 28/11/2013

"في قصة أليسْ في بلاد العجائب، تسأل أليسْ القطة؛ أي طريق عليّ أن أسلك؟ وحيث أنّ أليسْ لا تعرف أي مكان تريد الذهاب إليه وليس لديها هدفاً محدداً أو وجهة تقصدها، تجيب القطة: يمكنك أن تسلكي أي طريق!!".

هذه القصة القصيرة تكاد تكون حال المملكة السعودية في وضعها الراهن، وقد تخلت عنها حليفتها الولايات المتحدة وتركتها في منتصف الطريق وسط عواصف وتقلبات سياسية وأمنية تجتاح المنطقة والعلاقات الدولية. ولذلك ليس غريباً أن تُصاب المملكة بالخوف والفزع والهلع والقلق وبالدوار بسبب ضبابية الموقف وانعدام وجود رؤية سعودية لما بعد. وهذا "القلق" و"الفزع" عبّر عنهما كاتبان سعوديان مهمان في كل من صحيفتي الرياض السعودية والحياة اللندنية التي تمولها وتمتلكها السعودية.

ففي افتتاحية الرياض(28/11/2013) لفت يوسف الكويليت إلى أن التفكير بالحركة المتسارعة للتطورات لعله "لا يدعونا للفزع". وفي الحياة(28/11/2013)، اعتبر خالد الدخيل في مقاله "القلق السعودي من الاتفاق الأميركي – الإيراني"، أيضاً أن الاتفاق يجب أن "يكون مثار قلق، لكن بالتأكيد ليس فزعاً". وحاول الكاتبان استعراض أسباب القلق أو الخوف أو الفزع السعودي؛ اعترفا ببعض الحقائق وأنكرا بعض الحقائق، وحملا الآخرين مسؤولية الإخفاقات السعودية، واعترافا متأخرَين من دون أن يقصدا بخطأ الاعتماد على قوة الغير (الولايات المتحدة) لحماية المملكة.

المشكلة التي تواجه القيادة السعودية هي عدم وجود رؤية سعودية واضحة لمصالح وأهداف المملكة، بسبب طول اعتمادها على الدعم الأمريكي والأمن الذي كان يوفره لها. ومن هذه المشكلة الأساس والإستراتيجية، تتفرع الآن و"تتفرّخ" المشاكل الأخرى. السعودية تواجه الآن تغيّر موازين القوى العالمية والإقليمية وحيدة تماماً. كانت تهدد محور المقاومة والممانعة بالولايات المتحدة، فإذا بالأخيرة تخطب ودّ إيران في اتفاق تاريخي ومصيري، وتقترب من هذا الحلف بعدما فرض نفسه بصموده، وبكل الوسائل والأساليب. ومَن يراقب الحركة التركية تجاه العراق وإيران، يدرك حجم القلق التركي والعزلة التركية ومحاولة البحث عن مخارج، فكيف بالسعودية وهي التي اكتشفت أن الزواج الأمريكي ـ الإيراني تمت خطوبته في حديقتها الخلفية؛ سلطنة عُمان، التي تعتبرها المملكة امتداداً لسياساتها مع بقية إمارات الخليج العربي!! بالطبع ليست سلطنة عُمان وحدها من ترفض الإملاءات السعودية والفوقية السعودية والتخلف السعودي، ولكن قطر أيضاً تطمح لأن تكون أكثر من "بنك وتلفزيون"، وغيرها آخرون. ألم يرفض الخليجيون فكرة الملك السعودي بالاتحاد؟!!

ألم تطرد المملكة عشرات آلاف العمال اليمنيين من العاملين فيها، وتفقر عائلاتهم وما تزال تعمل على بناء حاجز بينها وبين اليمن، مقتدية بالحاجز الذي بنته إسرائيل بين المناطق الفلسطينية المحتلة؟!! ألا تتدخل السعودية في البحرين وضد الشعب البحريني لمساعدة ملك البحرين وعمّه "المعظّم"؟؟ أليست هي من يمول ويرسل السيارات المفخخة والانتحاريين والمجرمين إلى العراق وسورية ولبنان؟ وبعد؛ ألم تكشف الأمطار الأخيرة هشاشة البنية التحتية لمملكة الرمال المتحركة؟؟

والآن تعيش المملكة ـ أليسْ في بلاد الضباب، مشكلة انعدام الرؤية والشكوك بالجيران والخوف من خيارات الأصدقاء وتقلباتهم، والأهم عدم القدرة على قراءة المستجدات وابتكار الحلول بالشكل الصحيح. وحتى الحلول التي يقدّمها خالد الدخيل في مقالته في الحياة، تكشف تأخر المملكة عن الواقع سنوات إن لم نقل أكثر. نقطة الضعف الأساسية التي تعاني منها السعودية هي عدم اعتمادها يوماً على ذاتها وعدم بناء قدرات ذاتية توازي الدور الذي تطالب وتحلم به، وعدم قراءتها للأمور بموضوعية وواقعية!

هل شاخت سياسة أليسْ السعودية كقيادتها؟

تجيب القطة: يمكنك أن تسلكي أي طريق!!.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.