تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:السعودية ومنظرو الفكر التكفيري!!

مصدر الصورة
SNS

 ا

23/11/2013

 

نستغرب في سورية وجود هذا العدد من الإرهابيين السعوديين الذين يأتون ليموتوا في سورية تحت مسميات الجهاد أو دعم الثورة أو ما شابه من هذه العناوين الكبيرة البراقة. ونستغرب لماذا لا يموتون "مجاهدين" في بلادهم لتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية ولإنقاذ المملكة من آلة قمع النظام السعودي. بالطبع يبطل سبب الاستغراب عندما نعرف حقيقة البيئة الحاضنة التي تخرّج مثل هؤلاء الحمقى طالبي الموت الرخيص عبر قتل أنفسٍ لا يعرفونها، حرّم الله قتلها إلا بالحقّ، وبالتالي يخالفون شرع الله بالنية والهدف والفعل والأدوات والوسائل المتبعة لتنفيذ جهادهم المزعوم.

ما أودّ الإشارة إليه والحديث عنه هو المقالة التي كتبها في صحيفة الحياة (23/11/2013) الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي (رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية سابقاً). وجاءت المقالة بعنوان: لا بد من «عنوان آخر» و«أمن» للراغبين بالجهاد في سورية. الخاشقجي ، وبعدما أثنى على تجربة أفغانستان في الثمانينات بزعم أنها " كانت ناجحة على رغم كل التشويش الذي يمارسه البعض عليها الآن"، يرى أن "جلّ من شارك في تلك المرحلة عاد إلى وطنه آمناً معتدلاً، وحظوا بسمعة طيبة. إنهم جهاديون... يستطيعون وبدعم من العلماء أن يفتحوا حواراً مع القوى المعتدلة في «القاعدة» مثل «جبهة النصرة»". إذا عُرف السبب بطل العجب. إذا كان الخاشقجي وهو كبيرُ من يُفترض فيهم أن يقودوا حملة التنوير والاعتدال في المملكة، يعتبر أن تنظيم "القاعدة" يضم أجنحة معتدلة مثل "جبهة النصرة" ويمكن الحوار معها، ويبحث عن مبررات لاستمرار القتل في سورية وسفك دم الشعب السوري، فأين يقف المتطرفون الغلاة، وما هو الشيء الذي يمكن أن يعتبره الكاتب ونظامه السعودي الغبي تطرفاً.

ولكن الأسوأ، هو أنْ يوضّح الكاتب السعودي أن مشروعا كهذا "تكفي رعايته من بعد وغضّ الطرف عنه، ثم مراقبته مثلما فعلنا في أفغانستان". لا ندري من طلب منه المساعدة والتنطح لمثل هذا الدور الجهادي المجرم!! لكن النية السعودية واضحة ومعلنة وهي أفغنة سورية وتخريبها لتحقيق الأهداف الصهيو ـ سعودية الإسرائيلية. الأمر أبعد وأخطر من كسر محور المقاومة وإخراج سورية منه؛ الأمر يتعلق بتخريب الفكر السوري المعتدل وتخريب الشخصية الوطنية السورية وتدميرها لمنع استمرار الدور السوري في بناء الحضارة والتقدم.

وللتأكيد نقول إن رسالة خاشقجي ودعوته إلى الغلو والتشدد واستمرار عمليات القتل "الجهاد" في سورية تحت مبررات ومسميات جديدة ليست فقط من باب التنظير الفردي أو الاجتهاد الشخصي، بل تتسق وتعبّر عن حقيقة الموقف السعودي والسياسة السعودية المتبعة والمستمرة في الدول المجاورة؛ اليمن والعراق ولبنان وسورية والبحرين وغيرها. وهذا ما يؤكده ويثبته النفي السعودي لتأييد الملك عبدالله لمؤتمر "جنيف2" بشأن حل الأزمة في سورية بعدما أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ذلك(الوطن السعودية23/11/2013). إذن المطلوب وفق السياسة السعودية استمرار الأزمة، وهم في مملكة الكفر والقهر على أتم الاستعداد لإرسال مواطني المملكة الذين غذوا عقولهم بالأفكار المتخلفة والمتطرفة والجاهلة للقتال في سورية تحت مسميات متعددة.

 لابد من إعادة النظر بكل ما يأتي من المملكة وكل ما يصدر عنها وكل ما تخططه للبلدان المجاورة لها ولا سيما سورية. ولابد من العمل على كشف دور المملكة التخريبي والتهديمي وفضحه في تنشئة أجيال تتغذى على القتل والإرهاب وبالتالي وضع حدّ لهذا الدور إقليمياً وعالمياً. فإذا كان المستنيرون يفكرون بهذه الطريقة ويدعون لمأسسة القتل والإرهاب، فلا عجب إن أظلمت الشمس عن بلاد كانت منارة للفكر والشعر والأخلاق قبل ألف وخمس مائة عام وحوّلها آل سعود إلى مملكة للتخلف والجهل والظلام والحقد والكراهية ومصنعاً لتفريخ الإرهابيين والمجرمين والسفاحين وأولاد الزنا والسفاح.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.