تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: أزمات القيادة السعودية .. مكانك راوح

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                     26/11/2013

منذ عشرات السنين والقيادة السعودية تعتبر نفسها فوق الجميع في الداخل والخارج، متحصنة بالحماية الأمريكية لها مقابل النفط الذي تقدمه والعقود التي تنفذها مع الأمريكان. وهذه العجرفة تركت، على مدى الأيام، آثارها على الشعب السعودي وولّدت أزمات عديدة، سنركّز هنا على اثنين منها:

أولاً، الأزمة الأخلاقية. فقد تحولت القيادة السعودية إلى مجموعة من المتنفذين الذين يتحكمون بشؤون البلاد والعباد، وبسبب توفر السطوة السياسية والمالية، فقد استخدم معظم  آل سعود سطوتهم بشكل سيء جداً، قزّم معه كل القيم الأخلاقية والروحية والدينية. ورغم أن آل سعود يدّعون خدمة الحرمين الشريفين، إلا أن هذين الحرمين ذاتهما لم يسلما من تأثير عقلية التسلط والمتاجرة التي يمارسها معظم آل سعود. وإذا كان من مثال، فهو تعامل هؤلاء مع الأماكن المقدسة، بصفة مادية بحتة وتحويلها إلى أماكن شبه سياحية وتجارية واقتصادية وتهديم كل المباني الأثرية التي تعود للفترة الأولى للدعوة الإسلامية ، وإزالتها من الوجود بما ينهي البعد التاريخي والرمزية الدينية لها ( لنا في قبور الصحابة ومساجدهم ومنزل السيدة خديجة وغيره من الأوابد الإسلامية التي هدمها وهابيو آل سعود نموذجا لهمجيتهم في التعامل وتطبيق المبدأ الوهابي الجائر خير القبور الدواثر...)   . وهذا التوجه المادي البعيد عن القيم الروحية مارسته الزعامات السياسية من آل سعود في السياسة والعسكر في الداخل والخارج، وتدخلت القيادة السعودية في شؤون المواطن السعودي، وشؤون الجيران وبما يسيء للجميع ويغرقهم في الآلم والمشاكل والقتل والتدمير(سورية، اليمن، والبحرين، والعراق، ولبنان...الخ)، ويخدم سياسة الراعي الأمريكي لها والشريك الإسرائيلي غير المباشر، وبما يبتعد كلياُ عن خدمة المصالح السعودية. وبابتعاد القيادة السعودية عن القيم الأخلاقية والإسلامية أوصلت نفسها وشعبها من خلال ممارساتها الدونية إلى شبه عزلة دولية مقيتة وظهرت وكأنها السبب الأول في تهديد الأمن والسلام العالميان والممول الأول للإرهاب التكفيري، وهي كذلك فعلاً.

ثانياً، الأزمة الفكرية. ورغم أن القيادة السعودية تمتلك خزائن الذهب والدولار وعائدات النفط التي تعد الأكبر في العالم مقارنة بعدد السكان، إلا أن المستفيد لم يكن المواطن السعودي ولا التطور في المملكة. وبما أن القيادة السعودية تركّز على الأشياء المادية والمظاهر الزائفة، دون الإنسان، فقد انفقت الكثير من أجل تحسين صورتها البشعة في العالم، ولكنها لم تحقق نهضة حقيقية لا في العمران ولا في البنية التحتية السعودية، والأهم أنها لم تعمل على بناء الإنسان السعودي وتطويره وتثقيفه والنهوض به. وإذا بحثنا في مجال البحث العلمي والتقدم التكنولوجي وبناء الحضارة فلن نجد أي مساهمة سعودية تذكر. وهذا مهم جداً لقياس تطور الإنسان السعودي والمستوى الذي بلغه في ظل قيادة آل سعود الرجعية.

وعندما تعمل القيادة السعودية على تهديم الأخلاق والفكر، عامدة أم تائهة، تكون النتيجة المنطقية هي تقدّم العقل التكفيري والإرهاب التكفيري الذي ينتشر بمساعدة المال السعودي وعبر استخدام المواطن السعودي الذي تم تضليله. وتكون النتيجة أيضاً التدمير والقتل والعداوات بدل الإعمار والبناء والتآخي. هل سأل أحد لماذا نسبة الانتحاريين السعوديين هي الأعلى في العالم، مع أنه يفترض أن هؤلاء هم الأكثر رخاء وهناء والأكثر تطوراً قياساً بمقدار الدخل القومي، وليس بمقدار التطور العلمي والتكنولوجي والأبحاث الفكرية والعلمية؟

الأزمتان اللتان سببتهما وما تزال القيادة السعودية في الفكر والأخلاق سوف تتركان آثارهما على على الجميع وعلى المدى البعيد، وقد بدأ العالم يكتشف الأبعاد الخطيرة للسياسات السعودية في هذين المجالين وغيرهما أيضاً.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.